فى خضم الجدل الذى شهدته الأوساط التونسية على مدار الأيام القليلة الماضية، بعد أن أعلن الرئيس الباجى قايد السبسى عن حزمة مقترحات للمساواة بين الرجل والمرأة فى شتى المجالات بما فيها الميراث وحق الزواج من غير المسلم، برزت دار الإفتاء التونسية كشريك أساسى فى الأزمة، بعد أن سارعت نحو الإعلان عن تأييدها ومساندتها لمقترحات الرئيس التونسى على الرغم من جدليتها الدينية والفقهية.
وديوان الإفتاء التونسى هو أعلى مؤسسة دينية فى تونس، ويعتبر مفتى الجمهورية هو المستشار والمسئول الأول لدى الدولة المكلف بالشئون الدينية والإسلامية، ويتم تعيينه من قبل رئيس الجمهورية التونسية، ويباشر المفتى مهامه فى مقر دار الإفتاء الموجودة فى ساحة القصبة بجانب مقر رئاسة الحكومة.
الرئيس التونسى يجتمع بالمفتى فى قصر قرطاج
ويعتبر هذا المنصب من أقدم المؤسسات الوطنية التونسية ذات البعد الدينى، وهو يقع تحت إشراف رئيس الحكومة مباشرة، ويساعد المفتى فى أعماله عدة علماء وشيوخ وموظفين، وحسب المرسوم المؤرخ فى 28 فبراير 1957، فإن حامل هذا المنصب يسمى «مفتى الديار التونسية»، ثم تغير بعد ذلك إلى «مفتى الجمهورية» عملا بالمرسوم المؤرخ فى 6 أبريل 1962 حيث تم تحديد ضبط مهامه.
بيان دار الافتاء التونسية بإجازة مقترحات السبسى أثار موجه من الغضب فى الأوساط الدينية ضد المفتى عثمان بطيخ والذى تم تعيينه فى 2016 مفتيا لتونس، حيث دعا الكاتب العام لنقابة الأئمة الفاضل عاشور، فى تصريح إعلامى بطيخ إلى تقديم استقالته على خلفية البيان الذى نشر على الصفحة الرسمية لديوان الإفتاء.
المفتى الحالى عثمان بطيخ
ودار الافتاء التونسية التى تعاقب عليها 8 شيوخ تولوا منصب "مفتى الجمهورية" معروفة منذ تأسيسها بعد الإستقلال بمواقفها المثيرة للجدل، حيث لم تعترض على مدار السنوات الماضية إبان عهد الزعيم التونسى الراحل الحبيب بورقيبة ومن بعده زين العابدين بن على، على أى من القرارات التى تم اتخاذها بالمخالفة لبعض قواعد الشريعة الإسلامية.
ففى عهد بورقيبة صدرت مجلة الأحوال الشخصية فى 1956، وفى هذه المجلة صدرت العديد من التشريعات التى أثارت ضجه إقليمية حول مدى تعارضها مع الشريعة الإسلامية، حيث منع تعدُّد الزوجات وشملت المجلة كذلك قوانين اجتماعية خاصة بالزواج والطلاق؛ حيث جعل من الطلاق إجراء قانونى لا يتم الاعتراف به إلا عن طريق القضاء، وأصدر أيضاً قانون يسمح للمواطن بالتبنى وأقر بورقيبة قانوناً يسمح للمرأة بالإجهاض.
الطاهر بن عاشور
وكذلك حاول منع الحجاج التونسيين من أداء مناسك الحج فى السعودية، باعتباره إهدارًا لمقادير مالية من العملات الصعبة ودعا إلى التبرك بمقامات الأولياء الصالحين بدلاً عن الحج، وفى عام 1981 أصدر قانونًا سمى المنشور 108، والذى أمر فيه بمنع ارتداء النساء لغطاء الرأس "الحجاب" باعتباره مظهر من مظاهر التمييز والطائفية، وأنه ينافى روح العصر وسنة التطوير السليم.
وكان الصدام الوحيد الذى شهده نظام الحبيب بورقيبة والمؤسسة الدينية العليا فى تونس "دار الإفتاء"، عندما قرر الزعيم التونسى منع صوم رمضان فى عام 1962، بدعوى زيادة الإنتاج، وقام بنفسه باحتساء كوب من الماء فى شهر رمضان أمام شاشة التلفزيون، تبعه قرار بورقيبة بعزل مفتى تونس الطاهر بن عاشور الذى عارض القرار. وكان بن عاشور المتوفى فى 1973، قد خرج على التونسيين فى الإذاعة الرسمية، وتلا آية الصيام قائلا عقبها: "صدق الله وكذب بورقيبة".
بورقيبة وابن عاشور
وبعد هذه الواقعة لم تعترض المؤسسة الدينية فى تونس على أى قرارات علمانية اتخذتها الدولة، حتى بعد الثورة فى 2011 ورغم سيطرة إخوان تونس – حركة النهضة – على الحكم فى تونس إلا أن دار الإفتاء ظلت على حيادها بل وحاربت تشدد الحركة الإسلامية والرئيس التونسى السابق المنصف المرزوقى.
ويعتبر المفتى الحالى لتونس عثمان بطيخ من أكثر المعادين لفترة حكم الإخوان حيث تولى مهمة مفتى الجمهورية فى الفترة من 2008 إلى 2013 ، حتى قام الرئيس الأسبق المرزوقى بعزله وتعيين الدكتور حمدة سعيّد مفتيا جديدا، بعد أن تصدى لظاهرة استيلاء الأئمة المتشددين على المساجد وأقال الكثيرين منهم ومن بينهم أمام جامع سيدى اللخمى بصفاقس رضا الجوادى.
وأثار هذا الأمر حفيظة حركة النهضة ضده وقد ناصبته العداء وحرضت عليم مباشرة حتى أقاله المرزوقى، ليعيده مره آخرى لمنصب المفتى الرئيس الحالى الباجى قايد السبسى، فى العام 2016.
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى
كل هذا التطرف العلمانى ولم تمنع الانقلابات والثورات فى تونس
رغم كل هذا التطرف العلمانى الا انه تم الحجر على بورقيبة وهرب بن على
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى
كل هذا التطرف العلمانى ولم تمنع الانقلابات والثورات فى تونس
رغم كل هذا التطرف العلمانى الا انه تم الحجر على بورقيبة وهرب بن على
عدد الردود 0
بواسطة:
حمو
العلمانية
العلمانى يؤمن بحرية الملابس الا الحجاب ويؤيد حرية الرأى الا الفتوى ويعتبر من لا يؤمن بافكارة داعشى ارهابى ....................لابد من فصل الدين عن السياسة
عدد الردود 0
بواسطة:
حفاة الوطن
ماذا نتوقع من المفتى التونسى البطيخ سوى فتاوى بطيخية تعجب موزه لان هذا يصب فى صالح اخوان الشياطين
بدلا من ان نسير فى الطريق المستقيم المرتكز على الثوابت الاسلامية واجتهادات ميسرة نخالف الثوابت فتعطى الفرصة لاخوان الشياطين للبس قناع الدين مرة اخرى ويدسوا مع الثوابت افكارهم المسمومة بعد ان يفقد التوانسة ثقتهم فى المفتى البطيخ ويتبعوا الدجالين ليضلوهم اكثر
عدد الردود 0
بواسطة:
فيصل محمد
استغفر الله
بكره التوانسه يبيحوا الزواج المثلى
عدد الردود 0
بواسطة:
Mohamed
1
اسمه الشيخ بطيخ
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
اللة يكرمك يا كاتبة المقال
اللة يكرمك يا امال لان الناس عندنا لا تعرف أن المفتى بتاعهم اسمة بطيخ و يعين من رئيس الجمهورية وان الستات هناك هى من تحرك الاشياء !
عدد الردود 0
بواسطة:
عايده
((( عدة تفسيرات )))
يمكن التونسين .. ياْخذون من منطلق ان شرع الله لا يطبق اصلا هذة الايام ...فمثلا فرضت الصلاة.. و يوجدكثير من الناس لا تصلي ... حرم الله السرقة و تري الكثير يسرق و ينصب و يرتشي ...حرم الزنا ... اخذ البعض يباهي بالزنا و يحكي علي الملاء انة كان زاني ... و الغريب ان الله عز و جل ساوي في العوبة للزانية و الزاني ..لكن بعض الدول ... تجازي المراْه فقط ..و الذكر لاء ...لية ..لانة راجل يعمل اللي هو عايزة ..... فقالوا ...هي جت علي الارث ... فلتاْخذ المراة ما ياخذة الرجل .. و لتتزوج المراْه من غير المسلم و هكذا يفكرون ..... لكن .. لو كل شيء يطبق صح ... لو البلاد الاسلامية تطبق الشريعة بالظبط ... و الكل يمشوا علي قانون واحد .. لو هناك عدل ... في الصواب و العقاب .... لما وصلنا الي الشتات ... كل دولة تطبق بمفهومها .... كل دولة علي حسب المصالح العليا ...اصبحنا كل دولة في وادي لوحدها ..... و سنظل كما نحن في توهة من امرنا ... فليرحمنا الله من القادم ...او نموت قبل ان نراه.....
عدد الردود 0
بواسطة:
المصرى
كل هذا التطرف العلمانى ولم تمنع الانقلابات والثورات فى تونس
رغم كل هذا التطرف العلمانى الا انه تم الحجر على بورقيبة وهرب بن على
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مسلم والحمدلله
ليس بعد الإصرار علي الضلال إلا الكفر بالله
كثير من العلمانيين يحاربون الدين الإسلامي تحت مسمي الحرب علي الإرهابيين المسلمين وما هي إلا خطوات تفرق بين العلمانيين وبين الإعلان عن ( تحليل وتشريع قانون بزواج المثليين - إصدار قرار بمنع الصيام في رمضان - منع الأذان للصلاة الميكروفونات - منع بناء المساجد الجديدة وعدم صيانة المساجد وما تلف منها - حرية التعري وممارسة الجنس في أي مكان بالدولة طول العام - تنظيم احتفالية رسمية باليوم الرسمي للعراة بالدولة - تشريع يسمح بتشغيل بيوت الدعارة - عبادة الشيطان رسمياً ليصبح الدين الرسمي هو عبادة الشيطان ) العلمانية كفر بالله ومن اعتقد غير ذلك فلينظر إلي ما وصلت إليه الدول العلمانية من تحليل حرام الله وتحريم حلال الله بدعوى من الرؤساء العلمانيين وتصديق وموافقة من دار الإفتاء