فى سلسلة مفتوحة من الإشادات بقرار روما عودة سفيرها إلى القاهرة، واصلت الصحافة الإيطالية تأكيدها الأهمية الاستراتيجية التى تمثلها مصر بالنسبة لإيطاليا، مشيرة إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي يعد بمثابة حليف استراتيجى لا يمكن التخلى عنه أو خسارة قنوات الاتصال المفتوحة معه.
وفى تقرير نشرته صحيفة "لينك إيستا" قال المحلل الإيطالى توماس كانيتا، إن ملف مشاريع الطاقة بين القاهرة وروما، بخلاف أزمة الهجرة غير الشرعية التى تتسلل إلى الدولة الأوروبية عبر الأراضى الليبية، جميعها ملفات تجعل من مصر دولة لا يمكن الاستغناء عنها بالنسبة لإيطاليا.
وأكد توماس فى تقريره الذى حمل عنوان "لماذا لا يمكن الاستغناء عن مصر ؟"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى هو حليف قوى ورئيسى فى جميع الملفات والمحاور الاستراتيجية والتى تشمل إيطاليا، مشيرًا إلى أنه على الرغم من أن حادث مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى تسبب فى ألم كبير بالنسبة للشعب الايطالى، إلا ان إيطاليا اكتشفت بعد أكثر من عام من سحب سفيرها بالقاهرة أنه من المستحيل الاستغناء عن مصر بأى شكل، حيث أن العلاقات المصرية والإيطالية لا تزال كما هى".
وأشار المحلل الإيطالى إلى أن هناك علاقات وثيقة بين روما والقاهرة، ففى عام 2015 اكتشفت شركة إينى الإيطالية للطاقة حقل ظهر وهو أكبر حقل للغاز الطبيعى فى المياه الإقليمية المصرية بالبحر المتوسط، ما جعل العلاقات بين الطرفين تزداد تمسكًا، حيث سيجعل الاعتماد على الطاقة من روسيا وشمال إفريقيا وبلدان آخرى ستنخفض بشكل كبير، كما أنه سيمنح إيطاليا قوة وحرية جيوسياسية، خاصة فى علاقات إيطاليا مع إيران، ونفس الشئ بالنسبة لقطر الدولة الداعمة للإرهاب.
وأكد أن مصر شريك اقتصادى واستثمارى مهم أيضًا بالنسبة للاستثمارات الإيطالية المتوقعة فى محور قناة السويس، وتحتل إيطاليا المرتبة الخامسة فى قائمة أكبر الدول المستثمرة فى مصر، فيما كان قبل حادث ريجينى يعتزم البلدان رفع حجم التبادل التجارى ليصل إلى 6 مليارات يورو خلال عامين، بما يشمله ذلك من تذليل كافة العقبات لتسهيل حركة التجارة البينية، وزيادة الصادرات الزراعية المصرية إلى إيطاليا وأوروبا، عبر دعم مبادرة التجارة الخضراء، إلى جانب دراسات إنشاء خط ملاحى سريع يربط الموانئ المصرية والإيطالية.
وأضاف أنه "ليس فقط الاقتصاد والطاقة هى التى تربط إيطاليا بمصر، ولكن أيضًا بالنسبة للهجرة، حيث أن علاقات روما بالقاهرة "ضرورية"، خاصة أن ايطاليا تريد أن يكون لها دور حاسم فى مستقبل ليبيا، وهذا لن يحدث إلا بمساعدة مصر.
وأكد المحلل السياسى الإيطالى أن قضية مقتل ريجينى سيتم إغلاقها تماما بمجرد قرار إعادة السفير الإيطالى إلى مصر، باعتبارها لا تمثل شيئا أمام احتياجات إيطاليا من مصر ، وسبل التعاون بين الطرفين، وبالنسبة لأهمية القاهرة بالنسبة لروما.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة