هل من حق سفير أن يحضر حفل لفنان مصرى أقيم بالخارج؟.. هذا السؤال شغل الأوساط السياسية والدبلوماسية اليومين الماضيين، بعدما لبى السفير ياسر رضا، سفير مصر لدى الولايات المتحدة، دعوة وجهها له الفنان تامر حسنى لحضور حفله الفنى بلوس أنجلوس.
الإجابة بالتأكيد هى نعم من حقه، فالسفير من ضمن أدواره الترويج للفن المصرى فى الدولة المعتمد لديها، ويكون ذلك بعدة طرق من بينها حضور حفلات الفنانين المصريين، بل والمشاركة فى تنظيمها أن أمكن، وهو ما فعله ياسر رضا.
حضور السفير ياسر رضا حفل الفنان تامر حسنى من وجهة نظرى له عدة أبعاد، وبه حقائق أيضاً يجب أن يكون القارئ مطلع عليها، فوفقاً لما علمته فإن السفير المصرى لم يكن يخطط من البداية لحضور حفل تامر حسنى، وما حدث أنه كان فى اجازة سنوية رفقة زوجته، ارتأى أن يقضيها فى مدينة لوس انجلوس بولاية كاليفورنيا، وذلك على نفقته الخاصة دون تحميل خزينة الدولة المصرية أى أعباء، والدليل على ذلك أن ياسر رضا رفض عرض القنصلية المصرية فى لوس انجلوس بإرسال سيارة له إلى لمطار كى تصحبه للمكان الذى يقضى به إجازته، لكن رفض وقام بتأجير سيارة خاصة كى لا يحمل الدولة المصرية أعباء مالية، على الرغم أن القانون لا يجرم استخدام السفير لسيارة القنصلية المصرية فى لوس أنجلوس.
ووفقاً لما علمته أيضاً فقد تصادف خلال تواجد السفير ياسر رضا فى مدينة لوس أنجلوس تنظيم حفل الفنان تامر حسنى، وقد تم دعوته لحضور الحفل وقام بتلبية الدعوة التى حضرها بصفة شخصية هو وزوجته.
المؤكد هنا أنه لا يجب خلط الأوراق وربط قضاء السفير لعطلته بموضوع مدى الكفاءة فى تأدية واجبات عمله، لأن السفير ياسر رضا مشهود له بالكفاءة والتفانى فى العمل، فقد عمل سفيرا لمصر فى تل أبيب لأربعة أعوام، وشغل عدة مناسب حساسة جدا وتقلد منصب مساعد وزير الخارجية ومدير مكتبه مع ثلاث وزراء وهم أحمد أبو الغيط ونبيل فهمى والوزير الحالى سامح شكرى، وهو ما يؤكد أنه كفء وحاز على ثقة الوزراء الثلاثة.
الأمر الآخر أن السفير ياسر رضا لا يمكن التشكيك فى قدراته الدبلوماسية أو فى ذمته المالية فهو أمر صعب فى ظل كفاءة والتزام السفير المصرى بمهام عمله والتفانى فى العمل لخدمة وطنه، وهنا يجب الإشارة على سبيل المثال إلى أن القانون يسمح للسفير المصرى فى الخارج النزول لمصر مرة واحدة على نفقة الدولة المصرية، إلا أن ياسر رضا رفض استخدام هذا الحق وقرر قضاء عطلته هناك كى يكون بالقرب من السفارة حال حدوث أى تطورات أو أحداث له تأثير على العلاقات المصرية الأمريكية، فتلبية السفير ياسر رضا لدعوة فنان مصرى لحضور حفل تكريمه هو تحرك إيجابى لدعم الفن المصرى.
وبذل سفير مصر فى واشنطن، جهود مضنية فى التواصل مع عدد كبير من الشركات الأمريكية وحثها على زيادة استثماراتها فى مصر، لما يتوافر بها من فرص استثمارية كبيرة.
وكثف السفير المصرى بالولايات المتحدة اتصالاته مع الإدارة الأمريكية لتوضيح جهود الحكومة المصرية لتنفيذ برنامجها الطموح للإصلاح الاقتصادى، وكشف ما تحقق من إنجازات على أرض الواقع، من حيث ارتفاع معدل النمو وانخفاض عجز الموازنة، بالإضافة إلى تحسن تصنيف مصر الائتمانى أكثر من مرة خلال الفترة الأخيرة.
وعمل السفير ياسر رضا على تكثيف جهود السفارة بالتعاون مع وزارة الآثار لاسترداد القطع الأثرية المصرية التى تم تهريبها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لاسترداد تلك القطع مع السلطات الأمريكية المعنية، وهى التحركات التى أثمر مؤخرا عن إصدار السلطات الأمريكية قراراً بأحقية مصر فى استرداد قطع أثرية تم تهريبها خارج البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة