تصاعدت التوترات فى المشهد السياسى الأمريكى بشأن أحداث العنف التى شهدتها مدينة تشارلوتسفيل بولاية فيريجينيا الأمريكية هذا الأسبوع، مع إصرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على توجيه اللوم لكل الجماعات المشاركة فى العنف والمتمثلة فى القوميين البيض والنازيين الجدد من ناحية والنشطاء المناهضين لهم.
واندلعت هذه الاشتباكات العنيفة بسبب محاولة لإزالة تمثال لجنرال يمثل الحقبة الكونفدرالية التى أصلت للعبودية فى الولايات المتحدة، واشتعل الجدل بشأن مئات الآثار التى منها تماثيل تعود إلى هذه الحقبة من تاريخ الولايات المتحدة.
واشتعل العنف فى فيرجينيا من خلال الاحتجاج على إزالة تمثال يخلد ذكرى روبرت لى، يصور جنرال الكونفيدرالية بأنه أكبر من الحياة، ويرمز مصطلح الكونفيدرالية إلى ما يعرف بولايات الرقيق الجنوبية الأمريكية التى أعلنت فى القرن التاسع عشر انفصالها عن أمريكا.
واحتج القوميون على خطط المدينة لرفع التمثال، بينما تواجد المناوئون لهم لمعارضتهم وهو ما دفع باشتباكات بين الجانبين، وهذا التمثال موجود فى المدينة منذ عام 1924، لكنه فى العامين الماضيين دعا عدد من السكان وبعض مسئولى المدينة والمنظمات إلى إزالته، وحدث الأمر نفسه مع عدد من رموز الحرب الأهلية الأمريكية فى مدن أخرى، حيث يراها البعض رمزًا للعبودية والتفرقة العنصرية.
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا حول دعوات لإزالة التماثيل الخاصة بالقادة الكونفدراليين الذين يمثلون حقبة الحرب الأهلية الأمريكية والجمهورية الانفصالية التى كانت تؤيد البقاء على العبودية، وأشارت إلى اقتراح البعض بجمع مئات الآثار التى تعود إلى هذه الحقبة فى متحف واحد بدلاً من وجود تماثيل أولئك القادة فى الميادين الكبرى داخل الولايات المتحدة.
غير أن البعض يرى أن إزالتها تمثل إنكارًا لذلك الجانب المظلم من تاريخ الولايات المتحدة، وأنه على النقيض يجب البقاء عليها كتذكير لهذا الماضى وتجنب ممارسات هذا العهد، فيما يدافع عنها القوميون البيض الذين لا يزالون يرون أفضيلة للبيض على غيرهم من المواطنين الأمريكيين، ولفتت الصحيفة إلى أنه فى عام 2015 مررت ولاية كارولينا الشمالية قانونًا يحظر إزالة هذه الآثار.
ومع ذلك أقدمت ولاية مريلاند، اليوم الأربعاء، على إزالة تماثيل لقادة من الكونفدرالية الأمريكية فى بالتيمور، ومن بينهم تمثال الجنرال روبرت لى وتوماس جاكسون وكذلك نصب قاضيا سابقا فى المحكمة العليا كان مسئولاً عن صدور حكم عام 1857 يقضى بحرمان الأمريكيين السود من الجنسية الأمريكية.
ودافع الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن إدانته المتأخرة للقوميين البيض الذين تورطوا فى أعمال العنف فى تشارلوتسفيل بحجة أنه كان حذرًا فى إلقاء اللوم، ثم عاد إلى موقفه الأصلى بأن هناك خطأ من قبل الجانبين الذين تورطوا فى الإشتباكات.
ورأى ترامب أنه يجب إلقاء اللوم على كلاهما قائلا: "دعنى أسألكم: ماذا عن حقيقة أنهم جاءوا حاملين الهراوات فى أيديهم؟ هل لديهم أى مشكلة؟ أعتقد ذلك"، ورغم أن صحيفة نيويورك تايمز أقرت بتورط الجميع فى العنف إلا أنها دافعت صحيفة نيويورك تايمز عن الجماعات اليسار المناهضة للقوميين البيض، التى تورطت أيضًا فى اشتباكات وعنف ضدهم.
وتقول "نيويورك تايمز" إن أولئك النشطاء المناهضين للفاشية والعنصرية استخدموا بالفعل الهراوات والسوائل الملونة ضد القوميين البيض، ولكن هناك فرق صارخ بين العنف من الجانبين.
وأشارت الصحيفة إلى تأكيد الشرطة أن جيمس ألكيس فيلدز، من القوميين، قام بدهس حشد من المتظاهرين المناوئين للعنصرية، بسيارته وهو ما أسفر عن مقتل هيذر هيبر.
ونقلت عن براين ليفين، مدير مركز دراسة الكراهية والتطرف فى جامعة ولاية كاليفورنيا، إن مقارنة الجمناعات المناهضة للعنصرية بما فعله فيلدز تشبه مقارنة طائرة مروحية عادية بطائرة من طراز .C-130
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة