أكدت الهيئة العامة للاستعلامات، أن الجولة الأفريقية للرئيس عبدالفتاح السيسي، والتي تستغرق أربعة أيام، يزور خلالها كلا من تنزانيا، ورواندا، والجابون، وتشاد، تحمل العديد من الدلالات الاستراتيجية للسياسة المصرية على مختلف الأصعدة الإفريقية والإقليمية والدولية.
وأضافت الهيئة فى بيان لها، أن الجولة تمثل ترجمة حقيقية لحركة السياسة الخارجية المصرية في قارة أفريقيا، وذلك في إطار انفتاح مصر على القارة، وحرصها على مواصلة تعزيز علاقاتها بدولها في كل المجالات، وتكثيف التواصل والتنسيق مع دول قارة أفريقيا، أحد أهم دوائر السياسة الخارجية المصرية.
وجاء فى تحليل سياسي للهيئة العامة للاستعلامات: إمعان النظر في دول الجولة الأربع، نلاحظ تعدد محاور ودوائر التحرك المصري على الصعيد القاري: تنزانيا في شرق أفريقيا، ورواندا من دول حوض النيل، وتشاد والجابون من دول وسط أفريقيا، بما يرسخ فكرة تعدد الدوائر الفرعية للدور المصري أفريقيا، يضاف لمناطق القرن الأفريقي، والجنوب الأفريقي، وغرب أفريقيا".
وأوضحت الهيئة فى تقريرها أن السياسة المصرية تجاه دول الجولة الأربع، والمحيط الأفريقي بشكل عام، تحرص على التأكيد على جملة من الثوابت التاريخية والاستراتيجية، لعل أبرزها إعلاء مبادئ التعاون الإقليمي، وتبنى دور مصري في مجال التنمية البشرية والاقتصادية،متابعة: بحيث يمكن القول أن شعار " الأمن والتنمية والتكامل الإقليمي" أصبح الرسالة المصرية لدول القارة من ناحية، والمنهج المصري في المحافل الدولية من ناحية أخرى".
وأشار تحليل هيئة الاستعلامات إلى أن تاريخ العلاقات المصرية مع دول تنزانيا ورواندا والجابون وتشاد، إلى تعدد مجالات الاهتمام المتبادل بين الطرفين، على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية والتعليمية، علاوة على ذلك تشترك مصر مع هذه الدول في العديد من التجمعات والتنظيمات المختلفة الاتحاد الأفريقي، منظمة المؤتمر الإسلامي، الكوميسا، مبادرة حو النيل، مبادرة النيباد، تجمع الساحل والصحراء وأنه هو الأمر الذي يسمح بتنوع وتشعب وتعدد مجال العلاقات والتعاون ثنائيا وقاريا ودوليا، خاصة في مجالات بناء السلم والأمن الأفريقي، ومكافحة الإرهاب، التنمية المستدامة.
واستطرد التحليل:"وفي هذا الإطار يمثل تنمية العنصر البشري أبرز جوانب التعاون المصري مع الدول الأربع سواء من خلال إيفاد مئات الخبراء المصريين، واستقبال أعداد كبيرة من المواطنين الأفارقة للتدريب في مصر في مجالات:التعاون القضائي، والتعاون الشرطي، والتعليم، والمساعدات الطبية، والمساعدات الغذائية، ودورات للدبلوماسيين الأفارقة، والتعاون والتدريب الإعلامي".
تنزانيا ..
أوضحت هيئة الاستعلامات في تحليلها ،أن العلاقات بين مصر وتنزانيا تقوم على مبدأ التعاون والتفاهم في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والدفاع والأمن بالإضافة إلى الساحة السياسية والتعاون الدولي والدفاع عن حقوق الإنسان والتأكيد على وحدة وتنمية القارة الإفريقية، وأن الدولتين ترتبطان بعلاقات سياسية قوية تعود لفترة الزعيمين التاريخيين عبد الناصر ونيريري، وهو الأمر الذي ساهم في التأسيس لمنظمة الوحدة الأفريقية،ومن ثم فإن القيادة الحالية للبلدين ستعمل على البناء على هذا الإرث التاريخي للدفع بمسيرة تنمية الاتحاد الأفريقي،وأنه من الناحية السياسية، تظل ملفات شرق أفريقيا، على رأس اهتمام البلدين، خاصة دعم استقرار الدولة الصومالية وإعادة بنائها.
رواندا..
لفتت الهيئة إلى أن مصر ورواندا تركزان على الجانب الاقتصادي، للدفع بأفق العلاقات الاقتصادية، كما أن الجانب الرواندي يعول على دور الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية للدفع في اتجاه تطوير القدرات البشرية، كما يمثل ملف الاستثمارات المصرية، أبرز مجالات التعاون المستقبلية على أجندة الزيارة الرئاسية.
ونوهت إلى أنه في الإطار ذاته، تتمتع العلاقات الاقتصادية المصرية الرواندية، بميزة نسبية في إطار عضوية البلدين في تجمع "الكوميسا" ، كما تشهد المنتجات المصرية رواجاً متزايداً بالسوق الرواندية.
الجابون:
جاء فى تحليل الهيئة أن دولة الجابون من أبرز اللاعبين السياسين في منطقة وسط أفريقيا، ومن ثم فإن تنسيق المواقف بين البلدين يحظى بأهمية خاصة، وتحديدا الأوضاع في أفريقيا الوسطى ودولة الكونغو، بجانب الدفع بأطر العلاقات الاقتصادية.
وعلى الصعيد الثقافي والتعليمي، تتواجد بالجابون بعثة أزهرية يقدر عددها بـ 13 مبعوثا، تسهم في خلق جسور للتقارب الثقافي والتعليمي بين البلدين، هذا بالإضافة إلى المنح المقدمة من الأزهر الشريف سنوياً لأفراد الجالية المسلمة الجابونية".
تشاد:
ذكرت الهيئة العامة للاستعلامات أن الأوضاع الأمنية في منطقة الساحل والصحراء، أبرز أبعاد التنسيق المصري التشادي، لما لهذه الدولة من أدوار مهمة في تلك المنطقة، وفي ضوء استضافة مصر اجتماعات وزراء دفاع دول الساحل والصحراء العام الماضي، والمبادرة المصرية لإنشاء مركز لمكافحة الإرهاب، وعرض مصر استضافة ضباط من دول التجمع للتدريب بالقاهرة، موضحة أنه في الإطار نفسه، يمثل التشاور المصري مع تشاد أهمية خاصة بشأن الملف الليبي، بحكم الجوار الجغرافي، واشتراك البلدين في آلية "دول الجوار الليبي" .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة