سلطت صحيفة "الجارديان" الضوء على الجدل الذى صاحب عرض القناة الرابعة البريطانية لأولى حلقات المسلسل الدرامى "الدولة" والذى يرصد حياة 4 بريطانيين انضموا لداعش فى سوريا، وقالت إن هذه الحلقات تمثل فرصة مهمة لفهم أسباب انضمام الشباب إلى التنظيم الإرهابى.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن القناة الرابعة تلقت اتصالات لتأجيل عرض الحلقة الافتتاحية بعد هجمات برشلونة الأخيرة التى أدت إلى مقتل 13 شخصا وإصابة العشرات.
وتابعت بالقول إن مشاهدة هذه الحلقات أمر غير مريح، لاسيما وأنها لا تقدم فى بداية الأمر الكثير من الشرح أو الخلفية عن الشخصيات الرئيسية، الأمر الذى يدفع المشاهد لطرح العديد من التساؤلات مثلما يجب أن يفعل، على حد تعبير الصحيفة.
ومع ذلك، اعتبرت "الجارديان" أن حلقات "الدولة" تعد النقيض لفيديوهات التجنيد الخاصة بالتنظيم، ولا تعد بروباجندا ترويجية له، ففى حين أن الانضمام إلى دعش قد يبدو حاليا مغامرة بطولية بالنسبة للبريطانيين الأربعة –أبطال الحلقات-، إلا أنه بمتابعة ما يحدث لهم، يجد المشاهد أن الأمور لا تسير على ما يرام لأى واحد منهم، فجميعهم أجبروا على مواجهة فظائع ووحشية من قبل الجماعة المسلحة في عاصمتها المعلنة الرقة.
وأضافت الصحيفة أن ما يجعل هذه الدراما أكثر فعالية، هو أنه وسط العنف المروع، تم تسليط الضوء على الجانب الإنسانى لهم، فالمخرج بيتر كوسمينسكى أراد أن يظهر الجانب الآخر للمنضمين لداعش، "فهم ليسوا البلطجية الذين لا يملكون قلب ولا عقل كما نفضل أن يكونوا" لتسهيل فهم أسباب قيامهم بالفظائع التى يرتكبونها.
بدلا من ذلك، فإن الشخصيات عادية، فهم شباب بريطانى مسلم حديث ومتعلم، يسمع أغانى الراب ويذهب إلى المدرسة والنوادى.
يقول كوسمينسكى عن عمله: "تسبب داعش وأتباعه فى ألم ومعاناة للعالم، لكن لم نفهم سبب اختيار بعض الشباب والفتيات التخلى عن حياتهم والسفر إلى سوريا، لماذا يترك هؤلاء الديمقراطيات الليبرالية التى عاشوا فيها خلفهم من أجل الانضمام إلى تنظيم دموى؟ إذا نجحنا فى فهم السبب الذى يدفعهم إلى ذلك فسنتمكن من محاربة فكرهم الظلامى".
وتابع: "فضلت تناول قصة التنظيم الإرهابى فى عمل درامى بدلاً من الوثائقى حتى تصل إلى شريحة أكبر من المشاهدين"، مؤكداً أن دراما "الدولة" لن تعرض مشاهد ذبح أو قتل بشكل مباشر وفج، لافتاً إلى رغبته فى توضيح حقائق التنظيم كما فهمها، خلال بحثه العميق قبل إعداد المسلسل، ليبحث العالم عن مواطن الخلل والضعف التى سمحت لمثل هؤلاء بالتوحش إلى هذا الحد.
