تشارك هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة فى الدورة الأولى من معرض الحزام والطريق لتجارة حقوق النشر الذى سينعقد فى مقاطعة شاندونغ الصينية فى جينان، فى الفترة من 19 وحتى 21 أغسطس الجارى.
وتأتى مشاركة هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة فى المعرض عبر مشروع كلمة للترجمة استكمالاً للعلاقات الثقافية التى جمعت بين الطرفين فى فعاليات الدورة السابعة والعشرين من معرض أبوظبى الدولى للكتاب 2017 حيث حلّت فيه جمهورية الصين الدولة ضيف الشرف.
يستضيف معرض الحزام والطريق لتجارة حقوق النشر أكثر من مائة مؤسسة نشر صينية وأجنبية، متضمناً العديد من الحوارات والجلسات النقاشية والفكرية لاستكشاف إمكانيات التبادل والتعاون على جميع المستويات، كما وتتزامن مع فعاليات المعرض مجموعة من الأنشطة والفعاليات المختلفة مثل منتدى القمة الدولية المتميزة وسلسلة من المحاضرات وجولة فى مسقط رأس كونفوشيوس.
وقال سيف غباش، مدير عام هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة، فى سبتمبر 2013 أطلق الرئيس الصينى شى جين بينغ مبادرة "الحزام والطريق" لتعزيز التبادل والتعاون والابتكار فى شتى المجالات بين الصين والدول الاوروبية والآسيوية، ودولة الإمارات العربية المتحدة قامت على مبادئ تقبل الآخر والانسجام، والدعوة إلى التسامح الثقافى، واحترام الخصوصيات الثقافية، وتعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة، والسعى إلى إيجاد نقاط مشتركة تؤسس لشراكة حقيقية، والتنمية القائمة على احترام التاريخ والتقاليد والعادات والقيم والتراث، كل هذه المبادئ نجدها تتسق مع التجربة الصينية، ونحن نراعى فى الشراكة بين البلدين أن تكون تفاعلية ومنتجة، وفق القوانين المتعارف عليها دوليا، إلى جانب التمسك بالمنفعة المتبادلة، والنجاح المشترك.
وتابع "غباش"، أكدت المبادرة أيضاً على أهمية التواصل الثقافى فيما بين الصين والدول التى تشملها المبادرة ومن بينها دول عربية وإسلامية. ومن المهم التأكيد على صعود الصين عالمياً فى جميع المجالات، بخاصة وأنّ الصين تتربع على قائمة أهم الأسواق المستهدفة لدينا فى هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة مع تسجيلها زيادة بنسبة 78,5% على أساس شهري، حيث وصل عدد السياح الصينيين إلى 185 ألف سائح بنسبة زيادة 55% منذ بداية العام حتى الآن".
وتماشياً مع التقدم الكبير الذى حققته الصين فى شتى مناحى الحياة، فقد بدأت الصين تولى اهتماما كبيراً بمد جسور التواصل الثقافى بينها وبين مختلف الشعوب، وكانت البداية بتأسيس معاهد كونفوشيوس كمنصات مهمة لنشر اللغة والثقافة الصينية فى عام 2004، حتى بلغ ما تم تأسيسه حتى الآن أكثر من 1500 معهد وفصل كونفوشيوس فى 135 دولة حول العالم، نصيب الدول العربية منها 9 معاهد (وفصول) فى مصر والإمارات والبحرين والسودان وتونس والأردن.
وأضاف "غباش"، نسعى من خلال مشاركتنا إلى تعزيز الحوار بين الثقافات المختلفة، والسعى إلى إيجاد نقاط مشتركة تؤسس لشراكة حقيقية، والتنمية القائمة على احترام التاريخ والتقاليد والعادات والقيم والتراث، كل هذه المبادئ نجدها تتسق مع التجربة الصينية، ونحن نراعى فى الشراكة بين البلدين أن تكون تفاعلية ومنتجة، وفق القوانين المتعارف عليها دولياً، إلى جانب التمسك بالمنفعة المتبادلة، والنجاح المشترك، نثق فى أننا سوف ننجح فى تجسيد حكمة وإبداع كل طرف، حيث يقوم كل طرف بتنفيذ ما يجيده، وفقاً لقدراته، بما يطلق العنان لظهور تفوق وإمكانات التنمية كاملة لدى الجميع.
يتضمن برنامج المعرض نقاشات حول النتاج المتنوع للثقافة الصينية، فيسلط الضوء على الأدب الصينى بمختلف أنواعه، كما أنه يعنى أيضاً بالتعرف على وجهة نظر الجانب الصينى فى الحياة بشكل عام، كما أنه يتيح الفرصة أمام المشاركين للتخطيط أو لتطوير واختيار شركاء جدد فى السوق الصينية، بالإضافة إلى التعرف على الثقافة الصينية التقليدية وبخاصة مسقط رأس كونفوشيوس والمعايير الثقافية الخاصة به فى مقاطعة شاندونغ.
وبدوره قال عبدالله ماجد آل على، المدير التنفيذى لقطاع دار الكتب بالإنابة فى هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة "نهتم فى هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة بدراسة النموذج الصينى فى التنمية، وهو ما يعنى بالضرورة التعرف على جميع ملامح تجربة جمهورية الصين، كما ستتاح لنا فرصة لعرض إصدارات مشروع كلمة والترويج لإنجازات هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة فى مجال صناعة الكتاب.
وأكد آل على على أهمية مشاركة مشروع كلمة فى الدورة الأولى من المعرض لما تشكله من فرصة للتعرف عن قرب على دور النشر الصينية وأهم التطورات التكنولوجية فى مجال صناعة الكتاب والنشر فى الصين، إلى جانب بناء شبكة علاقات عمل مستقبلية لهيئة أبوظبى للسياحة والثقافة وبالأخص مشروع كلمة حيث أننا نسعى إلى استقطاب الإبداع الصينى والاستفادة من التجربة الصينية العريقة فى صناعة الكتب وأفضل ممارسات الكتابة والتأليف والنشر، انسجاماً مع رؤية القيادة الرشيدة فى التكامل الثقافى مع الدول الصديقة، والشراكة الاستراتيجية ثقافياً ومعرفياً لما فيه خير الطرفين ومصلحتهما المتبادلة فى استدامة المعرفة وتبادل المحتوى وتطوير آليات وتقنيات نشره وترجمته".
يذكر أنّ مشاركة الصين فى الدورة الماضية من معرض أبوظبى الدولى للكتاب أبرزت التنوع الثقافى وثراء الثقافة الصينية وتطور صناعات النشر والتحرير والترجمة والطباعة فى الصين. بخاصة وأنّ الصين مهتمة بالمحتوى العربى الرقمى ونقل المحتوى الصينى إلى اللغة العربية بما يتماشى ورؤية هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة من خلال مشروع كلمة الهادفة إلى نقل المحتوى العربى إلى اللغة الصينية وبالعكس، بما يشكل جسراً للتبادل الثقافى بين الدول.