أظهرت سنة 2017 أن الفساد الممنهج وأوجه انعدام المساواة الاجتماعية يعزز أحدهما الآخر فى شتى أنحاء العالم؛ الأمر الذى يؤدى إلى خيبة أمل الشعوب فى المؤسسات السياسية ويوفر أرضا خصبة لصعود قيادات سياسية شعبوية، وكانت آسيا من أبرز القارات التى تعانى فساد فى قيادات دولها.
وبحسب تقارير أجنبية فإن 69% من القارة الآسيوية مدركة بمؤشر الفساد لعام 2016، ومن ضمن الحوادث البارزة الحكم على رئيس شركة "سامسونج" بالسجن لمدة 5 سنوات بتهمة الاختلاس والرشوة للمرة الثانية، إذ كان يواجه حكمًا بالسجن 12 عامًا فى الماضى وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
وذكر التقرير أن هذه المدة تعد طويلة بما فيه الكفاية، ويمكن اعتبارها عقوبة ثقيلة بالنسبة لبلد يعمل على تخفيف الأحكام الخاصة برجال الأعمال الكبار.
وقالت المحكمة، إن هناك أدلة كافية إلى جانب اتهامات المدعين العامين بأن "لى" أنفق 6.4 مليون دولار رشوة للحكومة، للحصول على دعم الدولة للاندماج المثير للجدل لشركتين تسيطر عليهما سامسونج، من خلال شبكة معقدة من الأسهم، التى عززت سيطرة "لى" على سامسونج للإلكترونيات.
كما ثبت أنه مذنب بإخفاء الأصول فى الخارج والشهادة الزور فى جلسة استماع برلمانية بشأن الفضيحة.
ولم يتوقف الفساد فى شركات كوريا الجنوبية فقط، ولكن انتقل إلى تايلاند، حيث قضت المحكمة العليا بسجن وزير التجارة السابق "بونسونج تيريابيروم" 42 عاما لإدانته بتزوير صفقات الأرز بين حكومتى تايلاند والصين فى عام 2013.
وذكر راديو "صوت أمريكا"، أن "تيريابيروم"، كان قد شغل منصب وزير تجارة تايلاند فى حكومة رئيسة الوزراء السابقة "ينجلاك شيناواترا".
وكانت المحكمة العليا فى تايلاند، أصدرت فى وقت سابق مذكرة اعتقال بحق شيناواترا فى اتهامات تتعلق بالإهمال بشأن سياستها فى دعم أسعار الأرز التى كلفت البلاد مليارات الدولارات، وأرجأت إصدار الحكم عليها إلى يوم 27 سبتمبر المقبل، وذلك بعدما تخلفت عن حضور جلسة النطق بالحكم بدعوى مرضها.
جمهورية الصين الشعبية حازت على نصيب كبير من ملفات الفساد فى المنطقة، حيث شملت تحقيقات الفساد أكثر من 6 آلاف على مستوى المقاطعات والمدن، ما يمثل 3.2 أضعاف العدد بعد المؤتمر السابع عشر الذى تقيمه الحكومة سنويا.
أما على مستوى المحافظات الصينية؛ فشملت تحقيقات الفساد 49 ألف قضية، ما يعادل 2.2 ضعف العدد بعد المؤتمر السابع عشر.
ووفقا لنتائج الاستمارات الاستطلاعية التى قام بها مكتب الإحصاء الوطنى الصينى، فإن 92.9% من المستطلعين قد عبروا عن رضاهم على نتائج حملات مكافحة الفساد التى يقوم بها الحزب الشيوعى الصينى، بزيادة 17.9 نقطة مئوية مقارنة بعام 2012.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة