بعد 3 سنوات من الغياب عادت أصوات الباعة الجائلين تتعالى مرة أخرى لاستقبال الزائرين لمعرض السلع الاستهلاكية والمعمرة فى سوق الترجمان بعد افتتاح المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة للمعرض قبل 3 أيام، واستقبل الباعة الزائرين بعبارات "حلال يا رب" "بنبيع ببلاش" ومنهم من احتفل بالزبائن بتوزيع الحلويات على المارة والمياه لمواجهة الحر فى الظهيرة.
إقبال المواطنين علي الأجهزة الكهربائية بسوق الترجمان
افتتاح المعرض كان له ردة فعل متفائلة من جانب الباعة الجائلين، خاصة أنه يأتى بعد مرور 3 سنوات بالضبط على نقلهم من منطقة الإسعاف ووسط البلد إلى سوق الترجمان، والذى ظل يعانى من الركود وإنعدام البيع والشراء تقريبا، ولكن افتتاح المعرض أعطاهم الفرصة لإحياء الحركة التجارية بالموقع، كما يقول أبو حمادة بائع ملابس جاهزة فى السوق، خاصة مع وجود عروض بيع السلع الغذائية مثل اللحوم البلدية والضانى، والأدوات المدرسية ولوازم المدارس، فكل مواطن يأتى لشراء اللحوم مثلا سيكون أمامه فرصة للتجول فى المعرض والتعرف على أسعار الملابس وشراء ما يلزمه منها حتى لو لم يأت لهذا الغرض.
بائع يستعرض بضائعه بسوق الترجمان
وأضاف أبو حمادة، أنه لأول مرة منذ دخوله أرض الترجمان يرى هذا الرواج، حيث استطاع خلال 3 أيام فقط من بدء المعرض بيع نحو 400 قطعة ملابس، نظرا للعرض الذى يقدمه لجمهور المعرض ويبيع التيشرت جديد بـ50 جنيه للقطعة بسعر المصنع والبنطالبون بـ25 جنيه، مشيرا إلى أن صاحب المصنع اتفق معه على هذه الأسعار وفقا لكمية حصل عليها من المصنع دون أن يسدد قيمتها بإيصال أمانة لـ20 ألف جنيه، على أن يكون نسبته من بيع الكمية التى بحوزته جنيه واحد عن كل قطعة تباع بالمعرض يحصل عليها بعد انتهاء كل كمية ويسلمه إيصال الأمانة.
وأوضح بائع الملابس، أن المعرض يشهد إقبال متفاوت طوال اليوم أقلها فى وقت الظهيرة، ولكن بعد السادسة مساءا يزيد إقبال الزائرين بشكل كبير نظرا لخروج الموظفين وانخفاض درجات الحرارة.
منافذ اللحوم بسوق الترجمان
توفير المكان المناسب للباعة الجائلين كان خطوة جيدة بالنسبة لهم ولكن كان ينقصها توفير عوامل الجذب للزائرين، كما أكد الحاج أبو عماد بائع ملابس للسيدات، وقال: "المكان الحالى أفضل بكثير من الإهانة فى الشوارع والتعرض للغرامات ومصادرة البضائع، الواحد كان بيقف فى الشارع معرّض نفسه للغرامات والحبس أحيانا ويخرج بعدها عواطلى بين عياله"
وطالب بتكرار تجربة المعارض فى سوق الترجمان، حتى يشعر المواطن بأن السوق يمكنه أن يوفر له كافة احتياجاته طوال العام، وليس سوقا موسميا بمناسبة دخول المدارس وينتهى ونعود مرة أخرى للركود.
فى السياق ذاته، طالب حمزة مدبولى بائع "أمشاط" المسئولين التركيز على عامل الترويج للسوق من خلال تكرار المعارض ليصبح هذا السوق دائم طوال السنة، لافتا إلى أنه أنفق "تحويشه عمره" منذ قدومه إلى الترجمان بسبب حالة الركود التى سادت حتى إقامة المعرض، فكان ينتظر إعلان مثل هذا المعرض لأنه لا يرغب فى العودة إلى الشارع مرة أخرى.
بعض باعة السوق ابتكروا حيلا جديدة لجذب الزبائن، من بينها ما قام به محمد عاطف بائع منتجات نظافة شخصية وأدوات تجميل، حيث قام يتوزيع الحلوى على المارة لاستيقافهم وعرض بضاعته، بأسعار تقل عن أسعار السوق بنسبة كبيرة، وأكد أن الهدف من عرض بضاعته بأسعار مخفضة هو جذب الزبائن إلى السوق بمنتجات جيدة.
الملابس بسوق الترجمان
ويرى محمد عاطف، أن هذا المعرض هو فرصة أمام كافة البائعين لترك سمعة جيدة بين المواطنين وتشجيعهم على العودة مرة أخرى بعد انتهاء المعرض، ويكمل أنه يغادر مع آخر زائر للسوق حتى لو كان بعد منتصف الليل.
وتلاحظ خلال التواجد بالسوق تزاحم جمهور الزائرين على شوادر الجزارة، نظرا للعروض المقدمة على الأسعار والتى تبدأ من 90 جنيه للكندوز و110 جنيه للضانى، بينما وصلت أسعار اللحوم الهندية لإلى 68 جنيه والبرازيلى بـ78 جنيه، بالإضافة إلى عروض الأدوات الكهربية، من بينها عرض يشمل شراء ثلاجة 14 قدم وغسالة 8 كيلو فوق اوتوماتيك وبوتاجاز 5 شعلة ماركات عالمية بـ 12 ألف 222 جنيه.
وحظيت باكيات بيع الأدوات المدرسية بزحام شديد لشراء الكراسات والكشاكيل والأقلام بأسعار مناسبة، وفقا لوصف عدد من المترددين على السوق واللذين أعتبروها مماثلة لأسعار منطقة الفجالة وفى متناول الأسر الفقيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة