أيام معدودات ويبدأ حجاج بيت الله الحرام مناسك الحج للعام الهجرى 1438، وتيسيرًا على الحجاج بدأ "اليوم السابع" وعلى مدار الشهر، نشر كل ما يخص الحاج من تعريف لما يجب عليه قبل الحج، وما ينبغى أن يؤديه خلال المناسك والمحظورات التى قد تبطل حجه أو توجب عليه الكفارة، وذلك من خلال الاستعانة بكتاب وزارة الأوقاف التيسير فى الحج، والذى أشرف عليه كبار العلماء .
ونتعرف اليوم على بدء يوم النحر وانتهائه، حيث يبدأ يوم النحر من منتصف ليلة بعد النزول من مزدلفة، يدل على ذلك ما روى عن عائشة رضى الله عنها قالت: "أرسل النبى أم سلمة ليلة النحر، فرمت الجمرة ثم مضت فأفاضت وكان ذلك اليوم الذى يكون فيه النبى عندها."
وما روى عن عبد الله مولى أسماء، عن أسماء أنها نزلت ليلة مزدلفة، فقامت تصلى، فصلت ساعة، ثم قالت يا بنى: هل غاب القمر ؟، فقلت: لا، فصلت ساعة، ثم قالت: يا بنى هل غاب القمر ؟ فقلت: لا، فصلت ساعة، ثم قالت: يا بنى هل غاب القمر؟، فقلت: لا، فصلت ساعة ثم قالت: يا بنى هل غاب القمر؟ فقلت: نعم، قالت: فارتحلوا، فارتحلنا ومضينا حتى رمت الجمرة، ثم رجعت فصلت الفجر فى منزلها، وقالت: أذن رسول الله للظعن فى ذلك".
فقد دل هذان الحديثان على أن النزول من مزدلفة يبدأ من منتصف ليل يوم النحر، والمنتصف هو الوقت الذى يتوسط ما بين مبتدأ الليل بدخول وقت المغرب، ومنتهاه بظهور ضوء الفجر، وقد يكون ذلك فى العاشرة أو الحادية عشرة أو الثانية عشرة من ليل هذا اليوم، فقد صلت أسماء ثلاث ساعات بعد نزولها بمزدلفة وأدائها لفرضى المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا حتى غاب القمر، وغياب القمر يوم العاشر من الشهر غالبًا ما يوافق هذا، كما أن معنى المنتصف يتسع ليشمل الأغلب فيه، وليس تحديده بالدقيقة والثانية، بل يعنى منتصفه أو غالبًا أو بالتقريب الذى قد يجىء قبله أو بعده قليلاً، فإن القليل النادر لا يؤثر فى هذا المعنى التقديرى، ولأن المنتصف من كل شىء وسطه، وليس بلازم أن يكون النصفان متطابقين، وعليه فإن من يؤدى أى فعل من أفعال الحج التى تؤدى يوم النحر ومنها طواف الركن، فإنه يكون مجزيا بناء على أنه قد أضيف إلى زمنه وأدى فى وقته.
والانتهاء مبنى على الابتداء فى اليوم، فحيث يبدأ يوم النحر، فإنه ينتهى ببدء اليوم التالى، وفى الوقت الذى بدأ فيه اليوم الذى سبقه.