بترحاب ممتد، تواصل وسائل الإعلام الإيطالية إشادتها بقرار عودة السفير جيامباولو كانتنى إلى القاهرة الذى صدر مساء أمس، مؤكدة أن ما يجمع إيطاليا ومصر من علاقات اقتصادية وتجارية بخلاف الملف الليبى يظل أكبر بكثير من قضية مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى، والتى تم على إثرها سحب السفير قبل أكثر من عام.
وبعد حملة كبرى شنتها الصحافة الإيطالية على مدار ما يقرب من ستة أشهر لعودة العلاقات الكاملة بين القاهرة وروما، والتى تزامنت مع مطالب مماثلة أطلقتها دوائر النخب ورؤساء الأحزاب وأعضاء مجلس الشيوخ الإيطالى، استقبلت صحافة روما قرار عودة السفير بترحاب لافت، حيث قالت صحيفة "لاريبوبليكا" فى تقرير على موقعها مساء اليوم إن قرار إعادة كانيتينى جاء بعد تأكد روما من مصداقية مصر فى تحقيقاتها وتعاونها مع السلطات الإيطالية فى قضية مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى.
ووصفت القرار بأنه "خطوة للأمام" فى قضية ريجينى والعلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أن مكان سفير روما فى القاهرة فارغ منذ أبريل 2016، وذلك بسبب قضية مقتل ريجينى، إلا أن العلاقات بين مصر وإيطاليا تطورت بشكل جيد فى الفترة الأخيرة، خاصة فى التعاون فى هذه القضية، فالسلطات المصرية أثبتت لإيطاليا تعاونها للوصول لحقيقة مقتل الطالب الإيطالى.
من جانبه، قال عضو الحزب الديمقراطى الإيطالى، بيارو فاسينو، بحسب تصريحات نشرتها وسائل إعلام إيطالية، إن "عودة السفير الإيطالى إلى القاهرة ستمكن السلطات الإيطالية من متابعة تطور التحقيقات مباشرة ويوميا"، مضيفا أن وجود السفير كانتينى سيساهم فى حل العديد من القضايا الهامة التى تجمع بين الطرفين.
فيما أوضحت صحيفة "كورييرى ديلا سيرا"، أن استجواب مصر لرجال شرطة تورطوا فى قضية ريجينى، كانت إشارة واضحة لرغبة مصر فى التعاون الكامل مع إيطاليا للوصول إلى الحقيقة.
أما قناة "تى بى أى"، فقالت إن مصر تحمى أوروبا، وذلك لأنها تلعب دورا فعالا فى حماية الأمن الأوروبى فى مجال الهجرة الغير شرعية وومكافحة الإرهاب.
وأشارت القناة الإيطالية إلى أن زيارة السناتور نيكولا لاتورى إلى القاهرة ولقاءه بالسلطات، كان لها تأثير قوى على الحكومة وفتحت الباب أمام قرار إعادة السفير الإيطالى إلى مصر فى أقرب وقت، وعودة العلاقات المصرية الإيطالية بعد أن تأثرت بقضية ريجينى فى مصر.
وترى القناة أن مصر لها أهمية كبرى بالنسبة لإيطاليا، ولذلك فإن قرار إعادة السفير "صائب" حيث لم يكن هناك داعٍ لتأجيل عودته أكثر من ذلك ، خاصة أن هناك العديد من القضايا المشتركة من الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتى تحتاج إلى وجود دبلوماسى يراعى الشئون الإيطالية فى البلاد، كما أنه لابد من تنشيط العلاقات السياسية بين الدولتين وتطور العلاقات بينهما.
كان وزير خارجية إيطاليا أنجيلينو ألفانو، قال مساء أمس الإثنين إن "إرسال السفير كانتينى للقاهرة جاء ليكون محاورا موثوقا للاتصالات مع السلطات المصرية ، وتعزيز التعاون القضائى، وبالتالى البحث عن حقيقة مقتل الطالب الإيطالى، بالإضافة إلى رعاية المصالح الوطنية فى مصر ومجتمعنا فى هذا البلد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة