سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 21 أغسطس 1965.. الأشغال الشاقة المؤبدة ضد «جاسوس الشمبانيا» لإسرائيل.. الألمانى «لوتزى»

الإثنين، 21 أغسطس 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 21 أغسطس 1965.. الأشغال الشاقة المؤبدة ضد «جاسوس الشمبانيا» لإسرائيل.. الألمانى «لوتزى» ولفجانج سيجموند لوتز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدرت محكمة أمن الدولة العليا أحكامها فى قضية «التجسس وإرهاب العلماء الألمان فى مصر»، وقضت فى جلستها المنعقدة يوم 21 أغسطس» (مثل هذا اليوم) من عام 1965 بمعاقبة «وولفجانج سيجموند لوتز» بالأشغال الشاقة المؤبدة وغرامة قدرها 32 ألفا و529 جنيها و500 مليم مع مصادرة الأجهزة والأدوات المضبوطة المستعملة فى جريمة التجسس، ومعاقبة زوجته «فالتراود كلارا نويمان لوتز» بالأشغال الشاقة لمدة ثلاث سنوات وغرامة ألف جنيه.
 
جاءت هذه الأحكام، وتلك المحاكمة فى سياق قصة العلماء الألمان الذين اجتذبت مصر مجموعة منهم سرا فى عام 1957 ليساهموا فى تنفيذ خطة مصر الطموحة فى الصناعة الحربية، ويروى الكاتب الصحفى محمود مراد هذه القصة كاملة فى كتابه «الحرب الخفية–قصة العلماء الألمان فى مصر»، مؤكدا أنهم من قاموا بصناعة السلاح فى ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، وبعد هزيمة هتلر تفرقوا فى شتى بقاع الأرض، حيث تسابق العديد من الدول لاجتذابهم، وكانت أمريكا فى مقدمة هذه الدول، ويؤكد «مراد»: «كان من بين هؤلاء العلماء» وولفانج بيلز وهو الساعد الأيمن لـ«براون» أبو الصواريخ الألمانية الذى اجتذبته أمريكا، ويضيف: مع استقدام هؤلاء نشطت حركة مجالات البحث العلمى المصرى فتوسعت الدراسات العلمية وتم إيفاد بعثات متخصصة للخارج، وإنشاء مراكز وهيئات للبحث العلمى ومنها «المركز القومى للبحث العلمى».
 
كانت إسرائيل على الطرف المقابل ترصد ما يحدث، وتخطط بكل الطرق لإفشاله، وذلك بوضع الوسائل التى تؤدى إلى تطفيش هؤلاء العلماء، وكان «لوتز» أحد أهم وسائلها لتنفيذ مخططها، وحسب «مراد»: وصل إلى ميناء الإسكندرية يوم 7 يناير 1961، حاملا جواز سفر باسم «وولفجانج سيجموند لوتز»، ومهنته «مدرب خيول» وجنسيته «ألمانيا الغربية»، وفى سيرته المصطنعة، أنه كان ضابطا فى جيش النازى الألمانى، واختفى بعد هزيمته فى الحرب العالمية الثانية، وعمل مدربا للخيول وجمع ثروة طائلة، ويريد أن يجرب حظه فى حياة جديدة». أما سيرته الأصلية فهى: «ولد من أب ألمانى وأم يهودية ممثلة درجة ثانية، لكن الأب هجرها وعمر الابن 11 عاما، فهاجرت الى إسرائيل ومعها ابنها، وفيما بعد التحق بالجيش الإسرائيلى وأصبح ضابطا فى حرب 1948، وانتقل الى المخابرات الإسرائيلية «الموساد»، وبين الأصل والتزييف جاء «لوتز» إلى مصر جاسوسا. دربته المخابرات الألمانية بالاتفاق مع «الموساد» على كيفية الحياة باعتباره مواطنا ألمانيا، وزودته بخبرة الحياة الألمانية بعد أن تعرضت للتآكل، لهجرته إلى إسرائيل وعمره 11 عاما، وتزوج منها وحارب فى جيشها، ولما اكتسب مهاراته الجديدة التى تؤكد «ألمانيته» جاء إلى القاهرة، ليستقر فى فيلا بشارع الهرم مع زوجته «مارتا» التى اقترن بها لأغراض جاسوسية   وبموافقة من «الموساد».
 
يؤكد «مراد» أن «لوتز» تردد على نادى الفروسية بالجزيرة، وتعرف على الكثير من أبناء الجالية الألمانية فى مصر، وتعرف على مصريين من محبى الخيول ليصبح من نجوم هذه المجتمعات، واشترى 5 خيول بـ 1500 جنيه من، السيدة وجدان البربرى، على الشريعى، أحمد حمزة، ومن مزاد علنى، كما استأجر مساحة من عزبة يربى فيها خيوله، أما مهمته السرية طبقا لتكليف الموساد فكانت من هم العلماء الألمان فى مصر، وأين يقيمون؟ ما هى مفاتيح شخصياتهم، وهل لديهم نقاط ضعف لاستغلالها.. ما هى تحركاتهم ومتى وأين يعملون؟ 
 
كانت الحفلات الكثيرة، التى يقيمها وسيلة للحصول على المعلومات التى يريدها، خاصة تحت تأثير الخمور، وأطلقوا عليه فى إسرائيل لقب «جاسوس الشمبانيا»، وفى عملياته أرسل طرودا مفخخة إلى العلماء الألمان بمقر إقامتهم بالقاهرة من مكاتب بريدية مختلفة، لكنها لم تصب أيا منهم لشكهم فيها والإبلاغ عنها، لكن أحدها أصاب مصريين، وفى يوم 5 مارس 1965 تم القبض عليه، وأعلن المتحدث الرسمى باسم جهاز المخابرات إبراهيم البغدادى، الخبر فى مؤتمر صحفى، وبدأت محاكمته لتنتهى فى 21 أغسطس 5 196 بمعاقبته بالأشغال الشاقة المؤبدة، وبسجن زوجته ثلاث سنوات، وحسب مراد: «وافقت مصر على الإفراج عنهما ضمن عملية لتبادل الأسرى مع إسرائيل، وفى 4 فبراير 1968 استقلا من مطار القاهرة الطائرة رقم 674 لوفتهانزا المتجهة إلى ميونيخ، غير أنهما نزلا من الطائرة فى العاصمة اليونانية أثينا، وبترتيب من الموساد استقلا طائرة شركة العال إلى لندن، حيث صحبهما رجال الموساد وابتاعوا لهما ملابس جديدة، وبعد أيام للنقاهة سافرا إلى تل أبيب وعاشا فى منزل بأحد ضواحيها ليكتب لونز تقريرا مفصلا عما حدث، ولتعلن مارتا اعتناقها اليهودية حسب طقوس خامات إسرائيل، وحسب طقوسهم أيضًا أعيد زواجها دينيا.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة