ضحكات وابتهالات، ترانيم وصلوات تبث عبر إذاعات، وأخرى تبثها ألسن المارة، أصوات تنطلق من كل أنحاء ميت دمسيس القرية النائية التى تبعد عن مدينة المنصورة، قلب محافظة الدقهلية، 40 كيلو مترا، حيث يقع دير الشهيد العظيم مارجرجس، الذى يضم جزءا من رفاته داخل الدير، ويقام فى هذا الموعد من كل عام عيد احتفال إقامة الدير، على رفات الشهيد مارجرجس.
يتوافد المئات، من الزوار، من مختلف البلدان والأديان والطوائف، على قرية ميت دمسيس، التى تضم بين جنباتها، رفات وضريح بطلين عظيمين، من أبطال الإسلام والمسيحية، لتسجل أروع صور الوحدة الوطنية، حيث يفصل شارع عرضه 4 أمتار، بين رفات الشهيد مارجرجس، وضريح الشهيد البطل محمد بن أبى بكر الصديق، الصحابى الذى كان واليا على مصر، واستشهد فى إحدى الحروب ودفن بميت دمسيس.
وازداد الزحام فى الساعات الأولى من اليوم، وتسود أجواء من الاحتفالات داخل الدير، وتوافد أعداد هائلة من المسلمين والأقباط وسط انتشار باعة الحمص، والأيقونات والملابس، والفطير والعيش الفلاحى، والجبن القريش، كمظهر من مظاهر الاحتفال.
وتؤمن الدير قوات أمن الدقهلية، وقوات المفرقعات بقيادة اللواء مروان عبد المعطى، والرائد محمد فتح الله، والعقيد هانى حمودة، بإشراف اللواء أيمن الملاح مدير أمن الدقهلية، وتفتيش الزوار، وفحص جميع المترددين، بالإضافة إلى حظر ترك أى سيارات أو مركبات بجوار أو أمام الدير.
وتشدد قوات الأمن فى الليلة الختامية، التواجد الأمنى على المداخل والمنافذ الرئيسية للدير بالشرطة النسائية، بالإضافة إلى التزام القوات بارتداء الصدارى الواقية من الرصاص والخوذ الصلب، كما طالبت إدارة الحماية المدنية بمراجعة اشتراطات الحماية وحنفيات وطفايات الحريق واستخدام أجهزة الكشف عن المعادن والكلاب لتعقيم محيط الدير.
كما تفعل شرطة الدفاع المدنى، البوابات الإلكترونية على الممرات وتفتيش المترددين، وإقامة حرم بعيد عن الدير للتأمين، وسط أجواء احتفالية من الأقباط والمسلمين من أبناء القرية.
ومن أهم المعالم والمزارات، الكنيسة الأثرية، التى يقصدها زوار مولد مارجرجس وأقيمت فى القرن الرابع الميلادى، وقام عليها الدير.
يقول القس بيشوى أنطواى، "الناس هنا تغمرهم المحبة والود، ونستقبل إخواننا المسلمين كل عام، يأتون لشراء الحلوى وتماثيل السيدة العذراء، ويتبركون بالرفات، وإقامة النذور والهدايا للرفات، فى جو ملىء بالمحبة والإيمان.
ويفترش الزوار ساحات الدير، فى الليلة الختامية والأخيرة من احتفالات إقامة الكنيسة على رفات الشهيد ماجرجس، ويتبركون بالكنيسة الأثرية، وبالرفات، وبالأجواء الإيمانية، والمحبة التى تعم الجميع داخل الدير، في مشهد يدل على الإخاء والمحبة، بين كل أطياف الشعب.
وينتشر باعة الحمص، والجبن القريش، والسمن البلدى، والفطير، والأيقونات والصلبان والميداليات التذكارية والملابس المطبوع عليها صور الشهداء والقديسيين، من المسلمين والمسيحيين، ويتوافد الأقباط على القيادات الكنسية من الكهنة والقساوسة والرهبان، لنيل البركة منهم، ويتجمع الآلاف حول الأنبا بيشوى أسقف دمياط وكفر الشيخ والبرارى ورئيس دير القديسة دميانة، لنيل البركة منهم والدعاء لهم والتبرك به.
وتقول جاكلين سيد عبد المسيح، إحدى زوار الدير، كل عام نأتى ونبتهج ونحتفل بعيد إقامة الكنيسة، وخاصة فى الليلة الكبيرة، ونفترش الدير من الصباح حتى آخر ساعات الليل، ونقدم النذور والصدقات، وربنا يجبرنا، ويستجيب لدعواتنا، وآهاتنا وآلامنا، والمكان هنا كله حيوية وراحة وإيمان وسعداء بالزيارة، وأهل القرية يصنعون لنا أجود الأطعمة.
ويقول مينا وليم، كاتب وأديب قبطى، الدير يضرب أروع الأمثلة للحب والمودة بين كل الناس، يجمع كل الأشخاص بغض النظر عن الدين أو البلد، فالمكان كله بركة وربنا أمربنا بالحب.
ويقول بيشوي كامل، شماس، التآلف بين الناس والمحبة والزحام بسبب الزيارات المستمرة يعطيك انطباعا ممتازا، بالرغم من أن المسيحين ليسوا بالكثافة الكبيرة، لكن توافد إخواننا المسلمين، خاصة أثناء القداس، وحضور العظات التى يستفيد منها المسلم والمسيحى إذ تتناول موضوعات الأخلاق والمحبة والتوبة.
وتقول رفقى عزيز سيد، إحدى زائرات الدير، كل عام نأتى ونفترش ساحات الدير، ونشترى الأباركة، والجبن القريش، والسمن البلدى، والفطير، والأطعمة مختلفة، لأنها معدة بحب، والوجوة تتحاب والقلوب تلتقى فى الليلة الكبيرة، فى هذا الحدث العظيم.
يذكر أن احتفالات إقامة الكنيسة تعود قصتها لأحد أثرياء مصر، كان يعيش فى اللد بفلسطين، حضر احتفالا بعيد تكريس مارجرجس، ولما رأى المعجزات وروعة الاحتفالات، فكر أن يحضر جسده لمصر، وأخذ ذراعه ورجع إلى مصر بحرا، وفى أثناء سفره ظهر له ملاك وأيقظه من النوم، قائلا له اذهب إلى دير الشهيد العظيم مار جرجس بميت دمسيس وسلم الذراع لرئيس الدير.
ويضيف القمص مكارى غبريال كاهن دير القديس مارجرجس، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، وصل الرجل إلى ميت دمسيس، فلما وصل ليلا أخد يطرق باب الدير فحدثت مشادة كلامية بينه وبين البواب، على إثرها نهض الرئيس وكان قد غاب عنه الملاك، الذى أعلمه بموضوع الذراع وطلب من البواب إدخاله الدير، ودق أجراس الدير واستيقظ الرهبان وحملوا ذراع القديس بإكرام بالغ واحتفلوا احتفالا عظيما يليق بمكانته الخالدة.
وأضاف كاهن الدير، إن هناك العديد من المعجزات، التى تحققت على يد الشهيد مارجرجس هنا فى هذا المكان، إذ يحوى الدير كنيسة تسمى المعاذير، والتى نقوم خلالها باستخراج الأرواح النجسة، من الزوار وهى أرواح الجان والعفاريت التى تؤذى البشر.
قدوم الزوار
تشديد أمنى
تفتيش المارة
بوابات إلكترونية
باعة الحمص والأيقونات
باعة الأطعمة المباركة
رسائل على عتبات مارجرجس
شموع الاحتفال
الزوار يفترشون أرض الدير
زوار من كل مكان للدير
زوار الكنيسة
الكنيسة الأثرية
الصلاة أمام رفات مارجرس
صلوات وترانيم داخل الدير
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة