حروب شوارع واقتصاد يواصل النزيف، وأزمة لا تعرف لنهاية.. بهذا المشهد يستقبل الفنزويليين يوماً جديداً من المأساة التى يعيشونها منذ ما يقرب من 3 أشهر كاملة من المواجهات بين المعارضة ونظام الرئيس نيكولا مادورو، والتى كبدت الدولة النفطية تراجعا حاداً فى مؤشرات الاقتصاد لتسجل نسبة تضخم تتجاوز الـ1700% مع نقص شديد فى السلع الأساسية والأدوية وغيرها.
وتصدرت الأزمة والمشادات الكبيرة التى توجد فى شوارع فنزويلا بعد التصويت على انتخابات الجمعية التأسيسية المثيرة للجدل التى تعزز من سلطة الرئيس نيكولاس مادورو عناوين الصحف اللاتينية الثلاثاء، وتحت عنوان "عنف وقمع مادورو محاولة لإخفاء فشله"، قالت صحيفة "إيه بى سى" الإسبانية إن مادورو استطاع الفوز فى انتخابات الجمعية التأسيسية بشكل غير شرعى، حيث ذكرت لجنة الانتخابات إن 8.1 ملايين ناخب شاركوا فى التصويت فى حين قدرت المعارضة أن 2.5 مليون شخص فقط اقترعوا فعلا، ووصف منتقدو مادورو الانتخابات بأنها انتزاع سافر للسلطة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من أجل إبقاء الرئيس فى منصبه على رغم الرفض الشعبى له بسبب أزمة اقتصادية طاحنة أدت الى تفشى سوء التغذية وصعوبة تدبير الحاجات الأساسية للمواطنين فى بلد يبلغ عدد سكانه نحو 30 مليون نسمة، وقد يؤدى التصويت إلى تفاقم المتاعب الاقتصادية إذا مضت الولايات المتحدة، أكبر سوق للنفط الفنزويلى، قدما فى تنفيذ تهديدات بفرض عقوبات اقتصادية وقد يثير أيضا شكوكا بين المستثمرين فى شرعية اتفاقات تمويل تدعمها الجمعية الجديدة.
أما صحيفة "لاراثون" فقالت تحت عنوان "حمام دم لن ينتهى بسبب مادورو فى فنزويلا" إن موجة الاحتجاجات المناهضة لحكومة الرئيس نيكولاس مادورو خلال انتخابات الجمعية التأسيسية الأحد الماضى تسببت فى مقتل 10 أشخاص على الأقل،واعتقل 96 شخصا أول أمس الأحد، بينما وصل عدد المعتقلين منذ بداية الاحتجاجات المناهضة لحكومة فنزويلا منذ أبريل الماضى إلى 5 آلاف شخص، وفقا لمنظمة "فورو بينال" للدفاع عن حقوق الإنسان.
ووفقا لمدير المنظمة ألفريدو روميرو فقد "بلغت نسبة السيدات 10% بين هؤلاء المعتقلين، الذين ينتمى أغلبهم إلى فئة الشباب والطلاب، ولا يزال أكثر من 1300 شخص، تم اعتقالهم خلال مظاهرات، قيد الاحتجاز".
بدورها، قالت صحيفة "الموندو" الإسبانية إن فنزويلا أكثر انقساما وأكثر عزلة بعد انتخابات الجمعية التأسيسية"، ونقلت قول خوليو بورج رئيس الجمعة الوطنية "دائرة الانتقادات ضد مادورو والجمعية التأسيسية أصبحت واسعة للغاية، حيث أن 14 دولة على الأقل أعربوا عن رفضهم لتلك الانتخابات، ودعوا وزراء أمريكا اللاتينية للاجتماع فى ليما فى 8 أغسطس، بينما قال بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسبانية إن "إسبانيا لن تعترف بالجمعية التأسيسية حيث يرفضها الشعب الفنزويلى".
وقال الاتحاد الأوروبى فى بيان : الجمعية التأسيسية انتخبت تحت ظروف مشكوك فيها، وغالبا لن تكون دزءا من حل الأزمة الفنزويلية".
كما انتقدت النائب العام لويزا أورتيجا التى انقلبت على نظام مادورو بسبب اتباعه للعنف والقمع ضد المتظاهرين، إن "تلك الانتخابات غير شرعية"، وأكد رئيس البرلمان الفنزويلى ديوسدادو كابيلو أن "مادورو يستعد لتجريد المعارضين من الحصانة البرلمانية، كما أنه من المتوقع أن يحل البرلمان فى غضون أسبوع".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة