أصبح تميم بن حمد، الأمير القطرى، حبيس التواجد داخل الدوحة، منذ الأزمة القطرية مع الدول العربية فى 5 يونيو الماضى، حيث لم يستطع الأمير القطرى الخروج من الدوحة سوى مرة ولم يتمكن من حضور أى محفل دولى أو الذهاب لدولة أخرى، حيث أصبحت تعيش قطر فى شبه عزلة تامة، ولا تعتمد سوى على إيران وتركيا، لمواجهة المقاطعة العربية.
أسباب عديدة، دفعت الأمير القطرى للعزلة وعدم القدرة على مغادرة الدوحة، على رأسها العقوبات التى فرضها الرباعى العربى الداعى لمكافحة الإرهاب الممول من قطر، ضد الدوحة، بجانب تزايد المعارضة الداخلية لحكمه، والخوف من حدوث انقلاب داخلى ضد تميم بن حمد، فى الوقت الذى أكد فيه مراقبون أن استمرار الأزمة سيؤثر على الإخوان، وأن قطر ستضطر بلا شك للتخلص منهم، حتى تنهى هذه العزلة.
وفى هذا السياق، قال النائب جمال محفوظ، عضو لجنة الشئون العربية بالبرلمان، إن تميم بن حمد خائف، فهو يعلم أن الشعب القطرى لا يريده، والتحالفات الجديدة التى أقامها مع تركيا وإيران أحدثت حالة من الغضب الشعبى القطرى ضده، فهو يسعى لحماية عرشه فقط، ويخشى أن يترك بلده ويخرج، وبالتالى سيظل محبوس داخل الدوحة ولا يستطيع مغادرتها.
وأضاف عضو لجنة الشئون العربية بالبرلمان، لـ"اليوم السابع"، أن كل يوم يمر تزداد المعارضة القطرية ضد تميم بن حمد، كما أن الشعوب العربية أصبحت ناقمة على سياساته، والمقاطعة جعلته فى حالة عدم اتزان.
من جانبها قالت النائبة غادة عجمى، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، إن قطر تواجه عزلة دولية، مع تزايد العقوبات التى فرضتها الدول العربية الأربع عليها، وإصرار الرباعى العربى على استمرار تلك العقوبات فى ظل عدم استجابة قطر لشروط ومطالب الدول العربية.
وأضافت عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، أن تميم بن حمد يخشى من حدوث أى انقلاب ضده، فالعزلة أثرت على القيادات ولم يعد أحد قادرًا على الخروج خارج البلاد سوى بعض المسئولين الذين يستنجدون بالمجتمع الدولى، مشيرة إلى أنه ستستمر العقوبات على قطر من قبل الدول العربية الأربع.
وعلى نطاق تأثير هذه الأزمة على الإخوان، أكد الدكتور جمال المنشاوى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن استمرار الأزمة القطرية انعكس بشكل واضح على الإخوان، موضحًا أنه كلما طالت مدة الأزمة القطرية، زاد قلق الإخوان لأنهم يعلمون أنهم سيكونون الضحية فى نهاية الأمر.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن قطر ستتخلص آجلاً أو عاجلاً من عبء مساعدة الإخوان والوقوف بجانبهم، خاصة إذا تعارضت تلك المساعدات مع المصلحة العليا لقطر وما تخطط له من التواجد على الخريطة الدولية بأموالها واستثماراتها، خاصة إذا كللت ذلك بتنظيم مسابقة كأس العالم 2022، والذى يضع قطر بشدة على الخريطة الدولية من خلال الرياضة.
وأوضح الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، أن حل الأزمة القطرية الخليجية لا بد أن يدفع الإخوان جزءًا كبيرًا من الثمن، والإخوان يدركون ذلك تمامًا لذا يسعون من الآن لإيجاد البدائل.