تجددت الدعوات فى إقليم كردستان العراق، للتحرك لمواجهة مخاطر إقامة إيران وتركيا، سدودًا على نهرى دجلة والفرات، ستحرم العراق من حصته القانونية فى مياه النهرين، ذلك فى حرب قوية بين تركيا وإيران على حصة المياه من نهر الفرات، بدون النظر إلى الضرر الكبير الذى سيلحق بالدولة العراقية.
وبدأت التحذيرات فى أقليم كردستان من المخاطر التى تحدق بالثروة المائية فى الإقليم جراء تقليل كميات المياه بسبب سدود إيران، وتحويل مجرى الأنهار والجداول من دول الجوار، إضافة إلى عدم وجود استراتيجية واضحة لدى السلطات فى كردستان لتأمين مياه الزراعة والشرب للمواطنين على المدى البعيد.
وأكدت الحكومة العراقية، أن هناك مخاطر حقيقة تهدد إقليم كردستان، تكمن فى أن أغلب الأنهار والجداول الت تصب فى الإقليم تنبع من دول الجوار وبالأخص تركيا وإيران اللتين لا تلتزمان بالاتفاقات المائية المشتركة مع الإقليم، وتعملان باستمرار على تجفيف مصادر المياه الآتية إلى الإقليم.
وتعمل الحكومة التركية منذ سنوات على مشروع ضخم يسمى بمشروع "غاب"، والذى يتضمن بناء قرابة 22 سدًا 14 منها على نهر الفرات و8 على نهر دجلة، والتى سوف يكون لها تأثير كبير على تخفيض نسب المياه التى تدخل إلى العراق وإقليم كردستان.
ولم تكتفى تركيا فقط فى محاربة الدولة الشقيقة العراق، ولكن بدأت إيران أيضا فى بناء أنفاقا ومشاريع أروائية ضخمة لتغيير مجرى نهر سيروان، الذى يأتى 70 % منه من الأراضى الإيرانية ويصب فى بحيرة دربنديخان فى محافظة السليمانية.
وأكد أكرم أحمد، المدير العام للسدود ومخازن المياه فى إقليم كردستان، أن الخطر الرئيسى الذى يهدد الإقليم، هو بناء سدود فى إيران وتركيا على معظم منابع المياه التى تصب فى أراضيه، مضيفا أن إيران تعمل على بناء أكثر من ثلاثة سدود وأنفاق كبيرة ستعرِّض بمجرد الانتهاء من بنائها إقليم كردستان إلى خطر الجفاف.
وفي السياق ذاته، تخشى سلطات إقليم كردستان من أن يتسبب بناء سد في مدينة كرمانشاه الإيرانية بجفاف قسم كبير من نهر سيروان الرافد الرئيسى لبحيرة دربنديخان التى تزود محافظة السليمانية وإدارة كرميان بالماء والطاقة الكهربائية.
وقال خبراء عراقيين، إن انتهاء مشروع سد داريان فى محافظة كرمانشاه الإيرانية عام 2018، سيتسبب بجفاف جزء كبير من أراضى إقليم كردستان الزراعية، وسيؤدى إلى خلق أزمة مياه كبيرة فى محافظات حلبجة والسليمانية وسيتم فقدان مساحات واسعة من الأراضى الزراعية فى حلبجة وسيد صادق ودربنديخان، إضافة إلى فقدان قدرة سد دربنديخان على إنتاج الطاقة الكهربائية.
بعد غزو العراق، وتشكيل حكومة عراقية حليفة لإيران حولت مسار الأنهار والجداول المائية التى تتدفق باتجاه العراق لتبقى داخل أراضى إيران، ما حرم العراق من حصته المائية.
تسبب ذلك، فى تجفيف الكثير من هذه الأنهار، بينها نهر ألواند فى خناقين وتقليل ما يصب فى سدى ديربنديخان ودكان إلى حدودها الدنيا ما أسفر عن تخريب البنية التحتية الزراعية والمائية والصناعية.
أما قطع مياه الكارون والكرخة والترويج، فقد جعل مياه شط العرب مالحة وملوثة، الأمر الذى تسبب فى فقدان البصرة ومدن جنوب العراق أهم مصدر للمياه الصالحة للشرب لأن المياه حاليا تحتاج إلى معالجات كثيرة تفوق القدرات العراقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة