لم يكن من السهل أبدا أن يصمت العسكريون القطريون الشرفاء والغيورين على بلادهم طويلاً، أمام سياسة أمير قطر تميم بن حمد بن خليفة آل ثانى، بعدما طلب من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إرسال قوة عسكرية قوامها 5000 جندى إلى الدوحة، بالإضافة إلى قوات من الحرس الثورى الإيرانى، لتتحول قطر لثكنة عسكرية تركية وإيرانية ويصبح أهلها ضيوفًا فيها.
وشهد الجيش القطرى تحركات من قِبَل الجنود والضباط الشرفاء، إذ اعتقلت السلطات الأمنية القطرية مدير مكتب رئيس الأركان القطرى، بعدم أعرب عن رفضه لسياسة "تميم" فى الاستعان بقوات أجنبية للاستقواء بها أمام الدول العربية الرافضة لتمويل الإرهاب من أمير قطر ودعمه المنظمات الإرهابية فى الشرق الأوسط.
وأشارت صفحة "مباشر قطر" الموالية للمعارضة القطرية إلى اعتقال العقيد حسن يوسف الملا مدير مكتب رئيس الأركان القطرى من منزله فى الدوحة.
ويأتى ذلك بعدما اعتقلت السلطات الأمنية القطرية 62 جنديًا بالجيش القطرى بعد رفضهم الاستمرار بالعمل تحت مظلة القوة الإيرانية المتواجدة بقاعدة الشمال.
مصادر عربية أكدت بداية شهر أغسطس الجارى، أن الجنود القطريين تعرضوا للإهانة من قِبَل القوات التركية خلال المناورات التى أجريت تحت اسم "الدرع الحديدى"، إذ أُجْبِروا على تقديم التحية العسكرية للقيادات العسكرية التركية، وتلقى الأوامر المباشرة من القادة الأتراك، فى حين لم يكن هناك أى دور يذكر للقيادات العسكرية القطرية.
وأضافت المصادر فى تصريحاتٍ خاصة لـ"اليوم السابع" أن الجنود الأتراك كانوا يأمرون القطريين بتنظيف المعدات العسكرية الخاصة بالجيش التركى، على أساس أنها جزء من التدريبات.
وأوضحت المصادر أن الجنود القطريين وقعوا على عريضة طالبوا فيها بإنهاء خدمتهم من الجيش القطرى، فى أعقاب ما تعرضوا له من إهانات، بالإضافة إلى فرار جنود آخرين من الجيش عقب المناورات، بلغ عددهم 250 جنديًا.
ويبلغ قوام الجيش القطرى حوالى 15 ألف جندى من أصل 2 مليون مواطن يقطنون بالإمارة الصغيرة.
وبالنسبة للمدنيين فإنهم لم يكونوا بأحسن حالإذ حيث يعيش القطريون حالة من الحصار داخل بلادهم، فى أعقاب فرض القوات التركية المتواجدة فى شوارع العاصمة القطرية حواجز أمنية أمام المواطنين القطريين.
وطالب القطريون بإزالة الحواجز الأمنية التى تضعها القوات التركية فى الدوحة، إذ يفتش الأتراك القطريين بشكل غير لائق فى الشوارع.
وأكد القطريون على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" مطالبتهم بإزالة الحواجز التى وضعها الأتراك، ومماطلة الأتراك بالتفتيش وتأخيرهم عن العمل.
ووافق البرلمان التركى فى 7 يونيو الماضى على طلب من الرئيس التركى بإرسال قوات تركية إلى الدوحة، شملت مدرعات، ودبابات، وناقلات جند، وكان آخرها إرسال فرقاطة تركية إلى ميناء حمد بن خليفة على متنها 412 من أفراد قوات البحرية التركية.
فيما اعترف نائب رئيس الوزراء التركى المتحدث باسم الحكومة، نعمان قورتولموش، أن قطر هى من طالبت بإنشاء قاعدة عسكرية بالدوحة ولم تفرض تركيا نفسها على قطر لكى تبنى قاعدتها بالعاصمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة