أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية أن مبادرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني أصبحت محور اهتمام الكثير من الدوائر الدولية التي تُعنى بمحاربة الفكر المتطرف، مشيرًا في كلمته -مدينة شينجدو الصينية، حيث يشارك في القمة العربية الصينية لمكافحةالتطرُّف- إلى أن الرئيس السيسي يولى اهتمامًا كبيرًا بقضايا تجديد الخطاب الديني ويقدم الدعم الكامل للمؤسسات الدينية في مصر فيسعيها لإيجاد خطاب وسطي متصل بالأصل ومرتبط بالعصر، لافتًا إلى أندار الإفتاء المصرية تعمل على نشر الوسطية والدفاع عن الإسلام ومحاربة الفوضى في الخطاب الإفتائي في الخارج تنفيذًا للاستراتيجية التي وضعتها منذ سنوات.
وأكد مفتي الجمهورية أن الفتوى الصحيحة هي أداة مهمة في تحقيق استقرار المجتمعات وتعزيز السِّلْم بين أفرادها، وأن الفتوى التي تصدر منغير المتخصصين تسبب اضطرابًا كبيرًا في المجتمعات.
كما أوضح مفتي الجمهورية أننا نسعى في دار الإفتاء إلى التواصل معالجاليات المسلمة في العالم شرقًا وغربًا لدعمهم من الناحية الشرعية بوسائل عدة، معلنًا أن دار الإفتاء ستعقد مؤتمرًا عالميًّا فيمنتصف أكتوبر القادم تحت عنوان: "الفتوى ودورها في استقرارالمجتمعات".
كذلك بيَّن المفتي أن الجماعات الإرهابية إنما تجذب أتباعها من خلال تصدير خطاب ديني مشوه، تستقطب به عددًا كبيرًا ممن يفتقرون إلى الإحساس بالهوية أو الانتماء من الشباب الصغير السن الذى يرغب في المغامرة دون وعي ولا بصيرة.
وأكَّد مفتي الجمهورية في حديثه أمام القمة العربية الصينية أن الإسلام تصدى للإرهاب ولكل أشكال العنف وإشاعة الفوضى، والانحراف الفكري،وكل عمل يقوِّض الأمن ويروِّع الآمنين، فجميعها -وإن تعددت صورها-تشيع في المجتمع الرعب والخوف وترويع الآمنين فيه، وتحول بينهموبين الحياة المطمئنة، التي يسودها الأمن والأمان والسلم الاجتماعي.
وأضاف في لقائه أن الفاشية الدينية والأيديولوجية المسمومة تعدُّ أساسَ الموجات الإرهابية التي تواجه المنطقة العربية والمجتمع الدولي، وصلبَ الفكر المتطرف الذى يتخذ من العنف والقتل والترويع والإرهاب منهجًا له. وتابع فضيلته: إن الممارسات والمنهجية الفكريةلجماعات الإسلام السياسي تعد هي المرجعية الفلسفية لكافة التنظيماتالإرهابية القائمة على القتل والترويع.
وأشارالمفتي في كلمته إلى ضرورة التمييز بين رسالة الإسلامالنبيلة التي تتمثل في الرحمة والسلام وبين المغالطات والممارسات التي ظهرت من أولئك المتطرفين والإرهابيين الذين يشوهون تعاليم الإسلام السمحة أمام العالمين، مشددًا على أن جرائم الإرهابيين تتعارض كليًّا مع الجوهر الحقيقي للرسالة المحمدية من خلال ذبحِهم الأبرياءَ وحرقِهم المدارسَ وسَبْيِهمُ النساءَ واضطهادِهم للأقليات الدينية وترويعِهم المجتمعَ بأكمله وانتهاكهم حقوقَ الإنسان بصورة صارخة.