قال السفير محمد ضهر، سفير جيبوتى فى القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، إن بلاده تقف فى خندق واحد مع مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى من أجل القضاء على الإرهاب، وأشار - فى مقابلة خاصة مع النشرة الأفريقية لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إلى أن جيبوتى تكافح الإرهاب فى منطقة القرن الأفريقى وتسعى لأن تكون منبرا للسلام والاستقرار بفضل جهود رئيسها عمر إسماعيل جيله الذى تربطه بالرئيس السيسى علاقات أخوة وتعاون تنطلق من سعى الزعيمين إلى بناء أفريقيا مستقرة وخالية من الإرهاب وتسود بلدانها روح التعاون والتفاهم.
ولفت إلى أن جيبوتى أصبحت حاضرة الثقافة فى منطقة القرن الأفريقى ومركزا لعقد تجمعات ومنتديات ومؤتمرات متعددة على المستويين الإقليمى والدولى .. مشيرا إلى سعى القوى المؤيدة للإرهاب إلى قلقلة الأوضاع فى منطقة القرن الأفريقي.
وكشف فى هذا الصدد عن أن الانسحاب القطرى المفاجيء والأحادى الجانب من المنطقة المتنازع عليها بين جيبوتى وإريتريا تم بدون تنسيق وبدون الرجوع للمؤسسات الدولية مما أحدث فراغا هائلا وأصبحت قوات الطرفين على وشك الاشتباك، مشيرا إلى أن القوات الإريترية تقدمت واحتلت الجزر والمنطقة المتنازع عليها، وكشف كذلك عن أن بعض الدول طلبت أن تحل محل القوات القطرية إلا أن جيبوتى لا تحبذ ذلك وتفضل الذهاب إلى الهيئات الدولية.
ودعا السفير مصر للتدخل "بفضل علاقاتها التاريخية وثقلها فى أفريقيا" إلى حل أزمة الأسرى الجيبوتيين لدى إريتريا، وقال إن جيبوتى تتطلع لدور مصرى فاعل فى هذا الصدد .. مؤكدا أن جيبوتى مصرة على تحرير الأسرى الجيبوتيين لدى أسمره التى أفرجت بالفعل عن أربعة منهم وما زال هناك 13 أخرون تحت قبضة السلطات الإريترية.
وأوضح أن جيبوتى باعتبارها عضوا فى التحالف الدولى لمكافحة الإرهاب تستضيف على أراضيها قوات دولية للحد من أعمال القرصنة وأن جهودها فى هذا الإطار تكللت بالنجاح وأدت لانحسار ظاهرة القرصنة نسبيا وهو ما يؤكد أن جيبوتى عاملا أساسيا فى جهود مكافحة الإرهاب الدولي.
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية - الجيبوتية .. وصف السفير محمد ضهر أن العلاقات مع مصر "قديمة قدم التاريخ" وتاريخ مصر مع شعوب القرن الأفريقى ضارب فى القدم فمصر دولة عربية لها ثقل تاريخى فى المنطقة .. مؤكدا أن بلاده تتطلع دائما لتطوير هذه العلاقات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وأشار إلى المصالح المشتركة التى تربط بين مصر وجيبوتي، وقال "إن مصر عضو فى منظمة الكوميسا للتبادل التجارى الحر وسوف تطور جيبوتى منطقة التجارة الحرة بحيث تستوعب المنتجات المصرية ومن ثم إعادة تصديرها إلى باقى الدول".
وأضاف "كانت مصر من أوائل الدول التى أقامت علاقات دبلوماسية كاملة مع جيبوتى عقب نيلها الاستقلال عام 1977 وبلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين حوالى عشرين مليون دولار عام 2009 ووقع البلدان ما يقرب من 26 اتفاقية ومذكرة تفاهم للتعاون بين القاهرة وجيبوتى فى مختلف المجالات وبدأت مجموعة شورى المصرية استثماراتها فى جيبوتى بافتتاح بنك شورى والعمل منذ عام 2010.
ولفت إلى الدور الحيوى الذى يلعبه الأزهر الشريف والجامعات الحكومية فى تدعيم العلاقات الثقافية بين البلدين وذلك من خلال إرسال البعثات إلى جيبوتي، علاوة على المنح المجانية التى تمنحها جامعة الأزهر للطلاب الجيبوتيين.
وفيما يتعلق بالتطورات فى اليمن .. أكد السفير محمد ضهر دعم جيبوتى للحكومة الشرعية وللتحالف العربى بقيادة السعودية من أجل إعادة الأمن والاستقرار فى اليمن، مشددا على رفض بلاده لكافة أشكال التهديدات التى تضر بسلامة وأمن المنطقة.
وحول منطقة القرن الأفريقى وخاصة فى الصومال بعد انهيار الحكومة الصومالية .. أوضح السفير محمد ضهر أن جيبوتى مهيأة أكثر من أى دولة من دول الجوار للصومال للتدخل للحل السياسى للأزمة، مشيرا إلى أنه تم بالفعل عقد عدة مؤتمرات لتسوية الأزمة فى الصومال وكان أخرها مؤتمر مصالحة برعاية الأمم المتحدة توج بانتخاب شريف شيخ أحمد رئيسا للبلاد فى يناير 2009.
وعلى الصعيد الاقتصادى .. أشار إلى أن جيبوتى حققت إنجازات كبيرة وانتهجت سياسة جذب الاستثمارات الدولية والإقليمية إليها .. موضحا أنها تمكنت من تحقيق توازن اقتصادى وإعادة الهيكلة الاقتصادية وتطوير البنية التحتية للاقتصاد، علاوة على تنفيذ المشروعات العملاقة مثل تطوير الموانى والطرق ومشروع القطار السريع الذى يربط بين جيبوتى وأثيوبيا بالإضافة إلى شبكة الطرق داخل جيبوتى ومع دول جوارها.
وقال السفير محمد ضهر إن بلاده واجهت تحديات تقيد انطلاق طموحاتها خاصة أنها تشرف على أحد أهم المناطق الإستراتيجية فى البحر الأحمر لاسيما بعد أن أصبحت جزءا فى الحرب على الإرهاب، وشدد على أن جيبوتى تتوسط محيطا يعج بالنزاعات الإقليمية الأمر الذى جعلها تواجه تحدى البقاء فى منطقة مملوءة بالأزمات والحروب.
وأوضح أن بلاده آثرت التمسك بسياسة الحياد إزاء حروب جيرانها رغم المعاناة التى أفرزتها تلك المواجهات نظرا للتدخل القبلى والاجتماعى والجغرافى بين جيبوتى والصومال وإريتريا وإثيوبيا مما جعل سنوات الحرب بين الصومال وإثيوبيا من أكثر السنوات صعوبة على القيادة الجيبوتية ورغم كل ذلك ابتعدت جيبوتى عن سياسة التحالفات بل على العكس ساهمت فى رأب الصدع بين بلدان المنطقة.
وعن الدور الصينى فى أفريقيا، أوضح السفير محمد ضهر أن العلاقات الصينية الأفريقية شهدت طفرة كبيرة لدرجة أصبحت بكين الشريك التجارى الأول للقارة برصيد حوالى 220 مليار دولار سنويا من الاستثمارات وأضحت الصناعة الصينية لها حضور خاصة فى منطقة شرق أفريقيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة