اعطنى مسرحا وخبزا اعطيك شعبا مثقفا.. كلنا يتذكر هذه الجملة التاريخية التى لو تحققت لدى كل الشعوب العربية لتغيرت وتبدلت أحواله وخلال زيارتك لمهرجان الحمامات الدولي بتونس كنت مع حضور كل حفلاته أو مسرحية من عروضه ستتذكر تلك الجملة التى حققها مهرجان الحمامات الدولى لجمهوره المثقف الواعى الذى كان هو البطل الحقيقى فى المهرجان الذى جمع كل الفنون، فلم تخل ليلة من ليالى المهرجان من جمهوره.
وحرص مدير المهرجان معز مرابط على التنوع والتجديد واستقطاب نجوم الغناء العربى والعالمى بالمهرجان ليحقق شعاره الذى اختاره للمهرجان "الحمامات كيما تحبها" وبلهجتنا المصرية الحمامات زى ما تحبها كنوع من تقديم ما يحبه الجمهور ويبحث عنه وهذا هو الجمهور التونسى المحب للفنون والمتذوق لها والمنفتح على كل الثقافات .
محمد منير
الكينج
منير
الكينج محمد منير
منير في مهرجان الحمامات
حفل الكينج محمد منير كان هو الحفل المنتظر الذى جاء بعد 15 عاما من الغياب عن الغناء بتونس وقد استعد له الكينج متحمسا بحب وعشق الجمهور التونسى لفنه، خاصة أنه وضع برنامجا خاصا من الأغانى القديمة والحديثة منها: "تحت الياسمينا وعلى صوتك ويونس وامبارح كان عمرى عشرين وقلبى مساكن شعبية والطول واللون والحرية و حدوتة مصرية و عالم واحد التى صورها بالسنغال وهى مفاجأة منير لجمهور مهرجان الحمامات".
مهرجان الحمامات جمع كل الألوان والأشكال الموسيقية والغنائية فى العالم على خشبته المطلة على البحر المتوسط ليتعانق السحر والجمال والطبيعة الموجودة فى "دار سيباستيان" بالمركز الثقافى الدولى بالحمامات مع سحر الفنون المقدمة من غناء وموسيقى ورقص ومسرح وكما يقول الكينج محمد منير فى اغنيته الشهيرة " على صوتك بالغنا لسه الاغانى ممكنة " وبالفعل لسه الاغانى والمسرح والرقص والموسيقى ممكنة فى مهرجان الحمامات بتونس ومازالت مساحات الحريات موجودة ومتاحة فى عروض وحفلات المهرجان الذى جمع حوالى 60 سهرة خلال حوالى 50 يوما هى مدة المهرجان كما تضم دورته 7 محاور من بينها العروض المجانية " أوت دوور" بالبرج الاثرى بالحمامات وعروض بمسرح الهواء الطلق وعددها 31 عرضا اضافة الى محور "مجالس" وهو عبارة عن لقاءات فكرية بالإضافة الى حفلات وسهرات بدار سيبستيان ومن بينها ليلة الكمان وليلة المسرح وليلة الرقص .
الجمهور في حفل الكينج
جانب من الجمهور
المهرجان من أهم نجومه الذين أمتعوا جمهوره توفيق الجبالى وموسيقى "الحلفاوين الشعبية" وعرض ياسين بولعراس وعرض موسيقى لدياغو السيغالا ومسرحية "الشقف" لسيرين عبد النور وعودة للتراث مع المطربة هيام يونس وعدنان الشواشى وعرض لفيلم "فاليريان ومدينة الالف كوكب" للمخرج الفرنسى لوك بيسون وعرض آخر للأصالة مع الفنان التونسى زياد غرسة وعرض راقص لنجيب خلف الله وسهرة غنائية حزائرية مع فرقة بابيلون التى اشتهرت بأغنية 'زينة" كما شاركت المغنية المصرية دينا الوديدى وتامر أبوغزالة، كما شاركت الفرقة المالية العالمية "تيناريوان" وقدمت روضة عبد الله حفلا من انجح حفلاتها وحققت حفلة المغنى الهام مدفعى وبديعة بوحريزى نجاحا أيضا وضم المهرجان حفلات للبروزى وهو أحد أهم فنانى إيطاليا من الجيل الجديد ويغنى الريقى وموسيقاه أحدثت صدى عالميا فى الفترة الأخيرة وهو فنان تعود أصوله لجزيرة سيسيليا الإيطالية ويغنى أنماطا موسيقية مختلفة مثل الدوب والسول والفانك وهو يلحن ويكتب أغانيه وانتج سلسلة من الالبومات الناجحة .
ضمن اهم حفلات الحمامات وهى مغنية أمريكية من ولاية لوس أنجلوس بدأت مسيرتها الفنية بألبوم Immortalعام 1996 الذى أصبح علامة بارزة لأسلوبها الفنى، ويتنوع أسلوب "هارت" الغنائى بين أكثر من فئة موسيقية أبرزها البلوز والجاز والسول ميوزك، وترشحت لعدة جوائز عالمية من بينها جائزتا الجرامى وبلوز الموسيقية اما حفل لينا شماميان فقد كان من اكثر الحفلات اقبالا جماهيريا وقدمت لينا اغانى من البومها
وأمتعت لينا الحضور بأغانيها الحديثة والتراثية، وغنت ما يزيد على 18 أغنية، منها "لما بدى " التى اشتهرت بها و"بالى معاك" و"على موج البحر" و"يا ديلو و " " les vieux amants " و"قصة عشق" و"شام" و"رسائل" و"أول مسافر" و"ها الأسمر" و"آخر العنقود " و"يا مال الشام" و"حلالى" وغيرها من الأغانى، وشارك فى العزف مع لينا الموسيقى وجدى الرياحى الذى سبق لينا فى تقديم مقطوعات موسيقية تجمع بين النمط الافريقى والتراث التونسى وخلال حفل لينا امتلأ المسرح بالحمامات عن آخره، وكانت قد نفدت جميع تذاكر الحفل قبل انطلاق الحفل الذى حضره ما يزيد على 1500 شخص، بزيادة 300 عن استيعاب المسرح للمشاهرين.
وفيما يخص المسرح عرضت الفنانة التونسية المسرحية ليلى طوبال مسرحيتها " حورية " لتبحث من خلالها عن معنى الحرية وتحاكم الارهاب الخادع الذى يوهم شباب الوطن بمقابلة الحوريات فى الجنة عند تفجير بلاده كما كان جمهور المهرجان على موعد مع الرجوع للزمن الجميل من خلال المسرحية اللبنانية الاستعراضية الغنائية " بار فاروق " التى تعيد للاغنية البيروتية وضعها وتقدم تلك الفرقة المسرحية فرقة مترو المدينة للمخرج هشام جابر عرضها بحضور حوال 1200 مشاهير استمتعوا بالغناء والاستعراض والتمثيل لتلك الفرقة التى تحاكى موسيقى المسارح و الكباريهات التى كانت منتشرة فى بيروت فترة الثلاثينات وصولا الى سبعينات القرن الماضى قبل إندلاع الحرب الأهلية اللبنانية والمسرحية لوحات تتضمّن عشرات الأغنيات يؤديها اربعة عشر فناناً و فنانة موزعين بين موسيقيين، مغنين، ممثلين و راقصين يأخذون الجمهور إلى حقبة الزمن الجميل التى كانت تعيشه بيروت فى تلك الفترة والعرض يشارك فيه ياسمينا فايد وزياد الاحمدية وبهاء ضو وأحمد الخطيب وبشّار فرّان و زياد جعفر و سماح أبى المنا ووسام دلاتى و رندا مخول ولينا سحّاب وشنتال بيطار وروى ديب وبشارة عطا الله.
ولمحبى الفن الشعبى التونسى قدم مهرجان الحمامات عرض موسيقى بعنوان "حبوبة يرقص ويغني" وهو تكريم واعتراف ولمسة وفاء لاسطورة الفن الشعبى الهادى حبوبة ومن العروض العالمية عرض موسيقى للفنانة كاليبسو روز و يختتم المهرجان سهراته مع الفنان العالمى انور ابراهم الذى يقدم العرض العالمى الاول على خشبة مسرح الحمامات يوم 26 اغسطس ضمن تشكيلة تضم ثلاثة من ألمع نجوم موسيقى الجاز فى العالم وهم العازف "ديف هولندا" على آلة "الكونترباس" و"دجانغو باتس" على البيانو و"ناشيت وايتس" على "الباتري".
ولم يكتف المهرجان بعروضه الغنائية على مسرح الحمامات فقط لكنه ينطلق بالقرى المجاورة لمدينة الحمامات من خلال فعاليات ما يسمى "فاست وايف" وقدم خلال هذه الفعالية أربعة عروض فنية (عرض فوندو لنوفل بن عيسى وحفل لياسر جرادى وحفل لمجموعة موفما وعرض ولد جلابة لرشدى بلقاسمي) كما كان للاطفال نصيب من مهرجان الحمامات كنوع من نقل الوعى والتثقيف للطفل فقد قدم المهرحان بالتعاون مع المركز الوطنى لفنون العرائس ومركز الاصطياف بالحمامات عروض خاصة بالأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة فى المناطق الريفية مع عروض وورشات عمل العرائس و عروض متجولة بمشاركة ""كارت" و "الكميون" فى كل من سيدى الجديدي، و حمام بنت الجديدى .
