مع تزايد إستفزازات كوريا الشمالية وتلويحها بإمتلاك قدرات صاروخية نووية قادرة على الوصول عبر القارات، يتزايد القلق الأمريكى ويدفع لإحتمال رد عسكرى خطير ستكون عواقبه كارثية وسط توقعات بتحول الصراع إلى حرب نووية.
وردا على إختبار كوريا الشمالية صاروخا باليستيا عابرا للقارات، قادر على الوصول لولاية آلاسكا الأمريكية، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكى هالى، إن بلادها مستعدة لإستخدام كامل قدراتها للدفاع عن أراضيها وحلفاءها ضد التهديدات الكورية الشمالية، مشيرة إلى أن تصرف بيونج يانج هو "تصعيد عسكرى واضح وحاد".
ورغم قولها أن الولايات المتحدة لا تفضل إستخدام الحل العسكرى، إلا أنها أشارت إلى أنه مطروحا، مضيفة صراحة فى إجتماع طارئ عقد، أمس الأربعاء، فى الأمم المتحدة، إن واشنطن تدرس القدرات العسكرية والتجارية فى الرد على كوريا الشمالية .
وبالإضافة إلى ذلك حذرت السفيرة الأمريكية الصين والدول الأخرى الحليفة لكوريا الشمالية، أن علاقاتهم التجارية مع الولايات المتحدة معرضة للخطر ما لم يتوقفوا عن مساعدة النظام فى بيونج يانج.
وكان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد حذر نظيره الصينى شى جينبيج، فى إتصال هاتفى فى وقت سابق من الأسبوع الجارى، من أن الولايات المتحدة تستعد لعمل فردى للضغط على بيونج يانج.
غير أن صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، تقول إن الكثيرين يحذرون من أى خيار عسكرى من شأنه أن يثير هجوم مضاد وحشى ضد كوريا الجنوبية، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، محذرين أنه سيكون دموى للغاية ومدمر، وهذا الأمر لا يزال يشكل عائقا كبيرا أمام رد إدارة ترامب على الرغم من إقتراب الزعيم الكورى الشمالى، كيم جونج أون، من هدفه بإمتلاك ترسانة نووية قادرة على ضرب الولايات المتحدة.
وتحذر الصحيفة أن الخيارات العسكرية حيال كوريا الشمالية باتت أكثر خطرا من أى وقت مضى، فتنفيذ ضربة محدودة كفيل بأن يخاطر بإصابات مذهلة لأنه بيونج يانج يمكنها الرد بآلاف القطع المدفعية التى وضعتها على طول حدودها الجنوبية.
وعلى الرغم من أن الترسانة الكورية الشمالية محدودة وممكن تدميرها فى بضعة أيام، فإن وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس، قال مؤخرا إنه إذا إستخدمتها كوريا الشمالية فانها "ربما تكون اسوأ انواع القتال فى تاريخ حياة الشعوب"، وفضلا عن ذلك، فإنه لا توجد سابقة تاريخية لهجوم عسكرى يهدف إلى تدمير الترسانة النووية لبلد ما.
وكانت آخر مرة نظرت فيها الولايات المتحدة، بجدية، فى مهاجمة الشمال، عام 1994، أى قبل أكثر من عقد من إجراء أول تجربة نووية لها، وطلب وزير الدفاع الامريكى آنذاك وليام جيه بيرى من البنتاجون اعداد خطط "لضربة جراحية" على مفاعل نووى، لكنه تراجع بعد ان استنتج انه سيشن حربا قد تترك مئات الالاف من القتلى.
ويعتقد المسؤولون فى الولايات المتحدة أن كوريا الشمالية قامت ببناء ما يصل الى اثنتى عشرة قنبلة نووية، وربما اكثر من ذلك كثيرا، ويمكنها تركيبها على صواريخ قادرة على ضرب اليابان وكوريا الجنوبية.
وحاول ترامب، فى بداية ولايته، تغيير ديناميات الأزمة عن طريق إجبار كوريا الشمالية وحليفها الاقتصادى الرئيسى، الصين، على إعادة النظر فى استعداد واشنطن لبدء الحرب، وتحدث بصراحة عن احتمال "صراع كبير للغاية" فى شبه الجزيرة الكورية، وأمر بتحريك السفن الحربية فى المياه القريبة، غير أنه تراجع كثيرا فى الأسابيع الأخيرة، مركزا على جهود الضغط على الصين لكبح جماح كيم يونج من خلال العقوبات.