فى الثانية عشر من منتصف ليل اليوم السبت، كان الدكتور كمال الجنزورى مستشار رئيس الجمهورية، رئيس الوزراء الأسبق، وسط أولاده وأحفاده وزوجته، بعد انتهاء مباشرة عمله صباح ذات اليوم، والذى دأب ألا ينقطع عنه طالما أمده الله بالصحة، إما فى مكتبه الخاص بمنطقة شيراتون بمصر الجديدة، أو بمكتب هيئة الاستثمار، يمكنك أن تجد "الجنزورى" منكفئًا على أوراقه.
على الجانب الآخر وفى ذات الوقت من ليلة أمس، قالت وسائل التواصل الاجتماعى عبر تدوينات على موقع "فيس بوك"، ومن خلال تغريدات على "تويتر"، إن الدكتور كمال الجنزورى قد فارق الحياة، حتى أصبح المصريون وقد تحول فى أذهانهم تلك الشائعة إلى أنها حقيقة مؤكدة، البعض يكتب التعازى لأسرته، والبعض الآخر يسردون مواقف جمعتهم بالرجل ذات يوم.
الأمر لا يتوقف عند كونه شائعة على وسائل التواصل الاجتماعى ضمن آلاف الشائعات، لكن "الجنزورى" تحديدًا توفى على السوشيال ميديا نحو ست مرات، وكأن هناك مجموعة ما تُطلق نفس الشائعة بشكل دورى وتختفى، لتترك الناس يتبادلوها حتى لو على سبيل الظن أو المعلومة المنقوصة، وفى ضوء المثال الشعبى "العيار اللى ما يصيبش يدوش".
لتبزر هنا عدة أسئلة، من هم المستفيدون من إطلاق شائعة وفاة الجنزورى بهذا الشكل؟!، وإن كانت لتوجيه تفاعل السوشيال ميديا إلى اتجاه بعينه، فلماذا "الجنزورى" تحديدًا؟!، وهل يدرك مُطلقى تلك الشائعة بدون أى تحقق، فكرة أن تكون فى بيتك معززًا مكرمًا فى الوقت الذى تتلقى فيه رسائل عبر موبايلك "الله يرحم الدكتور.. كان رجلًا وطنيًا مخلصًا"؟، على اعتبار أن الموبايل الآن مع ذويه!.
لا أتحدث هنا عن الدكتور كمال الجنزورى أو مدى تأثره بتلك الشائعة المتكررة فى الوقت الذى تجاوز فيه عمر الثمانين سنة، ولا أتحدث أيضًا عن الضجة الكبيرة التى تحدث كل مرة بين أقارب أو أصدقاء هذا الرجل إثر تلك الشائعات، بقدر ما أتحدث عن كارثة آخرى، وهى كيف وصل بنا الأمر إلى أنه ببساطة تستطيع الآن كتابة سطر واحد على "الفيس بوك" تُميت به أحياء ويصير الأمر حقيقة!.
أتذكر أننى تحدثت مع الدكتور كمال الجنزورى لأتحقق من تلك الشائعة نحو ثلاث مرات فى مايو العام الماضى، وفى فبراير ويوليو العام الحالى، من جملة ست مرات، وفى أحد المرات كانت قد انتشرت خلالها الشائعة بشكل كبير فى الوقت الذى أُغلق فيه هاتفه، حتى كدت أن أصدق الشائعة، ولما وجدت رقمه يتصل سألته،: " يا فندم..حضرتك عايش فعلًا"، رد عليا بمداعبة "لأ هما يعرفوا أكتر منى".
الدكتور كمال الجنزورى علق على الأمر فى تصريح لـ"اليوم السابع" اليوم السبت، بأنه يباشر عمله فى مكتبه الخاص بمنطقة شيراتون بشكل طبيعى، وأن تلك الشائعة هى السادسة من نوعها، مبديًا استغرابه من اختياره هو تحديدا لإطلاق تلك الشائعات، متابعًا: "استقبلت ما لا يقل عن 1000 اتصال منذ منتصف الليل حتى الآن".
ووجه رئيس الوزراء الأسبق رسالة إلى مصدرى تلك الشائعات: "عيب ما يصحش كده، كل واحد ليه أقارب ومحبين بيخافوا عليه، تخيلوا مدى تأثير تلك الشائعات عليهم، هذا ليس فيه سبقا إعلاميًا ولا مهنية، وليس فيه شيئًا من الأخلاق أبدًا، بل يجب أن نعلم أنه ضررا على حياة أسر بأكملها، أناشدكم الدقة والتحلى بالأخلاق".
جدير بالذكر أن الدكتور الجنزورى من مواليد 12 يناير 1933 محافظة المنوفية، أى عمره 84 عامًا، وتولى رئاسة وزراء مصر للمرة الأولى عام 1996ولُقب بوزير الفقراء ثم عاد ليتولى المنصب مرة أخرى بعد ثورة يناير، ثم يشغل الآن منصب مستشارًا لرئيس الجمهورية.
عدد الردود 0
بواسطة:
كابتن احمد
حمدلله على سلامتك
ربنا يحفظك لينا وميحرمناش منك ويخليك ديما نصير الغلابة . ويجعله في ميزان حساناتك