يبدو أن إمارة قطر لا ترغب فى وضع نهاية للأزمة الخليجية التى دخلت فى شهرها الثالث لدعمها وتمويلها الإرهاب، ورغم أن السعودية أبدت حسن النية بفتح حدودها أمام الحجاج القطريين، إلا أن الأمير تميم رد بإعادة سفير بلاده إلى إيران.
الدوحة أعلنت عودة سفيرها إلى طهران لاستئناف مهامه، وتطوير التعاون بين قطر وإيران، وسط ترحيب رسمى من إيران، إذ سحبت الأولى سفيرها تضامنًا مع السعودية فى يناير 2016 فى أعقاب الاعتداءات التى استهدفت سفارة المملكة فى طهران.
واعتبرت صحيفة "الإندنبدنت" البريطانية أن إعلان قطر إعادة علاقاتها الدبلوماسية مع إيران تصعيدًا فى الأزمة بين الدوحة وجيرانها، لافتة إلى هذا ينذر باستمرار الأزمة وتعقيد سبل التوصل لحل لها.
ورأت الصحيفة أن إيران المستفيد الحقيقى من الأزمة الخليجية، فرغم أن طهران قد ردت أولاً على الأزمة بدعوة إلى الحوار والمصالحة، إلا أنها سرعان ما تدخلت للاستفادة، فأرسلت المواد الغذائية وفتحت مجالها الجوى أمام الخطوط القطرية.
صحيفة "آى" البريطانية أشارت إلى أن قطر استفادت من دعم إيران وتركيا فى مواجهة المقاطعة. وعرضت أنقرة إرسال قوات إضافية إلى قواتها الموجودة فى الدوحة كما أرسلت إمدادات بما فى ذلك مواد البناء.
ومن ناحية أخرى، قال حسن هنيزاد، الخبير فى قضايا الشرق الأوسط، رئيس تحرير سابق لوكالة الأنباء الإيرانية "مهر نيوز" لوكالة "سبوتنيك" الروسية إن قطر تسعى دائمًا للحفاظ على علاقة متوازنة مع إيران.
وعن الخطوات الأخرى التى تعتزم قطر اتخاذها للتقارب أكثر مع إيران قال الخبير: "كانت قطر لمدة 6 سنوات إلى جانب تركيا والمملكة العربية السعودية فيما يخص الأزمة السورية، ولكن مع الأخذ بعين الاعتبار التدهور الحاد الأخير فى العلاقات بين قطر والمملكة العربية السعودية، يمكننا القول إن قطر تحتاج إلى دعم إيرانى، وأعتقد فى المستقبل القريب ستنسحب قطر من دول مجلس التعاون الخليجى. وتتجه لتشكل تحالفا جديدا يضم إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن".
ومن جانبها، اعتبرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن قرار قطر إعادة سفيرها إلى طهران، أتى تعبيرًا عن غضب الدوحة من استقبال السعودية للشيخ عبد الله بن على آل ثان حفيد مؤسس قطر.
وأضافت الصحيفة: "قرار قطر إعادة سفيرها إلى طهران يهدد جهود واشنطن فى حل النزاع بين حلفائها الخليجيين".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكى لم تفصح عن اسمه قوله إن الدوحة أبلغت واشنطن أن قرارها إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران لا يمثل زيادة التعاون مع طهران، إنما يهدف إلى إظهار استياء قطر من السعودية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة