يتجه الكثير من عملاء المحمول إلى استخدام التطبيقات المجانية للاتصال عبر الهاتف المحمول، وهى تمثل أزمة كبيرة لمشغلى الخدمة ليس فقط فى مصر ولكن جميع أنحاء العالم، حيث لم يعد الأمر يقتصر عليها فقط فى الاتصال الدولى، ولكن بخدمات الاتصال المحلى، وهو ما قد يهدد خدمات الاتصال التقليدية عبر المحمول، وتعد أشهر تلك التطبيقات فيس بوك ماسنجر، وفايبر، وسكايب، وتانجو، وغيرها من التطبيقات.
وتسببت تلك التطبيقات بخسائر وتراجع إيرادات الشركات، مما يتعلق بخدمات الاتصال الدولى، وذلك على الرغم من انخفاض جودة الصوت بها عن الخدمات الصوتية التقليدية عبر شبكات المحمول، وعلى الرغم من استخدام غالبية المستخدمين للخدمات الاتصال الدولى عن الاتصال المحلى إلا أن هذا الأمر قد ينتشر فى خدمات الاتصال المحلى مستقبلا، وسط تطوير الشبكات وأيضا مثلما حدث بخدمات الهاتف الثابت والتى تعرضت لخسائر كبيرة بعد دخول خدمات المحمول، فهذه هى التكنولوجيا، فكل تطور جديد يدفع المستخدمين للاستغناء عن القديم منها.
وعلق الدكتور خالد شريف، مساعد وزير الاتصالات السابق، قائلا: "إنه مع تطور الشبكات وزيادة الكثافة وسعات الشبكات فأعداد كبيرة من المستخدمين ستتجه لخدمات الاتصال الرخيص عبر الإنترنت مثل Voice over IP أو اختصارا VoIP، وذلك رغم مقاومة الشركات من مشغلى الخدمة بأن تكون تلك الخدمات مرخصة ولكنه أمر سينهار أمام طلب المستهلك، حيث توجد آلاف التطبيقات الجديدة فى هذا الاتجاه.
وأكد الشريف، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، استحالة إغلاق أو حجب هذه التطبيقات بنسبة 100%، إذ إن نتيجة ذلك ستكون على حساب أداء خدمات الإنترنت بشكل عام، مشيرا إلى أن تلك الخدمات جزء طبيعى للتطور، مضيفا أنها تمثل مشكلة كبيرة للمستخدمين من انخفاض الإيرادات والأرباح بفارق كبير بين الاتصال الدولى، مقارنة بباقات الإنترنت التى تتيحها الشركات.
وقال الشريف إن الخدمات الصوتية المحلية ما زال أمامها وقت، ولكن لا نفترض أنه سيكون طويلا، إذ قد ينخفض خلال السنوات المقبلة أيضا مع الاتجاه نحو الخدمات عبر الإنترنت، أما فى مصر فإن الأمر سيأخذ وقتا لأن استخدام تلك الخدمات مرتبط بالهواتف الذكية وهى لا تزيد عن 30 إلى 40% من حجم السوق مشككا فى ما يذكره العديد من منتجى الأجهزة بأنها تخطت الـ70%.
وعلق مصدر رفيع بإحدى شركات المحمول قائلا: "إن هذه التطبيقات عادة تؤثر على أرباح وإيرادات الشركات، حيث يتجه غالبية المستخدمين لاستخدامها فى الاتصال الدولى عبر باقات الإنترنت موبايل أو الواى فاى، كما تؤثر أيضا فى المقام الأول على أرباح الشركة المصرية للاتصالات من عوائد البوابات الدولية، إلا أنه ذكر أنه حتى الآن فإن غالبية المستخدمين فى مصر لا يستخدمون خدمات الاتصال المحلى عبر تلك التطبيقات، فضلا عن إتاحة دقيقة المحمول بسعر منخفض للغاية فى مصر، وأيضا الباقات التى تناسب كل الشرائح.
وأضاف المصدر، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن تلك الخدمات تحتاج إلى باقات إنترنت لاستقبال تلك المكالمات وتحميل التطبيقات أو واى فاى ما سيضطر المستخدم لاستخدامه فى مكان ثابت، وليس الاتصال خارج المنزل أو مكان متاح به الخدمة.
وقال مصدر آخر إن الحل بيد الدولة لحجب تلك التطبيقات وليس الشركات، كما أنها مشكلة تواجه مشغلى الخدمة فى العالم، كما تخشى أى شركة فى إغلاق تلك التطبيقات لأمور تنافسية مع الشركات الأخرى، فضلا عن تطوير وإطلاق العديد من التطبيقات المختلفة للاتصال المجانى عبر الإنترنت.
وتابع المصدر: "الشركات دخلت فى العديد من المحادثات مع الجهاز القومى لتنظيم الاتصالات بشأن هذا الأمر منذ سنوات ولكن دون حلول"، مضيفا أن دخول المصرية للاتصالات لسوق المحمول قد يفتح هذا الملف مرة أخرى، حيث تملتك الشركة المملوكة للدولة بنسبة 80% بوابة للاتصالات الدولية ما قد يدفعها للعمل على الاستفادة من تلك الميزة التنافسية لتعظيم الربح، مرجحا ألا يتراجع استخدام الاتصال المحلى التقليدى مقابل تلك التطبيقات، مقارنة مع الاتصال الدولى، حيث لم نر أى نموذج لذلك بالعالم حتى الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة