سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 21 أغسطس 1945.. وفاة الإمام المراغى شيخ الأزهر بعد رفضه طلب «فاروق» بفتوى تمنع زواج طليقته فريدة

الثلاثاء، 22 أغسطس 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 21 أغسطس 1945.. وفاة الإمام المراغى شيخ الأزهر بعد رفضه طلب «فاروق» بفتوى تمنع زواج طليقته فريدة الإمام المراغى شيخ الأزهر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
راودت الملك فاروق مسألة طلاق زوجته الملكة فريدة، ففكر فى إصدار فتوى من شيخ الأزهر الإمام مصطفى المراغى تحرم عليها الاقتران بزوج آخر بعد طلاقها، وتؤكد الدكتورة لطيفة سالم فى كتابها «فاروق وسقوط الملكية فى مصر» عن (مكتبة مدبولى – القاهرة) أن الملك ذهب إلى الشيخ قبيل وفاته يوم 22 أغسطس (مثل هذا اليوم) من عام 1945 وطلب منه هذا الفعل، لكن الشيخ رفض، كما «عارض أن يصدر ما يمنعها (فريدة) من رؤية بناتها، حيث لا يتفق هذا ولا ذاك مع الشريعة الإسلامية، فتعرض لتأنيب من الملك لذلك الموقف».
 
كان الشيخ يرقد رقدته الأخيرة فى مستشفى المواساة بالإسكندرية، ووفقا لما تذكره سناء البيسى: «ما إن نطق فاروق بطلبه حتى استوى المريض المتهالك جالسا وسط الفراش غاضبا متعجبا، مجيبا: أما الطلاق يا مولاى فلا أرضاه، وأما التحريم فلا أملكه، إن المراغى لا يستطيع أن يحرم ما أحل الله» (مقال: الإمام مصطفى المراغى.. كرامة الاستقالة - الأهرام 9 نوفمبر 2011)، وبالرغم من أن هذا الموقف يحسب للمراغى، فى علاقته مع «فاروق»، فإن هناك من يرى الرجل من أعمدة الوجود البريطانى، وجعل من الأزهر وعلمائه وطلبته قوة ضاربة للقصر، وخرج بفتوى على المسلمين تقول بأن الله يرسل كل مائة عام على رأس الأمة الإسلامية مصلحا يجدد حياتها ودينها، ويوحد صفوفها وأن فاروق هو من اختاره الله وبعثه بهذه الرسالة للمائة عام القادمة، وكانت أول الدلالات على ذلك اسمه فهو فاروق بين الخير والشر وبين الظلام والنور» (محمد عودة – فاروق بداية ونهاية) عن (دار الهلال-القاهرة)، ويتبنى الدكتور حسين مؤنس نفس الرأى: «كان المراغى يؤيد الملك ويزين له الشر ويناديه باسم أمير المؤمنين»، وينسحب كلام «عودة» و«مؤنس» على فترتى «المراغى» كشيخ للأزهر، الأولى كانت فى سبتمبر عام 1928 أثناء حكم فؤاد واستقال بعدها بعام واحد، والثانية فى عام 1935 أى قبل وفاة «فؤاد» بنحو عام، واستمرت حتى وفاته فى عام 1945، أى عشر سنوات، منها تسع سنوات مع الملك فاروق.
 
لكن رجاء النقاش يرفض بشدة رأى «عودة» و«مؤنس» مؤكدا فى كتابه «الإمام المراغى.. حياته وأفكاره» عن «دار الشروق - القاهرة»، أن «الاتهامات للمراغى، تعتمد على الشائعات والصراعات الحزبية التى كانت سائدة فى مصر قبل ثورة 23 يوليو 1952» ويؤكد النقاش: «المراغى كان مصلحا كبيرا ومفكرا دينيا حرا جريئا، ويحمل مشروعا كاملا لتطوير التعليم الدينى فى مصر والنهوض به، وتحرير العقل المصرى من الجمود والتقريب بين الشريعة الإسلامية واحتياجات العصر وهموم الناس الجديدة التى لم تكن مألوفة عند الأجيال السابقة من المسلمين، وقد لجأ إلى الاعتدال والمهادنة أحيانا من أجل تحقيق مشروعه، ولكنه لم يرتكب خطأ جوهريا واحدا فى مسيرته الإصلاحية والعلمية والأخلاقية».
 
يؤكد «النقاش» أن المراغى أخذ مشروعه الكبير الضخم عن أستاذه محمد عبده، ويذكر ما قاله المراغى عن أستاذه ونبهه فيه إلى أهمية العلم: «داعبنى مرة إثر خروجى من الشهادة العالمية قائلا: هل تعرف تعريف العلم؟ فقلت له: نعم، وكنت أحفظ آنذاك تعاريف العلم فسردت بعضها فقال: اسمع منى تعريفا مفيدا.. العلم هو ما ينفعك وينفع الناس، ثم سأل: هل انتفع الناس بعلمك؟ قلت: لا، لا.. قال: إذن أنت لست بعالم فانفع الناس بعلمك لتكون عالما».
 
ويذكر الشيخ عبد المتعال الصعيدى فى كتابه «تاريخ الإصلاح فى الأزهر - صفحات من الجهاد فى الإصلاح» عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب – القاهرة»، أن الفترة الأولى التى تولى فيها «المراغى» المشيخة: «أعلنها كلمة صريحة أنه يريد فى الأزهر إصلاحا يقضى على كل أثر فيه للجمود، ويفتح باب الاجتهاد فى الدين والعلم، ويصير به إلى حياة جديدة تناسب هذا العصر، فقامت عليه قيامة أنصار الجمود فى الأزهر على قلتهم، وكانوا فى ذلك الصراع أعلى كلمة وأقوى دليلا، وكان من سوء حظ الأزهر أن ولى الأمر (فؤاد) لم يكن راضيا عن تولى الشيخ المراغى منصب شيخ الأزهر، فوقف تنفيذ ذلك الإصلاح، وأبدى فيه رأيا حمل المراغى إلى الاستقالة، فتولى بعده الشيخ محمد الأحمدى الظواهرى الذى قامت ثورة ضده لفصله سبعين عالما من وظائفهم فاستقال وعاد المراغى، لكنه يئس فى هذه المرة من إصلاح الأزهر، فآثر مسالمة أهله، وأراح نفسه من مخاصمتهم فيما لا رجاء له فيه»، ويضيف الصعيدى: «توالت عليه فتن أهل الأزهر ، ثم ابتلى بخصومات سياسية أفسدت عليه كثيرا منهم، وكادت تطيح بمنصبه وتقصيه عنه».









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة