صدر للباحث الدكتور رضا عطية كتاب "مسرح سعد الله ونوس.. قراءة سيميولوجية" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن سلسلة كتابات نقدية.
ويذهب الكتاب إلى أن تجربة الكاتب السورى الراحل سعد الله ونوس مثلت كتابا حفل بتنوعات الرؤى التى تطورت بامتداد التجربة رغم ما فى نسيجها من خيوط ضامة، تتمثل فى القضايا الكبرى التى آمن ونوس بها كالحرية، وتصوراته لطبيعة الاستبداد وأشكاله وسبل مواجهته".
ويضيف عطية أن تجربة ونوس، مرت بثلاث مراحل مفصلية كبرى، هى البدايات التى اتسمت بكلاسيكية القالب مع أمشاج من الذهنية والعبثية، ثم المرحلة الوسطى بعد عودته من فرنسا واطلاعه على المسرح البريختى بما فيه من تغريب، وكانت المرحلة الثالثة والأخيرة حيث الموت ومعاودة البحث فى الأسئلة الوجودية الكبرى.
وينقسم الكتاب إلى مقدمة ومدخل، وأربعة فصول وخاتمة، بالإضافة إلى قائمة المصادر والمراجع، والسيرة الذاتية للمؤلف.
الفصل الأول عنوانه "مأساة بائع الدبس الفقير: استلاب المواطن فى تراجيديا عابثة"، والفصل الثانى بعنوان "حفلة سمر من أجل 5 حزيران: ثورة على الذات، ثورة على الشكل الفني"، والفصل الثالث "الملك هو الملك: السلطان والحفاظ على السلطة، والرابع "الأيام المخمورة: تقلبات الهوية وتبدد الحقيقة".
وجاء فى الخاتمة أن تجربة ونوس تتسم بالتراكم الكمى والكيفي، فكثيرا ما يعيد تناول قضايا سبق أن تناولها ولكن من منظور جديد، بما يؤكد رؤيته السابقة وكذلك بما يضيف إليها أبعادا جديدة.
وتضمنت الخاتمة كذلك، أن فى مسرح ونوس اختلط الفن بالسياسة، فكان مسرحه سياسيا فى مرحلته الأولى قبل 1967، وتسيسيا فى مرحلتيه الثانية والثالثة، وكان حضور التسيس عنده ينمى وعى الجمهور ويحرضه على الفعل السياسي.
ومما توصلت إليه الدراسة، أن ونوس اعتمد فى مسرحه على استلهام التراث بأشكاله المختلفة، كفن الحكواتى وفن الأراجوز والمقهى الشعبي، وقد لجأ كذلك إلى التاريخ ليمتح من قصصه وحكاياته، مواد لحكايات مسرحه، واتسم القالب البنائى لذلك المسرح بثراء الأشكال وتنوعها بين القالب الكلاسيكى والشكل الملحمي، كما غلب عليه لا سيما فى مرحلته الوسطى تعدد الحكايات وتوالدها، ولاجظ عطية كذلك أن ونوس استطاع الإفادة من الفن السردي، فقسم بعض مسرحياته إلى فصول صغيرة، كما هو فى السرد، ولجأ أحيانا إلى لقيام الممثل بما يقوم به الراوى فى السرد من قص الحكاية، أو رواية بعض تفاصيلها على الجمهور.