فى إطار الجولة المكوكية التى يقوم به وزير الخارجية الجزائرى عبد القادر مساهل إلى المنطقة، سلم عبد القادر مساهل رسالة من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة إلى الرئيس السيسى، وإجراء مشاورات مع وزير الخارجية سامح شكرى حول عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك بين مصر والجزائر وفى مقدمتها ملف مكافحة الإرهاب.
وقال وزير الخارجية سامح شكرى، إن مصر والجزائر تعملان على حل الأزمات الإقليمية فى المنطقة، مشيرا إلى وجود توافق بين الوزيرين على أهمية تعزيز دور الجامعة العربية، مؤكدا وجود ارتباط قوى على المستوى السياسي والشعبي بين مصر والجزائر، مؤكدا تطلع مصر لتعزيز التعاون مع الجزائر وتونس حول الأزمة الليبية، مشيرا لعمل البلدين علي التحرك لحل الأزمات التى تعصف بالقارة الإفريقية.
وأشار المتحدث الرسمي باسم الخارجية المستشار أحمد أبو زيد، إلى أن الجانبين تبادلا خلال اللقاء التقييم حول مستجدات الأزمة الليبية، كما عرضا نتائج اتصالات بلديهما مع مختلف الأطراف الليبية، حيث أطلع الوزير الجزائري نظيره المصري على نتائج زيارة السراج الأخيرة للجزائر، كما استعرض الوزير شكري الجهود التي قامت بها القاهرة لتقريب وجهات النظر ورأب الصدع بين القيادات الليبية، فضلا عن نتائج لقاءاته مع الرئيس السراج والمشير خليفة حفتر خلال زيارته الأخيرة لباريس، مؤكدا في هذا الصدد أن الحل السياسي القائم على اتفاق الصخيرات هو الحل الوحيد للأزمة في ليبيا، ومشددا على ضرورة تنسيق المواقف بين مصر والجزائر باعتبارهما دول جوار مباشر لليبيا والأكثر تأثرا بتدهور الأوضاع فيها، منوها بأن استقرار ليبيا هو ضمان لأمن واستقرار البلدين.
ولفت أبو زيد، إلى أن الوزير الجزائري استمع باهتمام إلى تقييم الوزير شكري لمستجدات أزمة قطر على ضوء الاجتماع الرباعي الأخير الذي عقد في المنامة، والذي أكد خلاله على ما تلمسه دول الرباعي من عدم جدية الجانب القطري في التعامل مع شواغل الدول الأربع، مشددا على التمسك بتنفيذ المطالب التي قدمت لقطر.
من جانبه، أكد الوزير مساهل على أن الجزائر تتابع عن كثب تطورات الأزمة القطرية، كما قام بإحاطة الوزير شكري بأهداف ونتائج جولته الخليجية الأخيرة، وأعرب وزير الخارجية عن تطلع مصر لتنسيق المواقف مع الجزائر سواء في الإطار العربي أو من خلال الأمم المتحدة للتصدي بحزم للدول الراعية للإرهاب.
وتناول اللقاء أيضا أبرز تطورات القضايا على الساحة العربية، حيث استعرض الوزير شكري الموقف المصري الثابت منها، وفي مقدمتها الأزمة السورية والوضع في اليمن والعراق والتدخلات من خارج المنطقة في الشئون الداخلية للدول العربية فضلا عن القضية الفلسطينية على ضوء التطورات الأخيرة في القدس، كما استحوذ ملف إصلاح جامعة الدول العربية على قدر من النقاش، حيث اتفق الجانبان على تشكيل لجنة مصرية جزائرية لتناول موضوع إصلاح جامعة الدول العربية، والتي يمكن أن تتسع عضويتها لتشمل دولا عربية أخري راغبة في التباحث في هذا الشأن.
كما تناول وزيرا الخارجية التنسيق بين البلدين حول أبرز القضايا المطروحة على الساحة الإفريقية والملفات المهمة في إطار الاتحاد الإفريقي، بالإضافة إلى موضوع مكافحة الإرهاب والتهديدات الناجمة عن انتشار التنظيمات الإرهابية في ليبيا والقرن الإفريقي ومنطقة الساحل والصحراء.
فيما أكد وزير خارجية الجزائر على أن بلاده مع الحل السياسي فى ليبيا، مؤكدا أن الجزائر ومصر وتونس تعمل علي التنسيق لحل الأزمة الليبية، وأن مشاورات جرت لإصلاح منظومة العمل العربية، موضحا أن المنطقة العربية تعانى من النزاعات والصراعات الأكبر في المنطقة.
وأوضح وزير الخارجية الجزائرى فى مؤتمر صحفى مع شكرى، أنه يحمل عددا من الرسائل للقادة العرب والاستماع لرؤيتهم حول التحديات التى تواجه الدول العربية، موضحا أن الزيارة كانت محطة مهمة، وأن التنسيق والتفاعل موجود بين البلدين، نافيا حمله أى مبادرة لحل الصراع فى ليبيا أو الأزمة القطرية ودول الخليج.
وأضاف مساهل، أنه يقوم بجولة مكوكية بين 9 عواصم عربية قوية لتعزيز التعاون المشترك والعلاقات الثنائية، مضيفا "لسنا حاملين أي مبادرة، نحن على ثقة أن المعنين مباشرة عليهم التعامل معه"، أما فى ليبيا فنحن مع المسار السياسى.
وتابع "نحن مع الآليات الموجودة على مستوى دول الخليج فى الأزمة القطرية، ونؤيد مصر ومع تحركات الكويت، ونفضل أن تكون الحلول داخلية، وهذا موقف ثابت للجزائر لا نتدخل فى شئون الآخرين ولا نقبل تدخل أي أحد فى شئوننا".
وبشأن الخلاف الرباعى العربى مع قطر،على أجندة جولته وموقف الجزائر من هذه القضية، قال مساهل إنه يباشر ويؤيد الحلول التى تتم داخلية بوساطة الكويت.
وشدد أن بلاده لا تتدخل فى شئون الآخرين ولا تقبل بالتالي بأن يتدخل أحد فى شئونها، مشيرا إلى أن بلاده شهدت خلافات وأزمات كبيرة وأنها أكثر دول المنطقة عانت من الإرهاب الذي سقط ضحيته أكثر من 200 ألف ولكن تم حله بالحوار، منذ وصول الرئيس بوتفليقة إلى الحكم عام 1999.
وأكد مساهل أن مصر والجزائر مع الحل السياسى فى سوريا وتونس وليبيا، وشدد أن البلدين يعملان لإصلاح المنظومة العربية فى ظل ما تشهده المنطقة العربية أكبر نزاعات للإرهاب وأكبر كمية للإرهاب فى منطقتنا لذلك فى بعض الأحيان يفرض علينا الحلول، ونوه مساهل إلى أنه حمل رسالة من بوتفليقة إلى عدد من الدول لتعزيز التفاهم، مشيرا إلى أن مصر محطة مهمة فى التعاون بين الجزائر ومصر.
وبدوره أكد وزير الخارجية إن مصر تعمل على تحقيق التوافق بين الليبيين، مؤكدا أن القاهرة تعمل مع كل الأطراف المتصارعة فى ليبيا وإزالة أي رواسب من الماضي، مشيرا إلى أن فكرة عقد مؤتمر المصالحة الوطنية لحل الأزمة السياسية فى ليبيا غير مستبعدة حال توافقت الأطراف الليبية، موضحا أن فكرة عقد مؤتمر ستتم حال ظهور بوادر للتوافق وذلك بالتنسيق مع الجزائر وتونس.
فيما حذر وزير الخارجية الجزائرى عبد القادر مساهل، من عودة المقاتلين الأجانب المنضمين لصفوف التنظيمات الإرهابية، مؤكدا أنهم الأخطر على دول المنطقة فى الوقت الراهن، مشيرا للفترة العصيبة التى عاشتها بلاده فى تسعينيات القرن الماضي، مؤكدا أن الدولة الجزائرية انتصرت على الإرهاب بمحاربتها الفكر المتطرف وإبرام المصالحة الوطنية.
وشدد وزير الخارجية الجزائرى على ضرورة وقف تمويل الإرهاب والتطرف، وأن يكون هناك موقف على مستوى دول إفريقيا لمطالبة الأمم المتحدة لوضع بعض الأسس لوقف تمويل الإرهاب، مشيرا لعقد عدد من اللقاءات الهامة والندوات لمكافحة الارهاب والتطرف فى ليبيا وبحث عقد مؤتمرات للمصالحة الوطنية، وأن الإرهاب يهدد أمن وسلامة شعوب المنطقة، مؤكدًا أن المنطقة العربية بها أكبر تهديدات إرهابية ونزاعات فى العالم وهناك محاولات لحل تلك الأزمات.