وصل الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الثلاثاء، إلى كيجالى فى مستهل زيارته لرواندا، وكان فى استقباله الرئيس بول كاجامى رئيس رواندا وكبار المسئولين الروانديين، حيث أقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمى، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
وقال السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس السيسي توجه بعد ذلك لزيارة النصب التذكارى لضحايا الإبادة الجماعية فى رواندا، وقام بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكارى، كما تفقد الرئيس المتحف الملحق بالنصب التذكارى والذى يحوى توثيقًا للمذابح التى جرت فى رواندا فى تسعينات القرن الماضى.
ووقع الرئيس السيسي فى سجل الزيارات، حيث أعرب عن أسفه لسقوط الضحايا الأبرياء، مؤكدًا على أهمية التعايش المشترك بين مختلف أطياف البشر، وبحيث يكون التعاون والحوار والسلام هو اللغة السائدة بين مختلف شعوب العالم، معربًا عن تمنياته بألا تتكرر مثل هذه الأعمال البشعة وأن يعم السلام كافة بقاع العالم.
وأضاف السفير علاء يوسف، أنه من المقرر أن يعقد الرئيس مساء اليوم الثلاثاء، جلسة مباحثات مع الرئيس الرواندى بول كاجامى، يعقبه حفل عشاء يقيمه الرئيس الرواندى تكريمًا للرئيس.
وشيد "النصب التذكارى" فى "كيجالى" تكریما لضحایا الإبادة الجماعیة برواندا، والتى راح ضحيتها عام 1994 نحو ملیون شخص.
وكان قد وصل الرئيس عبد الفتاح السيسى، قبل ظهر اليوم، الثلاثاء، إلى كيجالى عاصمة رواندا، محطته الثانية فى جولته الأفريقية.
وتعد جمهورية رواندا وتعنى "أرض الألف تل"، هى دولة فى شرق أفريقيا بمنطقة البحيرات العظمى الأفريقية لشرق وسط أفريقيا، تحدها تنزانيا شرقا وأوغندا شمالا والكونغو الديموقراطية غربًا وبوروندى جنوبًا، وهى تعد بالإضافة إلى بوروندى من أقاليم الكونغو الكبير.
وتبلغ مساحة رواندا 26338 كيلو متر مربع، وتقع بأكملها على ارتفاع عالٍ، وأدنى نقطة فيها على نهر "روسيزى"، بمنسوب 950 مترًا فوق مستوى سطح البحر.
وتكتسب رواندا شهرتها، من ما يعرف بـ"الإبادة الجماعية" خلال الحرب الأهلية التى اندلعت فى أبريل عام 1994 بين قبيلتى التوتسى، التى حكمت البلاد لقرون، وأغلبية الهوتو، التى كانت قد تولت السلطة من العام 1959 إلى العام 1962 وأطاحت بالنظام الملكى التوتسى.
ورغم أن أرقام القتلى متضاربة، إلا أن هناك أراء كثيرة ترجح أن يكون عدد القتلى جراء تلك الحرب الأهلية بين 800 ألف إلى مليون شخص.
ففى السادس من أبريل من عام 1994 أصاب صاروخان الطائرة الرئاسية الرواندية أثناء اقترابها من مطار كيجالى الرواندى، مما أدى إلى سقوطها على الأرض ومقتل جميع ركابها، من بينهم زعيم رواندا "جوفينال هابياريمانا" والرئيس البوروندى "سيبريان نتارياميرا".
وعقب الحادث مباشرةً انطلقت المجازر عبر رواندا بأكملها وبدأت عمليات القتل التى قضت على خُمس سكان البلاد، بالمناجل والمطارق والسيوف.
وتشير التقارير إلى أن هذه المجازر هى ثمار تدفق الكراهية القبلية من قبل قبيلة الهوتو ذات الأغلبية فى البلاد ضد الأقلية من قبيلة التوتسى بسبب وفاة الرئيس الذى ينتمى للهوتو؛ لكن هناك تقارير أخرى ذهبت إلى أنه تم التخطيط لهذه المجازر قبل ذلك بمدة طويلة، حيث تم وضع قوائم لقبيلة التوتسى وتوزيعها، وتم نقل وتخزين شحنات تحتوى على المناجل، كما أن المحطات الإذاعية كان لها دورًا كبيرًا فى التحريض على القتل.
السيسى فى تانزانيا - رواندا (30)