فى بعض الأوقات أشعر بالتوهة نحو التفكير فى أمر ما ثم تتحجر رأسى من أجل السير نحو درب ما ! أجد نفسى أريد أن أسلكه فقط ، ولا شيء سواه ، ينصحنى الأهل و الأصدقاء بمحاولة تغيير الطريق وتجربة طريق آخر ، ولكن من وجهة نظرى الطريق الآخر غير مميز ، فأزداد إصرارا على المرور بطريق ظننت يوما أنه نتاج عقلى بمفردي!، وبالفعل أسير دون أى تردد ، ثم أحصد النتيجة ، لأجد أنها نفس النتيجة التى توصل اليها الآخرون من قبل ، ولكنى لا أكتشف هذا إلا بعد مرور زمن بعيد ثم أضحك على تصرفى و أمضى فى الطريق !.
هل هذا غباء منى بمفردى ؟ ، أم هى دورة نمر بها جميعا فى أزمان مختلفة وبأشكال مختلفة قليلا ، جميعنا يسلك نفس الطريق فى زمنه الخاص ، جميعنا يمر على نفس النقطة التى ينظر فيها الى الخلف ليُطلق ضحكة عالية ثم يمضى فى نفس الطريق بمفرده من جديد . كل منا يظن أنه هو الوحيد الذى سلك هذا الطريق فى باديء الامر دون أن يلتفت لأراء من حوله ، ليكتشف مؤخرا أنه ليس الوحيد بل أن الجميع مر عليه من قبل، وحينما يجد من يريد المرور عليه بعده يحاول أن ينير بصيرته كى لا يقع فى نفس خطاؤه ،يحاول لفت إنتباهه ، ليعيد حساباته المفقودة ولكن لا مفر ! وكأن المكتوب علينا جميعا هو العبور من نفس البوابة ! لنلتقى جميعا داخلها !.
أظن أن هناك شيئا يربط بين عقولنا جميعا فى نقطة زمنية محددة من أعمارنا ، تجعل جميع اختياراتنا تتشابه ، وهو نفس الشيء الذى يجعلنا نرفض أفكار السابقين ونراها حماقات ! . إلى متى سوف نظل نركض فى سباق الفئران هذا، نعم هو سباق الفئران الذى نتمرد عليه فى البداية لنشترك به فى النهاية، حينما نتصارع من أجل فكرة مثالية دون وعى ، من أجل طريق مميز دون إدراك ! إلى متى سيظل كل منا يرى نفسه أول من إلتقى بالبوابة ، هل التميز يتطلب إكتشاف شيء جديد ؟ ، أم التميز هو أداء نفس الشيء ولكن بطريقة متقنة ومميزة ؟ ، وهل هناك أمل فى أجيال عبرت من نفس البوابة ؟ أم أن عليها دوما النظر إلى الوراء والتحسر على مافات ؟!
ومن هنا قد تغير تفكيرى ، فإذا رأيت غيرى قد ضل الطريق خاصة من هم بالاجيال السابقة ، فلا أنتقده نقداّ لاذعا مؤلما أو أتجاهله، واستمع الى نصائحه ، لربما أراد لى الخير ، و أراد تقصير المسافات على ، أراد ان يقرضنى عيناه لأرى بها ما رآه من قبل ! ، أراد لى النجاة من سباق الفئران قبل فوات الآوان ، قبل أن أجد نفسى عالقة به من الأمام ومن الخلف مدفوعة إليه بلا إراده ! ، تعلمت أن لا أُصُدر أحكاما مؤلمة على الآخرين أوأنتقص من قدرهم أثناء سيرى فى طريقى الذى ظننت أنه مختلف ! لربما التقى بهم بعد عبورى من نفس البوابة دون أن أشعر ! فلا شيء مضمون فى هذه الحياة !.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة