قبل 12 يوما من عيد الأضحى، تبقى السكك الحديدية هى الخيار المتاح أمام عدد كبير من المواطنين، على الرغم من حادثى انقلاب قطارى الإسكندرية مؤخرا، ولعل قرار الهيئة بعدم رفع أسعار تذاكرها حاليا ساعد على أن يحظى القطار بميزة نسبية، وهى انخفاض تكلفة السفر خصوصا لمحافظات الصعيد قياسا بأسعار تذاكر شركات الحافلات الخاصة، والتى تأثرت بعد تحريك أسعار الوقود فى الفترة الأخيرة، وهو ما ساعد على نفاذ التذاكر فى بعض مواعيد السفر.
وقال رومانى ذكرى شاب من مركز جرجا محافظة سوهاج، إنه توجه إلى شباك التذاكر للحجز فى يوم 30 أغسطس مساء، ولكنه لم يجد تذاكر فى الدرجات الأولى أو الثانية مكيفة أو الـV.I.P" " بأى سعر، نظرا لزيادة الإقبال على الحجز فى القطارات بعد ارتفاع أسعار البنزين بالنسبة لشركات الحافلات بالخارج، والتى تصل سعر التذكرة بها إلى 150 جنيها.
وأضاف رومانى، أن القطار يعتبر هو الاختيار المناسب لعدد كبير من المواطنين محدودى الدخل خاصة الأسر التى تسافر لمسافات طويلة وتحتاج إلى وسيلة مواصلات مريحة تناسب أحوالهم، حتى ولو كانت القطارات تستغرق وقتا طويلا فى الوصول.
الأمر لم يختلف كثيرا بالنسبة لأحمد عبد الله من محافظة أسيوط، حيث اعتبر أن حوادث الطرق أكثر من حوادث القطارات، لذلك فإن معيار الأمان فى القطارات رغم الحوادث الأخيرة يعتبر أفضل بكثير من سيارات السيرفيس الخاصة التى تسير بسرعات كبيرة وتشهد حوادث متكررة خاصة فى الأعياد، وهو ما يفسر شعبية القطار كوسيلة مواصلات شعبية مناسبة للظروف الاقتصادية الحالية، كما أن مواعيد وصول القطارات مضمونة أكثر من مواعيد شركات السفر الخاصة.
تدنى أسعار تذاكر القطارات قياسا بوسائل المواصلات الأخرى كان الدافع لنوعية أخرى من المواطنين اعتادوا السفر بوسائل أخرى ارتفعت أسعارها بعد زيادة أسعار البنزين، وقال ريمون وجيه من إدفو محافظة أسوان، أنه كان يعتاد السفر إلى القاهرة والعودة بالطائرة، وكانت أسعار تذاكر الطيران فى تلك الفترة فى متناول يديه لتجنب مشقة الطريق وفترة الوصول، ولكن بعد تحريك أسعار الوقود شهدت تذاكر الطيران زيادة كبيرة قد تصل إلى 1000 جنيه للتذكرة الواحدة، وهو ما دفعه لحجز تذاكر القطار هذه المرة.
وتوقع ريمون، أن تشهد الأيام المقبلة مع اقتراب عيد الأضحى إقبالا أكبر من المواطنين على حجز تذاكر القطارات، خاصة أن أسعار شركات النقل الخاصة وسيارات الأجرة ترتفع بشكل غير مسبوق فى تلك الفترة من كل عام، ومع زيادة أسعار البنزين سوف يشهد العيد المقبل ارتفاعا كبيرا فى تذاكر سفر الشركات الخاصة.
وكان اللواء مدحت شوشة، رئيس هيئة السكة الحديد، قد أكد فى وقت سابق أنه لا زيادة فى أسعار تذاكر القطارات، بعد إقرار الحكومة تحريك أسعار الوقود والمحروقات، مشيرا إلى أن أسعار تذاكر القطارات غير المكيفة لم يتم تحريكها منذ عام 1999 حتى الآن مراعاة للبعد الاجتماعى لمحدودى الدخل.
أحمد شاهين، من محافظة أسوان، أكد أن حادث قطار الإسكندرية من الصعب أن يؤثر بالسلب على رغبة المواطنين فى السفر من خلاله، لأنه مازال وسيلة المواصلات الأفضل فى المسافات الأطول مقارنة بوسائل المواصلات الأخرى سواء السيارات أو الحافلات أو سيارات الأجرة.
ويرى شاهين أن سبب تأخر القطارات عن مواعيد الوصول، هو التخبط فى كثرة القطارات الإضافية التى تدخلها هيئة السكك الحديدية على خطوط الصعيد لاستيعاب العدد الهائل من المواطنين الذى يتسبب فى تكدس كبير بمحطة القطار بحثا عن تذكرة للسفر، وهذه القطارات الإضافية يترتب عليها ضغط مواعيد وصول القطارات بحيث تصبح القطارات العاملة فى خط الصعيد مضطرة فى أوقات كثيرة للتوقف خلال السير انتظارا لوصول كل منها إلى المحطات المقررة فى خط سيره تجنبا للحوادث.
وأوضح محمد سعيد من محافظة أسيوط، أنه جالس فى محطة رمسيس منذ فترة طويلة بحثا عن تذكرتين فى القطار اليوم له ولوالدته المسنة، ولكن موظفو شباك التذاكر أخبروه بأن التذاكر نفذت وأن أقرب موعد قطار للسفر غدا فى العاشرة صباحا، وقال إنه يمتلك سيارة خاصة ولكن والدته تخشى السفر فى السيارات وتفضل القطار لأنه أكثر راحة بالنسبة لها والأسرع فى الوصول وأكثر أمانا من الطرق السريعة.
ويرى سعيد، أن أسعار تذاكر القطارات مازالت مناسبة للمواطنين إلى حد كبير، فمثلا سعر تذكرة القطار المميز المتوجه إلى أسوان لا تزيد عن 45 جنيها، وهى أسعار تقل عن تكلفة السفر من خلال شركات النقل الخاصة أو سيارات الأجرة والتى تستغل المواطنين فى مثل هذه الأوقات من كل عام وتفرض أسعارا مبالغ فيها لزيادة الإقبال عليها ونفاذ تذاكر القطارات، كما أن عامل الأمان فى القطارات مازال أعلى من وسائل المواصلات الأخرى خاصة فى المسافات الطويلة.
وفى المقابل، شهدت أسعار تذاكر شركات السفر الخاصة للصعيد ارتفاعا ملحوظا للراغبين فى السفر فى الوقت الحالى، حيث وصلت ما بين 145 إلى 155 جنيه بدءا من محافظة قنا وتزيد مع الوصول إلى محافظة الأقصر، وأسوان، أما بالنسبة لأسعار الحجز فى أيام الذروة التى تسبق عيد الأضحى مباشرة بثلاثة أيام فهناك نظام آخر للحجز، فبعضها أغلق باب الحجز فى الثلاثة الأيام التى تسبق العيد حتى قبل موعد السفر بـ24 ساعة، ورفضت هذه المكاتب تحديد أسعار تذاكر العيد فى الوقت الحالى، والبعض الآخر يسمح بالحجز أيام العيد فى الوقت الحالى ولكنه أضاف 10 جنيهات إضافية على سعر التذكرة الأساسى خلال أيام الذروة.