فى عطلة الأسبوع بمقدونيا التى توافق يومى السبت والأحد شأنها شأن أى دولة أوروبية أخرى، وبينما يستعد المواطنون للاستمتاع بالطبيعة الساحرة ودفئ الطقس البالغ ذروته فى منتصف أغسطس، كان للسماء قول آخر.
السقوط السنوى للشهب والنيازك بمقدونيا
على بحيرات كوكليس وبراى وكراتوفو الساحرة، حزم العشاق أمتعتهم لقضاء ليلة الأحد تحت سقف السماء وجدران الهواء الطلق، تنير ليلتهم أضواء النجوم الساهرة، غير أن تلك الأضواء بدلا من أن تأتى من النجوم كان أن جاءت كطلقات المدافع عن طريق الشهب النيزكية الحارقة التى تساقطت على البحيرة كما تتساقط زخات المطر فى شتاء كل عام.
ورصدت وكالات الأنباء المقدونية مشهد سقوط النيازك والشهب البرشاوية التى نزلت كالدش من السماء لتغسل الأجواء بنيران الجحيم من دون إبطاء ولا تمهل ولا استئذان الفتاة الممشوقة التى تأبطت ذراع حبيبها فى مشهد نهاية الأسبوع الحزينة.
السماء تمطر نيازك في كيراتوفو بمقدونيا
وفى الأسبوعين الأخيرين قالت تقارير دولية متخصصة إن كثيرا من الفلكيين يترقبون دخول الأرض فى نهر مخلفات مذنب "سويفت تاتل"، الذى يسبب ظهور زخات شهابية كثيفة تسمى البرشاويات، التى تعتبر من الزخات الكثيفة إذ تمطر الأرض بـ60 زخة شهابية فى الساعة، وسيكون هذا العام فرصة مناسبة لرصدها بعد منتصف الليل.
لكن ما حدث أن معدل الزخات كان أكبر بكثير مما توقعه الفلكيون، فقد أمطرت مخلفات هذا المذنب الأرض بمعدل 120 زخة شهابية فى الساعة، وفقا لما رصده فلكيون مقدونيون فى منتصف ليل الأحد وما بعده حتى مطلع الفجر.
زوجان يتأملان مشهد سقوط النيازك بمقدونيا
ولاحظ الفلكيون والمصورون سقوط الشهب النيزيكية الذى بلغ ذروته فى نهاية هذا الأسبوع (ينتهى الأسبوع فى أوروبا اليوم الأحد ويحصل الأوروبيون على إجازة أسبوعية يومى السبت والأحد بينما يزاولون أعمالهم اعتبارا من غد الاثنين).
وقال الفلكيون فى مراكز رصد الطقس والتغيرات المناخية والدراسات الفلكية بمقدونيا إن الشهب البرشاوية سقطت على الأرض عن طريق المذنب "سويفت تاتل"، وغالبا ما تتساقط مثل هذه الأنواع من النيازك والشهب فى أغسطس من كل عام.
سقوط النيزك على البحيرة
وأوضح الفلكيون وفقا لوكالة الأنباء المقدونية إن هذه النوعية من الشهب والنيازك تعد من بين أكثر النجوم التى تطلق نيازكها لمعانا على الإطلاق.
وتأتى تسمية هذه الشهب بالبرشاويات بسبب أن منبعها من المجموعة النجمية (برشاوس) والتى أطلق عليها العرب قديما اسم "حامل رأس الغول"، وتنسب بعض المصادر العربية هذه الشهب لاسم الغول بلقب الغوليات، بحسب ما ورد فى عدد من التقارير المتخصصة ذات الصلة.
صور التقطت من شاطئ براى
ووفقا للتقارير المتخصصة فى دراسات العلوم الفلكية فإن هذا العام شهد أكبر عدد ممكن من سقوط النيازك والشهب بمعدل نيزكين أو شهابين لكل دقيقة فى مواقع بعيدة عن الحيز العمرانى أو فى تلك المناطق الجغرافية المكشوفة مثل البحيرات، تماما كما حدث فى الحالة المقدونية ليلة الأحد.
ويقول الفلكيون إن هذه الشهب تنشط ما بين 17 يوليو و24 أغسطس لتصل لذروتها فى فجر 12 أغسطس من كل عام، وهو ما حدث بالفعل فى الحالة المقدونية، وتنتج هذه الشهب من مخلفات مذنب تاتل الذى يتوقع زيارته للشمس كل 130 عاما ويتقاطع مداره مع مدار الأرض، وكانت آخر زيارة له فى عام 1992م.
نيازك شهب البرشاويات
يأتى هذا بينما كانت الجمعية الفلكية بجدة كشفت، أن زخة شهب البرشاويات السنوية وصلت ذروة تساقطها هذه السنة، قبل شروق شمس اليوم الأحد بسماء المنطقة العربية.
وقالت الجمعية فى تقرير لها إن زخة شهب البرشاويات من أفضل زخات الشهب، إذ تنتج ما يصل إلى 60 شهابًا بالساعة، وتنتج عددًا كبير من الشهب البراقة عند ذروتها، ومصدرها المخلفات الغبارية من المذنب "سويفت توتال" المكتشف عام 1862.
جانب من الظاهرة الكونية
حريق جراء اصطدام النيزك بالأرض
سقوط النيزك على فى بحيرة بمقدونيا
لحظة سقوط النيزك
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة