تواصلت بقصر ثقافة الأقصر، اليوم الأربعاء، جلسات المؤتمر المصرى الأول بعنوان "دور الشباب في الإصلاح الثقافى" مصر بشبابها أقوى 2017، إذ تم عقد جلسة (الثقافة وتكنولوجيا الإعلام والاتصالات) التى أدارها الدكتور حاتم ربيع أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، بحضور الصحفى أحمد بلال عضو لجنة ثقافة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة، والشاعر حسين القباحى رئيس ومؤسس بيت الشعر بالأقصر، وخالد عبد الوهاب المذيع بقناة طيبة والباحث الإعلامى، وطارق الطاهر رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب.
وأكد أحمد بلال عضو لجنة ثقافة الشباب بالمجلس الأعلى للثقافة، أن ثورة التكنومعلوماتية والإنترنت تمثل المساحة الأكبر لهذه الثورة وتطورها وأكثر فئة تتعامل معها الشباب، وهى الساحة الأكبر التى تشكل البيئة الثقافية للشباب، ومن قبل كانت الساحة مقصورة على الفضائيات والصحف بمعنى أنهم كانوا يمثلوا وسائل وسيطة، ومن خلال الإنترنت أصبحت هناك قوة تسيطر فعليا على وسائل التواصل الاجتماعى من خلال ترسيخ مصطلحات معينة تحكم طريقة تفكير الشباب (مثل وجهة نظر البعض للجيش)، وشبكات التواصل الاجتماعى جعلت المجتمع مفتوحا لذا يجب أن نفكر فى العالم بشكل مختلف وتصوغ ثقافتنا بشكل مختلف.
وأوضح أحمد بلال، أن المطلوب الإتاحة على الرغم من عدم وجود ثقافة المعلومة، لذا يجب أن تفعل برامج وقوانين من أجل نشر ثقافة المعلومات فى المجتمع فهى تساعد على الحكم الموضوعي وتعطي القدرة على التمييز فيما يخص صحة أو خطأ المعلومة.
واقتصرت كلمه الشاعر حسين القباحى رئيس بيت الشعر بالأقصر، على تأكيده وتشديده على الشباب ألا يصدقوا وألا يطمئنوا وألا يكرروا تجارب الكبار فمعظمها تجارب فاشلة عجزت عن تحقيق ما يريدون، فيما أكد طارق الطاهر الكاتب الصحفي، على أن الإعلام والثقافة وجهان لعملة واحدة ولكن الحقيقي هناك عداء كل فى وادى، فنجد أغلب القنوات الخاصة فيها برنامج ثقافي واحد والقنوات الحكومية أغلب مواعيد البرامج الثقافية غير ملائمة وفيما يتعلق بالصحف، نجد أنه مهدور حق الصفحة الأدبية أو تلغى من بعض الصحف، معنى ذلك فعليا أننا نواجه مشكلة فى علاقتهم، وأوصى المجلس الأعلى للثقافة أن يتبنى عددا من الندوات الخاصة بالثقافة والإعلام كيف نرسل رسالة ثقافية من خلال الإعلام.
وأكد المذيع والباحث الإعلامى خالد عبد الوهاب، أن العلاقة تكاملية وليست تنافرية فمن المفترض أن الإعلام يرفع الذوق العام، وعند التحدث عن القرية الصغيرة مع ثورة الإنترنت أصبحت القرية متنوعة و ثورة المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات قربت المسافات ولكنها لم تؤثر في تنوع ذوق الشعوب، وعليه يجب أن يكون الخطاب الإعلامى الثقافى موحد يعبر عن الهوية الوطنية مع ضرورة حرية تدفق المعلومات التى أشار إليها الدستور.
وفي حديثه عن مشاكل الإعلام، قارن المذيع خالد عبدالوهاب بين وضع التليفزيون الحالي وفترة الستينات عندما بدأ كان هناك قناة واحدة من ناحية العدد، والإمكانيات حاليا أفضل من الستينات ولا نغفل المناخ السياسي لتليفزيون وإذاعة الستينات والآن نجد أن هناك تراجعا بسبب ضعف الإمكانيات المادية، وهناك مشكلة حقيقية حول انتقاء العناصر التى تلتحق بهذه القنوات إذ لا يوجد متخصصون، ولا يعنى ذلك عدم وجود الموهوبين.
وأجاب طارق الطاهر رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب، عن تساؤلات الشباب فيما يخص التليفزيون الرسمي ولماذا لا يقوم بدوره مثل ما سبق، إذ قال أنه من وجهة نظره أن السبب هو خلط الأدوار فنجد الصحفى مذيعا والكاتب مذيع، وأكد أن كل مهنة لها تكوين افتقدناه مع فكرة خلط الأدوار، وفيما يخص التساؤل حول الكتاب ووجوده على سبيل المثال بالشارع والرصيف، أشار إلى سُوَر الأزبكية الأشهر ساعد فى صنع مفكرين وكتاب على مدى الأجيال ولتأثير سُوَر الأزبكية على تكوين الوعي على مدار أجيال ، مؤكدا أن الثقافة تَخَلَّق فى الشارع وهذا شىء إيجابى جدًا فى تكوين الوعى.
وأكد طارق الطاهر، أنه لا اقتصاد ولا سياسة إلا بحريات قوية، كلها منظومة واحدة والدليل الأقصر فيها كساد سياحى نتيجة لعوامل اقتصادية وسياسة، مشيرًا إلى أن مصر تتميز بثقافة القوة الناعمة فقد كانت تقود وكنّا رائدين فى المحيط العربي والعالمي ؛فحصول نجيب محفوظ تدل على مدى تأثيرك وتأكيد أن أعلى درجات العالمية تأتى من إيمانك بمحليتك.
وتسائل احد المشاركين عن الحرب الثقافية وكيفية مواجهة الثقافات السلبية والمشاكل المصدرة ، وتدخل في المناقشة الدكتور خالد عبد الجليل رئيس جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية، وأكد انه يجب ان تفتح أسئلة عن كيفية صناعة الفكر المتطرف او الإرهابي ويجب ان يظهر ذلك في الوسائل الإعلامية و الفنية و نري كيف تنشئ المشكلة الامر الذي يؤدي بِنَا الي السبيل لحلها.
وتطرق الدكتور خالد عبد الجليل فى الحديث إلى دور المجلس الأعلى للثقافة الذى علق عليه الطاهر بقوله هناك العديد من المؤسسات التى تلعب دور مؤسسات أخرى، وأكد أن المجلس الأعلى للثقافة منوط به أن يضع سياسات واستراتيجيات وتقوم المؤسسات الأخرى بتنفيذ ذلك ، وأن يكون هناك تعاون مع الثقافة الجماهيرية عن طريق هيئات قصور الثقافة.
وختاماً أكد بلال أن وسائل التواصل هي التي تحرك الإعلام التقليدي، فمثلا من الذي يصنع هاشتاج، بالطبع مستخدمو هذه الوسائل سواء كان يخص موضوعات هامة أو غير هامة، فى مقابل ذلك الإعلاميون يبحثون عما هو أكثر رواجا على شبكات التواصل الإعلامى، معنى ذلك أننا لا نرى أنفسنا وكلنا نشارك فى صناعة الإعلام الذى تنتقضونه (صناعة التوك شو - ماسبيرو)، ولماذا لم ننتقض الشخصيات العامة و الصفحات المغلوطة ومصرين على رؤية عيوب الآخر ولا نستطيع أن نرى عيوبنا، مؤكداً أن صفحات التواصل الاجتماعى جعلتنا ننغلق أكثر على أنفسنا لذا يجب أن ننشر ثقافة المعلومات التى تجعلنا قادرين على فلترة المعلومة.
أحد الشباب يوجه سؤاله لمديري الجلسة خلال المؤتمر
جانب من فعاليات جلسات مؤتمر دور الشباب في الإصلاح الثقافي بالأقصر
قيادات الجلسة يؤكدون دور الإعلام والتكنولوجيا في تكوين ثقافة الشباب
الشباب يتسائلون عن غياب دور الإعلام الحكومي والإذاعة في المجتمع
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة