بخطوات واثقة تليق بعارضة أزياء محترفة؛ تقترب السيدة الأولى فى الولايات المتحدة الأمريكية، ميلانيا ترامب من اقتحام عالم السياسة لتنتزع مساحة مميزة داخل مناطق النفوذ داخل البيت الأبيض الذى سيطرت عليه على مدار الأشهر السبعة الأخيرة منذ تنصيب دونالد ترامب؛ مجموعة مستشارى الرئيس وابنته إيفانكا ترامب التى نالت قدرًا كبيرًا من السلطة والشهرة على حد سواء.
ورغم قلة تحركاتها وظهورها، إلا أن محللين داخل الولايات المتحدة أكدوا أن السيدة الأولى تتسم بقدر عالٍ من الذكاء مؤكدين أن تلك التحركات رغم قلتها إلا أنها تظل أكثر تأثيرًا وتعكس اقتراب ميلانيا ترامب من لعب دور أكثر أهمية وتأثيراً الفترة المقبلة داخل الإدارة الأمريكية.
وفى تقرير مطول، قال موقع "ديلى بيست" الأمريكى إن نفوذ السيدة الأولى ظهر واضحاً فى إحدى القضايا المحلية داخل الولايات المتحدة وهى مواجهة انتشار تعاطى الأفيون، ما يعكس أن ميلانيا بدأت تحدث اختلافا داخل البيت الأبيض.
ونقل الموقع عن مسئولين كبار داخل الإدارة الأمريكية قولهم إن السيدة ميلانيا كان لها دورًا بارزًا فى تشجيع ترامب على أن يكون أكثر صرامة فى محاربة تعاطى الأفيون، وهو ما تعهد به الرئيس بالفعل قبل أيام مؤكدا حتمية الانتصار فى المعركة ضد هذا الوباء الذى يعصف بالصحة العامة ويتسبب فى وفاة أكثر من 100 أمريكى يومياً.
وكشف مسئولون أمريكيون عن حضور السيدة الأولى لاجتماع ترامب مع وزير الصحة والخدمات الإنسانية توم برايس، ونصحت بوصف الملف على انه "أزمة صحية وطنية"، واستطاعت عكس مسار زوجها فى هذا الشأن ودفعه لإعلان الأفيون "حالة طوارئ" رغم أن وزير الصحة كان يرى أن كل ذلك غير ضروريا.
وتابع موقع "ديلى بيست"، أن مسئولين فى الإدارة الأمريكية أكدوا أن ميلانيا استطاعت أن تلعب دورًا كبيرًا فى مسار قرارات ترامب وكيفية اتخاذها، موضحين أنها قرأت بالفعل الكثير عن قضية الأفيون وكان حديثها فى لقاء وزير الصحة مستنداً على حقائق ومعلومات.
وفى خطوة وصفها محللون بالذكاء، استطاعت ميلانيا انتزاع شعبية طاغية ليس فقط عبر جولاتها وزياراتها الاجتماعية والإنسانية على حد سواء، وإنما باستغلالها مناسبة عيد ميلاد الرئيس الأمريكى الذى حل فى يونيو الماضى، ومطالبتها أنصاره ومحبيه بمنح هدية ترامب فى صورة تبرعات للمنظمات والجمعيات الخيرية.
ورغم جولاتها الإنسانية والاجتماعية المتنوعة داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن ظهور ميلانيا ترامب فى القمة الإسلامية ـ الأمريكية، وزيارة الفاتيكان نالا اهتماماً بالغاً، وعكسا بما لا يدع مجالا للشك اقترابها بخطوات حثيثة نحو صناعة نجومية جديدة فى عالم السياسة.
ويظل لقاء السيدة الأولى مع الرئيس الروسى فلادمير بوتين فى مدينة هامبورج الألمانية على هامش أعمال قمة العشرين الأكثر أهمية على الإطلاق منذ دخولها البيت الأبيض، إذ نال اجتماعهما الذى اقترب من 20 دقيقة اهتمام العديد من وسائل الإعلام الأمريكية والروسية على حد سواء، ودفع السكرتير الصحفى للرئيس الروسى دميترى بيسكوف لوصف اللقاء بـ"الإيجابى والبناء"، مؤكداً أن السيدة الأولى للولايات المتحدة تركت انطباعاً قوياً وجيداً لدى الرئيس الروسى، إذ تطرقا إلى ملفات مختلفة سياسية واجتماعية بالإضافة إلى قضايا تخص حقوق المرأة.