الله أكبر الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، تكبيرات العيد كلمات يرددها المسلمون فى العيدين، أيام معدودات ويكبر المسلمون فى كل أنحاء المعمورة ابتهاجا وفرحا وإحياء لسنة الرسول الكريم، وهو يوم العاشر من ذى الحجة أول أيام عيد الأضحى المبارك.
التكبير فى العيدين سُنَّة عند جمهور الفقهاء، قال الله تعالى بعد آيات الصيام: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ﴾، وحُمِل التكبير فى الآية على تكبير عيد الفطر، وقال سبحانه فى آيات الحج: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِى أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾، وقال أيضًا: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾، وقال تعالى: ﴿كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾، وحُمِل الذكر والتكبير فى الآيات السابقة على ما يكون فى عيد الأضحى.
والمراد بالتَّكبير هو التَّعظيم، وهى تكبيرات العيد، تعظيم الله عز وجل على وجه العموم، وإثبات الأعظمية لله فى كلمة (الله أكبر) كناية عن وحدانيته بالإلهية، لأن التفضيل يستلزم نقصان من عاداه، والناقص غير مستحق للإلهية، لأن حقيقة الإلهية لا تلاقى شيئا من النقص، ولذلك شُرع التكبير فى الصلاة، لإبطال السجود لغير الله، وشُرع التكبير عند نحر البُدْن فى الحج، لإبطال ما كانوا يتقربون به إلى أصنامهم، وكذلك شرع التكبير عند انتهاء الصيام، إشارة إلى أن الله يعبد بالصوم، وأنه متنزه عن ضراوة الأصنام بالآية السابقة، ومن أجل ذلك مضت السنة بأن يكبِّر المسلمون عند الخروج إلى صلاة العيد ويكبِّر الإمام فى خطبة العيد.
ويُندب التكبير بغروب الشمس ليلتى العيد فى المنازل والطرق والمساجد والأسواق برفع الصوت للرجل، إظهارا لشعائر العيد، والأظهر إدامته حتى يحرم الإمام بصلاة العيد، أما من لم يصلِّ مع الإمام فيكبِّر حتى يفرغ الإمام من صلاة العيد ومن الخطبتين.
ولم يرد فى صيغة التكبير شيء بخصوصه فى السنة المطهرة، ولكن درج بعض الصحابة منهم سلمان الفارسى على التكبير بصيغة: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد" والأمر فيه على السَّعة، لأن النص الوارد فى ذلك مطلق، وهو قـوله تعالى: ﴿وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ﴾، والْمُطْلَق يُؤْخَـذُ على إطلاقه حتى يأتى ما يقيده فى الشَّرع، ودرج المصريُّون من قديم الزمان على الصيغة المشهورة وهى: "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا"، وهى صيغة مشروعة صحيحة استحبها كثير من العلماء ونصوا عليها فى كتبهم، وقال عنها الإمام الشافعي-رحمه الله تعالى- فى كتابه الأم: "وإن كَبَّر على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببتُه". وزيادة الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصحابه وأنصاره وأزواجه وذريته فى ختام التكبير أمر مشروع، فإنَّ أفضل الذكر ما اجتمع فيه ذكر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، كما أن الصلاة والسلام على النبى صلى الله عليه وآله وسلم تَفْتَحُ للعمل بَابَ القَبُول، فإنها مَقْبُولَةٌ أَبَدًا حتى من المنافق، كما نص على ذلك أهل العلم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة