-
قدمنا المسلسل بقرار جماعى.. وفضلنا أن تكون أحداثه فى زمن وتاريخ منفصل لأن الجمهور لن يقبل بانتصار الشر على "القرآن" أو "الإنجيل"
-
تأزمت نفسيًا بسبب مشهد "الإعدام".. وصورته على مدار يوم كامل
-
أفكر فى تقديم الكوميديا.. وأحضر لفيلم جديد
-
عمرو سمير عاطف "شاطر".. وأحمد نادر جلال لا يقل عن مخرجى هوليود
-
إنجى علاء: أزياء المسلسل من وحى خيالى.. وشخصية "الطبيب سعد" كانت الأصعب
نجاح ساحق يحققه النجم يوسف الشريف، عاما تلو الآخر، وهو ما تكرر فى مسلسل "كفر دلهاب" والذى تم عرضه على قناة ON E في الموسم الأخير، واستطاع أن يحقق أرقاما قياسية فى نسب المشاهدته جعلته يتربع على قمة المسلسلات فى السباق الرمضانى، فضلاً عن أرقام المشاهدة الكبيرة التى حققها المسلسل على موقع "يوتيوب"، وهو ما جعل الجمهور يطلق على يوسف الشريف "قائد ثورة التجديد" فى الدراما المصرية، لكونه صاحب مدرسة فنية خاصة فى تقديم الأعمال التى تعتمد على الإثارة والتشويق، ومنذ تقديمه لتلك النوعية حاول العديد من الفنانين تقليديه والسير على نفس النهج ولكن لم يحققوا نفس نجاحه.
يوسف الشريف آثار الجدل بنهاية "كفر دلهاب" والتى كانت غير متوقعة بالنسبة للجمهور، وهى عادته فى جميع الأعمال التى يقدمها دائمًا، ومن العوامل التى لاقت إعجاب الجمهور ولفتت الأنظار وبشدة فى المسلسل الأزياء التى ظهر بها نجوم العمل للمصمة إنجى علاء والتى نجحت فى أن تكون عنصرًا مهمًا من عوامل نجاح المسلسل.
"اليوم السابع" احتفلت بالنجم يوسف الشريف والنجاح الكبير الذي يحققه كل عام، بحضور مصممة الأزياء إنجى علاء من خلال ندوة فنيه فى مقر الجريدة.. وتم تكريم الثنائى من الكاتب الصحفى خالد صلاح رئيس مجلس إدارة وتحرير "اليوم السابع".
-
فى البداية.. من وراء فكرة مسلسل "كفر دلهاب"، وكيف جاء تنفيذها؟
حقيقة أنا احتفظ بفكرة "كفر دلهاب" منذ فترة بجانب عدة أفكار أخرى، فعادة حين تولد فكرة داخل رأسى، أسجلها على الورق، لكن لحظة القرار وتحويل إحدى هذه الأفكار إلى عمل فنى، لا يكون القرار فرديًا لأنني بكل صراحة لا أستطيع تحمل مسئولية قرار مثل هذا، وهناك أطراف عديدة مسئولة عن ذلك، لأنه من الممكن أن تمتلك أفكارًا جيدة، لكن حين يتم تنفيذها تكون النتيجة كوميدية وغير موفقة، لذلك فكرت فى الأسباب الرئيسية التى تمنع تنفيذ فكرة مسلسل رعب، وأردت أن يكون به عمق وقصة جيدة، بدأنا نتحرك فى هذا الاتجاه حتى يصل الموضوع للشكل الملحمى الذى نريده، وبعد ذلك كان يلزمنى الاستعانة برأى منتج العمل الأستاذ تامر مرسى، والمخرج أحمد نادر جلال، والمؤلف عمرو سمير عاطف، وإنجى علاء بصفتها مصممة الأزياء، حتى يقرروا الشروع فى تنفيذ تلك الخطوة، لأننى أحتاج إلى وجهة نظرهم، وهل هم متحمسون لتلك القصة أم لأ، ومن هنا جاءت لحظة البداية فى تنفيذ العمل.
يوسف الشريف
-
ما الأسباب التى تمنع تنفيذ مثل هذه النوعية من الأعمال؟
السبب الأول أن الكثيرين يرون أن المشاهدين فى المنطقة العربية يتقبلون مشاهدة الرعب فى الخارج لكن لا يتقبلوه إذا كان عربيا أو مصريا، خاصة أن الأعمال التى تضمنت تلك النوعية لم تكن مبشرة على الإطلاق، ومع احترامى لكل الأعمال التى قدمت قبل ذلك أرى أن معظم تلك الأعمال لم تكن جيدة "تكنيكيا"، إضافة إلى أنه من ضمن الأسباب التى تمنع تنفيذ الرعب هو أن الجمهور العربى لديه نزعة دينية ولن يتقبل مننا تقديم فكرة الشر بكامل الحرية لأنه سيصطدم بـ "القرآن" و"الأنجيل"، ولن يقبل بفكرة انتصار الشر عليهما مثلما يتقبل تلك الفكرة من الخارج الذين يعملون فى تلك النوعية بدون أى قيود، وأنا لن أستثنى نفسى عن الجمهور العربى، لأننى لن أتقبل أيضًا فكرة انتصار الشر على القرآن أو اللإنجيل، ومن هنا جاءت فكرة أن أذهب بالقصة إلى زمن وتاريخ من وحى خيال المؤلف واختيار عناصره بحرية ونلاحظ أن "كفر دلهاب" لم يدخل فيه جانب دينى إطلاقا، وأيضًا هناك سبب آخر، وهو أن النقاد فى الخارج يصنفون أفلام الرعب على أنها أفلام سطحية وتافهة وتجارية جدًا وتحقق إيرادات عالية جدًا لكنها فى النهاية هى أفلام بلا هدف وبلا دراما، وأنا وددت أن أقدم مسلسلاً وفى ذات الوقت تتضمن أحداثه وقصته دراما وعمق كبير.
-
منذ 7 سنوات وأنت تحافظ على نجاحك الكبير فى الدراما.. وفى كل عمل يكون النجاح أكبر من الآخر.. فما سر الخلطة لديك؟
بالنسبة لى ليس مهم أن أكون رقم 1، ولا أضمن حتى نجاحى الطبيعى، ولكن الأهم لى أن أحاول الوصول لرقم 1 وأن أخذ بالأسباب وأذاكر جيدًا وأركز فى عملى فقط، لأننى حينما أضع فى ذهنى اننى أصبحت رقم 1 وابدأ عمل جديد بالتأكيد هفشل، لأن ذلك أول طريق للسقوط حينما تتذكر أنك رقم 1، ونجاح أى إنسان جزء كبير منه ليس له أى علاقة بالفن بل هناك توفيق من الله بجانب الإخلاص فى العمل.
-
إشادات كثيرة لـ "كفر دلهاب" على مواقع التواصل الاجتماعى ولكن تصدر الترند عدة أيام شابوه يوسف الشريف وتحول الأمر إلى "لزمة".. فكيف تعاملت مع تلك الأمر؟
بالتأكيد أكون سعيدا بتفاعل الجمهور الإيجابى مع ما أقدمه، وشفت الكومكس الخاص بشابوه يوسف الشريف وتفاعلت معه حتى لو كان هزارا، وحتى ولو كان يسخر فهو اختار أفضل شيء، وأصبحت أوزع شابوهات عديدة بعد ذلك.
-
المسلسل كان وراءه المؤلف عمرو سمير الذى صاغ السيناريو بذكاء شديد، ليجعل له بعدا سياسيًا، وهو الأمر الذى رصده المشاهدين والنقاد، ما تعليقك على ذلك؟
أريد أن أؤكد من منطلق الصراحة والغيرة على المسلسل، أن "كفر دلهاب" كان أهم من كونه يتضمن إسقاطات سياسية، فأنا شعورى ورؤيتى للمسلسل مختلف عن ذلك تمامًا وأكاد أجزم أنه ليس هناك إسقاط صريح مقصود، ولو قمت بعمل مسلسل سياسى كنت سأكشف ذلك، لأن هذا نوع موجود، لكن المسلسل السياسى يختلف عن مسلسل يدخل فيه آراء سياسية، و"كفر دلهاب" لا ينتمى إلى هذا ولا ذاك، فالمسلسل فكرته فلسفية تتناول علاقة الإنسان بوجود الشيطان، وأنا دائما مشغول، بفكرة الشيطان وكيفية دخوله حياتنا، وحماية الإنسان منه، والجمهور تعاطف فى بداية الأمر مع شخصية البطل، ثم تغيرت الأحداث وتحولت مشاعر الجمهور تماما فى النهاية، والظلم والعدل وفلسفة الانتقام الأعمى يعنى من الجائز لو بحثنا سنجد أن "إبليس" شخصيا لديه غرض الانتقام من بنى أدم، منذ بداية الخليقة لأنه يرى أن أدم وذريته هما السبب فى طرده ولعنته، والظلم والعدل وفلسفه الانتقام الأعمى يعنى لو بحثنا فيه سنجد أن "إبليس" وراءه، النوعية من الأعمال التى تتضمن إسقاطات على كل الجوانب التى تتعلق بأصل الإنسان، وأريد أن أذكر موقفًا حدث معى حيث أخبرنى أحد الأشخاص قصته مع جاره وقال لى "أنا والله حسيت إن جارى هو شيخ الغفر فى المسلسل بالظبط".
وبالنسبة لعمرو سمير عاطف فهو واحد من أشطر المؤلفين وأذكاهم على الإطلاق، وهو يستطيع أن يحكى حدوتة، وهذا أهم عنصر فى عملنا وله دور مهم جدا فى الفكرة، وهو من قام ببناء الشخصيات بشكل ملحمى وهو الذى جمعهم ببعضهم البعض.
-
الحلقة الأخيرة من المسلسل كانت مفاجأة للجمهور.. وتعتبر سلاحا ذي حدين بين تحقيق الإشادة أو التأثير على نجاح المسلسل؟
المفاجأة هى العنصر الأساسى الذى يعتمد عليه المسلسل، رغم أن تلك النهاية كان من الممكن أن يكون لها رد فعل سلبى خاصة أن المشاهد ارتبط عاطفيا بالبطل، وكان تعليق صناع العمل على ذلك "انت بتحط ايدك فى الكوبس"، فقلت إيه المشكلة لما أعمل كده، وأصريت على ذلك لأننى كنت أهدف إلى تقديم الرسالة الصحيحة، وليس تحقيق النجاح من خلال اللعب على عواطف الجمهور، ورغم أن النهاية مثلت مخاطرة كبيرة، لكنها كان بها ضمير، وفى تلك المنطقة بالأخص كان يجب مراعاة كل القيم والمبادىء بطريقة صحيحة، ولو لم ينته المسلسل بهذا المشهد إذا فانا أقول لكل من يقع عليه الظلم أنه عليه أن ينتقم ويحصل على حقه بيده "ينزل يمسك سكينة ويموت اللى عايزه"، وبالنسبة لى ليس مهمًا أن ينجح المسلسل، لكن ما يهم فى النهاية الرسالة الموجهة للمشاهد، وهذه هى المخاطرة الأكبر، وبصراحة المشهد كان تمثيليا صعب للغاية ولزمنى بعض يوما كاملاً لتحضيره.
وبالنسبة لفريق العمل، أريد ان أشير إلى أننى حصلت على مساعدة من الجميع، والمخرج أحمد نادر جلال مميز فى استخدام أدواته ومميز أيضًا فى مساعدة الممثل وتوجيهه، وعلى سبيل المثال فان تجهيز المشهد الأخير استغرق يومًا كاملاً والمخرج كان مصرًا أن أكون فى قمة تركيزى ومتقمصًا تمامًا للشخصية، والمشهد بكل صراحة كان صعبًا جدًا لأن فكرة تصديق أنك الشيطان وأنك تتمنى الضرر لكل البشر، فهو بالتأكيد أمر شديد الصعوبة غريزيا على كإنسان، وأؤكد أيضًا أن فريق العمل لم يكن على علم بتفاصيل نهاية المسلسل، باستثناء سهر الصايغ التى علمت بذلك فى يوم تصوير النهاية أو قبلها بيوم واحد فقط.
-
بعد نجاحك الكبير.. هل تترك نفسك للمخرج تماما أم يكون لديك وجهات نظر تفرضها على العمل؟ وما تعليقك على مقولة أن قوة يوسف الشريف الفنية خلفها أحمد نادر جلال ؟
كل شىء يحدث فى حياتى هو من عند الله سبحانه وتعالى، وأهم شىء عندى هو الاجتهاد و قبل اجتهادى فى العمل اجتهادى فى الاختيار وخاصة اختيار فريق العمل، وطالما أنا اثق فى فريق العمل إذن أنا اثق أنهم على صواب، وطالما أنا أثق فى مخرج العمل يلزم على عدم تعطيله وعرقلته، وأنا بشكل خاص لا أتدخل فى عمل أحد، فى بعض الحالات من الممكن أن أتناقش على أمر ما لكن فى النهاية صاحب القرار هو مخرج العمل، لأن كل واحد على دراية بعمله ولا يجوز أن أتدخل فى عمله، وأحمد نادر جلال مخرج كبير ونجحنا سويًا على مدار السنوات الماضية وإضافة لى بالتاكيد، وأرى أنه لا يقل عالمية عن أى مخرج فى هوليود، ويكفى أنه صاحب رؤية فنية واضحة.
-
فريق عمل "كفر دلهاب" ضم مجموعة من الممثلين "العتاولة" وأجيال مختلفة ..ما تعليقك على أن فريق العمل من أسباب نجاح المسلسل؟
بالطبع فريق العمل من أسباب نجاح المسلسل، لأن هؤلاء الممثلين يمتلكون خبره طويلة، وكان على أن أعمل حساب المشاهد، وأنا لا أحرج من التعلم من أحد، ويسعدنى أن أكون تلميذ "شاطر" ولا احب ان أكون أستاذ النقاش، وشخصيات المسلسل كانت تحتاج إلى كيانات معينة فى التمثيل وعلى خبرة كبيرة، مثل شخصية شيخ الغفر وكبير الكفر، اللذان قدمهما الفنان محمد رياض والفنان هادى الجيار، اللذان أديا دوريهما على أكمل وجه، وبالتأكيد لن يستطيع أحد آخر أن يحل مكانهما، وأريد التأكيد على أن الفنان محمد رياض شخصية تحترم جدًا حتى على الجانب الانسانى، وتشعر بالسعادة أن يعمل بجانبك.
-
اخترتم اللهجة العامية فى المسلسل، وهل كان مقصودًا عدم تحديد فترة زمنية؟
بخصوص لهجة المسلسل والسيناريو والحوار لم يكن بلغة عربية لكن كان هناك أشخاص تتحدث عن الوسطية بمعنى أنه لا يكون عامى و لا فصحى وكانوا يعلقون "انتو ليه اختارتوا اللهجه دى"، وقد كان هناك حرية تامة طالما أنك لست مرتبطًا بزمان و لا مكان فأنت حر وكانت النتيجة إذا قمنا باختيار الفصحى، رد الفعل سيكون سلبيا وسيساألنا الجمهور "لماذا تصعبون المسلسل على الناس طالما توجد حرية فى الموضوع"، لذلك فالموضوع نسبى وأنت بهذا الشكل ممكن أن تكون لا تتبع القواعد السليمة وهنا يكون الخطأ، لأن هناك أصول يلزم اتباعها ومن الممكن أن تدخل فى منطقة "الحلو والوحش" ولقد رأينا فى نهاية الأمر، أن نكون قريبين من الجمهور، وكنا مهتمين بأن ندخل المشاهد فى الكفر بأسرع وقت، وبالنسبة إلى عدم تحديد فتره زمنية فقد كان شيئًا مقصودًا بالطبع لأننا لو لعبنا المسلسل فى العصر الذى نحن فيه كان سيكون لدينا مشكلات عديدة وأيضًا كنا نريد جذب المشاهد حتى لو كنا اخترنا زمن الفراعنة كنا سنتكلم باللغة الفصحى.
-
الأزياء فى "كفر دلهاب" كانت لافتة جدًا، فكيف كانت البداية ومن أين جاءت فكرة التصميمات؟
"إنجى علاء": أوجه الشكر للمخرج أحمد نادر جلال أنه منحنى هذه الفرصة، لأنه يخرج منك كل طاقتك وإبداعك ويشجعك كثيرا، وواجهت مشكلة فى أن المسلسل لم يكن لديه مرجع زمنى إضافة إلى أنه لم يترك للخيال مئة بالمئة، وبالنسبة لاستلهام الفكرة فقد ارتكزت على عناصر معينة أبرزها اننا نقوم بالتصوير فى سيوة، و كانت وسيلة المواصلات الوحيدة فى السيناريو هى الخيول، ومن هنا بدأت رسم الشخصيات من خيالى لكن كنت أراعى السيناريو وكنت أتشاور دائما مع المخرج أحمد نادر الذى قدم لى الكثير من الدعم والمساعدة.
كما أننى أسعى دائمًا إلى ابتكار تصاميم بسيطة عملية ومريحة، أما مجموعتى الأخيرة الخاصة بمسلسل "كفر دلهاب" فى شهر رمضان المبارك، فمن التصميمات التاريخية المستوحاة من الحقب الزمنية القديمة حيث وجود الكفور والتجار والفلاحين وشيخ الغفر وهى التفاصيل التى تلاشى أثرها فى الوقت الحالى، والحمد لله سعيدة جدا بردود أفعال الجمهور على السوشيال ميديا عن تصميماتى فى المسلسل، وسعادتى الأكبر باهتمام النقاد والإعلام بجميع الأقسام الفنية التى تؤثر على نجاح العمل كما نرى فى حفل الأوسكار يسلمون جوائز لأفضل مصمم أزياء وبحمد ربنا على توفيقه وكرمه سبحانه وتعالى، وأنا أنجزت عملًا مستحيلًا بتنفيذها وتصميم أزياء مسلسل كفر دلهاب وذلك لضيق وقت التصميم والتنفيذ وخاصةً أنه عمل تاريخى ضخم وله تجهيزات مختلفة، لكنى تحديت كل هذه الظروف واجتهدت وأصررت على العمل باستمرار وجدية لذلك نجح العمل بتوفيق الله، وحاز إعجاب الجمهور منذ الحلقة الأولى من المسلسل، كما إن إحساسى بالدراما والشخصيات هو الذى يقودنى دائما وذلك يرجع لكونى كاتبة فى الأساس.
-
هل كان فى ذهنك أعمالاً وعصورًا مشابهه قمت بوضعها فى الاعتبار؟
"إنجى علاء": للأسف لم يوجد ذلك وهو ما صعب من المهمة، وقد حرصت على مشاهدة أعمال عديدة، وهو الأمر الذى من الممكن أن يكون له تأثير على، لكن فى النهاية، كان رسم الشخصية وإكسسوارها من خيالى، لكن كان هناك عناصر بعينها، مثل الطبيب وحاولت استلهامه من عدة جوانب أبرزها شخصية "ابن سينا" الذى كنت أحاول الرجوع لعصره، لكن كان هناك فكر آخر عند المخرج، وهو ألا نغير كثيرا فعلى سبيل المثال "شيخ الغفر" لا يوجد أنسب من الأسود لكى أقدم له نظرة تسويقية والعمل الناجح يلزمه أن تهتم بكل تفاصيلة، أيضًا فكرت فى الطبقية وملابس الإسكافى، إضافة إلى ملابس "زهرة" بخلاف "المجاذيب" حتى لا يمل المشاهد.
-
ما هى أصعب شخصية مرت عليك فى التصميم ؟ ومن أين أستعنت بالأقمشة ؟
"إنجى علاء": بالطبع شخصية يوسف الشريف "الطبيب سعد"، بداية من نوع القماش، وهذه ثامن سنة أتعاون مع "يوسف" و خامس مسلسل أقوم بعمل تصميم كامل للشخصيات، وكان هناك بعض الأشخاص يسألوننى هل استعنت بأحد من الخارج فى التصميم، وأنا من هنا أؤكد أن كل التصميم الذى عملت عليه مصرى سواء الأقمشة او الفريق الخاص بى، كل شىء تم تفصيله فى مصر، ولم يوجد هناك شىء جاهز وأنا مشكلتى كانت فى الوقت لأنه كان قبلها بشهر واحد فقط.
وبالنسبة للأقمشة حصلت عليها من منطقتى "الأزهر" و"الوكالة"، لكن مشكلتى الأساسية كانت تكمن فى الوكالة، لأنى لم أجد تنوعا بالألوان فى قماش الكتان الخاص بشخصية "المجذوب" لذلك كنت أحصل على الأقمشة وأصبغها، وأريد توجيه شكرا كبيرا لمهندس الديكور لأنه ساعدنى فى الألوان كثيرا حتى تخرج الصورة بألوان متناسقة.
-
ماذا عن أصعب مشاهدك فى "كفر دلهاب"؟
يوسف الشريف: مشهد الإعدام، رغم أننى كنت مؤمنا فيه بدرجة كبيرة، إلا أنه كان صعبًا نفسيًا، ومريت بحالة من الغضب الشديد فيه، حينما وضع القماش على وجهى، ورغم ان المشهد سهل ولكن شعرت بتوتر ودخلت فى "مود" غريب، وتفهم موقفى المخرج أحمد نادر جلال وحصلت على راحة ثم صورته بعد ذلك.
-
يلقبك الجمهور بقائد ثورة التجديد فى الدراما..فما هو رهانك الدائم فى أي عمل تقدمه؟
رهانى على المشاهد ولا أفضل أن أسمع من أى شخص لينوب عنه فى أي شخصية سوى لى أو لأى زميل آخر، لن مع التطور الذى نعيشه أصبح المشاهد قادرا على استيعاب كل شىء بوضوح، ولكن فشل أى عمل لن يكون بسبب الجودة، ولكن الفشل هنا سيكون فى كيفية فى تنفيذه، والمشاهد العربى لديه وعى أكثر من الأجنبى، ولديه عمق خبرات حياتيه أكثر، وهذا هو إحساسي، وحينما أقول أحد أن المشاهد لن يستوعب ما نقدمه أعتبر ذلك تطاول فى حقه.
-
هل من الممكن أن تغير النوعية الدراما التى تقدمه كل عام؟
بالتأكيد وبفكر حاليًا فى الكوميديا وهناك احتمالية كبيرة أن أقدمها خلال الفترة المقبلة ولكن الأهم من ذلك أن تكون الفكرة التى تقدم جيدة وأيضًا تم كتابتها بشكل جيد.
-
دائما تصور وتعرض عملك بشكل مباشر وهو ما يسبب مخاطر كبيرة بالنسبة لك؟
بالتأكيد لدى موقف لن أنساه على الإطلاق، حينما كنا نصور "لعبة إبليس" وهو أننا أثناء عرض الحلقة الاخيرة كنا نستكمل تصويرها بمعنى أن الجزء الأول من الحلقة تم إرساله وعرضه، والجزء الثانى لايزال فى الطريق، وبالتأكيد كانت مخاطرة كبيرة، ولكن بتوفيق من المولى سبحانه وتعالى، عدى الموقف بسلام وبسهولة، ولم يتكرر بعد ذلك، بل العكس تفادينا الأمر فى "كفر دلهاب" وانتهينا من التصوير مع منتصف شهر رمضان، عكس أعمالى السابقة.
-
رغم نجاحك الدرامى إلا أنك بعيد عن السينما منذ آخر أعمالك وهو فيلم "العالمى" الذى قدمته عام 2009؟
- بالفعل ولكن لدى مشروع سينمائى أعمل عليه منذ فترة، مع المنتجين تامر مرسى ووليد صبرى، وهو أيضا من فكرتى، ويكتب السيناريو والحوار عمرو سمير عاطف، وسيقوم بإخراجه أحمد نادر جلال، وفى حالة تنفيذه قد يكون من الرواد وأن لا أقدم دراما العام المقبل، لأننى أحب التركيز فى العمل الذى أٌقدمه سواء سينمائيا أو دراميا.
-
هل أنت مع مقولة أن السينما هى التى تصنع تاريخ للفنان؟
ليس أهم حاجة لدى أن أترك تاريخ، ولكن المهم أن أترك أعمالاً لا يخجل أبنائى من مشاهدتها بعد ذلك، كما أن أهم شىء دائما أن أراعى ربنا فيما أقدمه وهو تفكيرى، أكثر من التفكير فى التاريخ الفنى الذى يجب أن أتركه.
-
هل تابعت أيا من الأعمال الدرامية المنافسة لك فى دراما رمضان؟
لم أتمكن بسبب ضيق الوقت خاصة أننى كنت أصور مسلسلى، ولكن هناك أعمال درامية سأقوم بمتابعتها وفرحان لنجاحها مثل "لأعلى سعر" بطولة النجمتين نيللى كريم وزينة، وأمير كرارة فى مسلسل "كلبش"، وياسر جلال ومحمود عبد المغنى فى "ظل الرئيس"، و"حلاوة الدنيا" لهند صبرى وظافر العابدين، و"طاقة نور" لهانى سلامة.
-
بصراحة شديدة أنت مع أم ضد التصنيف العمرى للمسلسلات؟
لم أعترض عليه، بالعكس كنت أشجع تلك الخطوة لأن مسلسلات الرعب فى العالم لا يمكن مشاهدتها لمن هم أقل من 16 عام، والتصنيف فكرة مريحة للجميع، لأن بعد ذلك مشاهدتك للعمل يكون باختيارك.
-
فى النهاية..تعرضت لانتقاد بسبب "التويتة" التى كتبتها عن ضرورة الابتعاد عن أي شىء يعطل من صلاة التراويح ؟
هذا الأمر بدأ معى منذ العام الماضى ومازلت عن قناعتى، فكتبت العام الماضي عن ضرورة ترك مسلسل "القيصر" أو أي مسلسل آخر والتركيز مع صلاة التراويح، والعام الحالى، كتبت عن ترك "كفر دلهاب" فقط، حتى لا يغضب منى أحد أو يحرف فى كلامى، ومع ذلك فوجئت بتحريف كلامى وأننى بقول أن "الفن حرام" ولكن من يقول ذلك فيجب عليه أن يتعافى من "العلاج العقلى"، وفى النهاية نيتى لله، وربنا يثبتنى على ذلك.