فى إطار تثقيف الأئمة والواعظات وصقل مهاراتهم العلمية، افتتح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، الدورة العلمية الأولى للواعظات بأكاديمية الأوقاف للتدريب بمسجد النور بالعباسية، اليوم الإثنين، وأكد فى كلمته إن الوزارة أقامت أكبر عدد من دورات التدريبية للائمة والواعظات، مشيرًا إلى أن الإنسان قد يكون عالما ولكنه غير مثقف، لأنه انقطع لعلمه مما تسبب فى ضيق الآفق، وبالتالى لن يتعامل مع المجتمع، لافتًا إلى أن الإنسان الذى لا يلم بالخبرات الحياتية لا يستطيع أن يفتى الناس.
وأضاف وزير الأوقاف، أن الوزارة حريصة على تدعيم الجانب الثقافى للمنتسبين إليها، موضحًا أنه سيقام لأول مرة فى 9 سبتمبر معسكر تدريبى لمدينة أسوان، ثم يليه معسكر فى 16 سبتمبر بالأقصر، مضيفًا أن نشر قرار وزارى بجريدة الوقائع بشأن الإمام والخطيب المتميز، لافتًا إلى أنه سيتم العمل على الواعظات المتميزات.
وأعلن وزير الأوقاف، أن نتائج مسابقة الأئمة ستُعلن غدا الثلاثاء، وأن نسبة النجاح فيها وصلت إلى 65% من عدد المتقدمين للمسابقة، مضيفا أن نتائج امتحانات الأئمة كانت تتراوح غالبا بين 40 و55%، وكانت نتائج أول مسابقة صاعقة إذ بلغت 30%، لافتًا إلى أن المسابقة الماضية تقدم فيها 1800 شخص نجح منهم 348، متابعا: "نتيجة المسابقة ارتفعت لـ65%، والسبب أن المتقدمين أصبحوا يستعدون للامتحانات بعدما كانوا يؤدونها دون استعداد".
وأشار وزير الأوقاف فى كلمته، إلى أن الوزارة تعمل على سعة الأفق الثقافى للأئمة، مشددًا على أنه لا وجود للوساطة ولا المحسوبية فى التقدم بمسابقات الوزارة، وأن الإنسان كلما تعلم استشعر حاجته للعلم أكثر، وخاف من الجرأة على الفتوى، وسابق الزمن ليكون أكثر نهما للعلم.
قال جمعة، إن أى إنسان لا يجدد نفسه أولا بأول مصيره إلى السقوط طال الزمن أو قصر، موجهًا عدة أسئلة للواعظات يجب عليهن أن يسئلن أنفسهن قبل أى درس، ما الهدف المراد توصيله ؟، كيفية إيصال الهدف؟مالذى يمكن ان اتميز به عن الأخريات؟.
وأضاف وزير الأوقاف، أنه من المؤسف أن بعض الأئمة والواعظات لم يقتحموا أمهات الكتب الكبيرة واكتفوا بالكتب البسيطة، مطالبًا بالبعد عن الكتب السطحية والتركيز على الكتب التى تحمل كنوز العلم، مشيرًا إلى أن القبول يأتى بالتجرد وصدق النية مع الله والاجتهاد لتقديم معلومة متميزة شريطة أن لا يكون على حساب المضمون، معلنا أنه عقب إجازة عيد الأضحى سيتم عقد اختبارات الواعظات المتميزات، وسيعقد فى عشرة أجزاء من القرآن، وسيتم الاكتفاء بالاسئلة على موقع الوزارة، لافتا إلى أن الامتحان اختيارى فمن يريد أن يطور نفسه فليدخل الامتحان ومن لم يريد أن يطور نفسه فلا يلومن إلا نفسه.
قال الدكتور مصطفى محمد أبو عمارة، أستاذ الحديث بكلية أصول الدين جامعة الأزهر، إن التخصص فى علم الحديث أمر هام للغاية، موضحًا أن هناك من يتكلم فى سنة رسول الله ولا علم عنده ولا يعرف قواعد الحديث، فلابد من ضرورة الرجوع فى كل علم إلى أهله، ولا يستطيع إنسان على وجه الأرض مهما بلغت ثقافته أن يعرف كل شىء، ومن زعم أنه يعرف كل شىء فإنه يجهل كل شىء، فالتخصص مطلوب.
وأضاف أبو عمارة، بعض الناس يشككون فى السنة كعلم، ويقولون يكفينا القرآن فقط، وظهر على الساحة الآن ما يعرف بالقرآنيين، وهؤلاء الذين ينادون بالاستغناء عن السنة والاكتفاء بالقرآن، يستندون لقوله تعالى "ما فرطنا فى الكتاب من شىء"، وأطلقوها على العموم، وهى حجة لمن ينادى بالاستغناء بالقرآن عن السنة، كما أنهم يستندون إلى ضمان حفظ القرآن دون السنة مستندين لقوله تعالى "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".
وتابع: "لا يوجد حديث واحد يقول إن صوت المرأة عورة، ولم يذكر سوى حديث واحد فى الترمزى، وقال :المرأة عورة إذا خرجت استشرفها الشيطان "، مشيرًا إلى أن الذين يقولون ذلك ثقافتهم جوفاء، مضيفًا أنه لابد من فهم السياق العام للآيات ولابد من وجود خلفية لفقه اللغة، وهذا شرط أساس لفهم النص.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة