سكنوا المقابر وهم أحياء على ظهر الأرض بعد ما نهش الفقر أجسادهم حينما تدخل عليهم مساكنهم أو بمعنى أدق مقابرهم تشتم رائحة الموت فى كل مكان فأنت بالفعل داخل مقابر مدينة دمنهور وتتعجب حينما تتحدث مع هذه الأسر، التى تسكن فى المقابر وتتعجب أكثر حينما ترى ابتسامة الأمل لا تفارق وجوههم وتتعجب أكثر وأكثر من أحلامهم وحالة الرضا التى يعيشها هؤلاء الفقراء فبعضهم حلمه "حمام " فقط لا غير والآخر غرفة واحدة وشابة حديثة الزواج حلمها ألا يتربى طفلها كما تربت مع الأموات داخل المقبرة وهى على وجه الأرض ملف شائك كان لابد من تسليط الضوء عليه.
إنها منطقة المقابر بحى أبو الريش بمدينة دمنهور حيث يختلط فيها أنفاس الأحياء بجثث الموتى استمعنا خلال جولتنا لسكان المقابر الذين يعيشون فى حالة رعب دائم ليس من الموتى ولا العفاريت وإنما من البلطجية ومتعاطى المخدرات الذين استكثروا عليهم أن يعيشوا فى صمت وأمان مع الموتى.
"اليوم السابع" حاولت رصد تلك المأساة عن قرب من خلال إجراء عدة لقاءات مع سكان المقابر فى دمنهور بالبحيرة.
فى البداية تقول سعيدة الجندى: "ارتضيت أن أعيش فى المقابر بجوار جثمان شريك حياتى بعد مماته فجيرانى من الأموات لم يؤذوننى طيلة حياتى ولكن مشكلتى أنا وأولادى الاثنين هى فى البلطجية الذين يتهجمون علينا ومتعاطى المخدرات".
وتابعت قائلة: "دفنت زوجى وعشت بجواره أنا وأولاده، وحلم حياتنا غرفة بحمام تلمنا أنا وعياله لأننا مالناش غير ربنا سبحانه وتعالى فكل أملى فى الدنيا التى لم أعيشها لحظة واحدة أن أنام أنا وأولادى فى غرفة بحمام".
ويقول رمضان شريف عطا:" أنا مولود فى المقابر وعمرى الآن 50 عاما، وأخويا وبنت أخويا وأولادنا طول عمرنا عايشين فى المقابر عيشة غير آدمية بالمرة إحنا للأسف الشديد بنقضى حاجتنا فى جرادل، وعايشين ميتين أملنا إننا نعيش زى الناس بس، سقف يلمنا ودورة مياه لقضاء حاجتنا".
وتقول أم هبة 25 سنة: "اتولدت هنا واتجوزت هنا فى المقابر لأننا ملناش مكان تانى نعيش فيه ومش عايزة عيالى يشوفوا إللى أنا شفته نفسى فى أوضة تلمنا من البهدلة إللى إحنا فيها وبناشد محافظ البحيرة إنها تسلمنا شقة من مساكن الإيواء رحمة بحالنا".
وتقول الحاجة أم رمضان 80 سنة: "نفسى أعمل عملية فى عيونى من سنين بس ماحدش فكر فيا وبقالى 50 سنة كل حلمى حمام نقضى حاجتى فيه زى البنى آدمين.
ويقول سيد شريف عطا 52 سنة: "الحمد لله على كل حال ولكننا تعبنا من العيشة دى وكل أملنا مكان كويس نعيش فيه وبنتى تقدر تربى أولادها بعيد عن البلطجة وعدم الأمان اللى عايشين فيه هنا".
ومن جانبه أكد المهندس سعد غراب رئيس مدينة دمنهور، أن هناك مخططا لتطوير منطقة المقابر بالكامل بالتعاون مع وزارة الإسكان، مضيفاً أن جميع سكان المقابر قد حصلوا قبل ذلك على وحدات سكنية بمدينة دمنهور وبالتحديد بمساكن جزيرة البط والزهراء والأبعادية وقاموا ببيعها والعودة مرة أخرى للمقابر.
وأوضح رئيس مدينة دمنهور، أن المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة قد وجهت القيادات التنفيذية والأمنية بضرورة تشديد الرقابة الأمنية على تلك المنطقة واستمرار الحملات المكثفة لملاحقة الخارجين عن القانون الذين اتخذوا من منطقة المقابر بؤرة إجرامية لتعاطى المواد المخدرة.
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن من دمنهور
يوجد و جه اخر للحقيقة
الشكر اولا لليوم السابع على تسليط الضوء على وضع لا يليق بمواطن مصري يعيش في المقابر و لكن الحقيقة ان على مدار السنين و الإخوة القاتنين في هذا المكان تم تسليمهم شقق في مساكن المحافظة و يتم بيعها و الضغط على المحافظة للحصول على غيرها و المتاجرة بها بالاضافة ان كل اللي عايشين في هذا المكان بيعملو في فصل القمامة و تجميع المواد القابلة للتدوير و لا يوجد منزل لا يتم التخزين فيها أو بجوارها لصعوبة مكان يتم الفرز فيه غير بجوار المقابر ربما صورة الفقر و الموت و هي تنهش في اجسادهم هي طريقة لكسب عيشهم. شكرًا مواطن من دمنهور