واصلت كوريا الشمالية استفزازها للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، بإطلاقها صاروخا حلق فوق اليابان، ما أدى إلى إدانات عالمية وإصدار قرار بانعقاد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولى لبحث تلك التطورات.
وفى تصعيد جديد يفتح الباب أمام سيناريوهات حرب عالمية ثالثة، جاءت الخطوة ردا على العقوبات التى فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على "بيونج يانج" فى الأسابيع الماضية، وفى أول رد فعل له على هذا التطور، قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، إن كل الخيارات مطروحة على الطاولة للرد على كوريا الشمالية، بعدما أطلقت صاروخا باليستيا فوق اليابان اليوم الثلاثاء.
البيت الأبيض: العالم تلقى رسالة كوريا الشمالية الأخيرة بوضوح شديد
البيان الصادر عن البيت الأبيض اليوم، قال إن العالم تلقى رسالة كوريا الشمالية الأخيرة بوضوح شديد، إذ تؤكد أن هذا النظام أبدى احتقاره لجيرانه ولكل أعضاء مجلس الأمن، وللحد الأدنى من معايير السلوك الدولى المقبول، وتابع البيان: "أساليب التهديد وزعزعة الاستقرار ستزيد من عزلة النظام الكورى الشمالى فى المنطقة، وبين كل دول العالم، وكل الخيارات مطروحة على الطاولة".
من جانبها، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن خبراء قولهم، إن أحدث تجارب كوريا الشمالية لإطلاق الصواريخ هدفها إحداث خسائر سياسية، موضحة أن الصاروخ الذى تم إطلاقه صباح اليوم من طراز "هواسونج 12"، وهو من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى التى كانت كوريا تهدد بإطلاقها فى المياه قرب جزيرة جوام الأمريكية، لكنها لم تطلقه باتجاه "جوام" فى الجنوب الشرقى، وإنما أطلقته فى اتجاه الشمال الشرقى، فوق اليابان وصولا إلى المحيط الهادى.
خارجية اليابان: لو أطلقت كوريا صاروخها جنوبا لرأته واشنطن استفزازا وردت
التجربة الأخيرة أثارت ردود فعل واسعة، وفى هذا الإطار يقول محللون إن هذا مكّنها من إرسال إشارة سياسية قوية، ووفر فرصة لجمع بيانات تقنية قيمة حول برنامجها الصاروخى الذى يتقدم سريعا، دون أن تتجاوز صراحة الخط الأحمر وتدفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى التحرك.
واعتبر وزير خارجية اليابان، تارو كونو، أنه لو كانت كوريا الشمالية أطلقت الصاروخ إلى الجنوب، لربما رأته الولايات المتحدة الأمريكية استفزازا كبيرا ومباشرا لها، وتحركت للرد على هذه الخطوة، ولكن التجربة بشكلها النهائى لم تمثل استفزازا مباشرا.
واشنطن بوست: هدف التجربة دق إسفين بين جيران كوريا الشمالية
البحث عن هدف التجربة الأخيرة يحمل احتمالات عدة، إذ يبدو أن إطلاق الصاروخ هدفه دق إسفين بين جيران كوريا الشمالية، كما تقول "واشنطن بوست"، ففى اليابان وصف رئيس الوزراء "شينزو أبى" هذه الخطوة بأنها تهديد خطير وهائل وغير مسبوق، والحقيقة أن "أبى" يريد تعزيز القدرات العسكرية لبلاده، وإطلاق صواريخ من هذا القبيل يعزز قضيته المثيرة للجدل.
أما فى كوريا الجنوبية، فقد أدان الرئيس الليبرالى "مون جاى"، الذى يروج للتواصل مع بيونج يانج، إطلاق الصاروخ صباح اليوم، وإرسال مقاتلاته قرب الحدود مع الجارة الشمالية فى استعراض لقوة "سيول".
على صعيد الجار الأكبر، أثارت تلك التطورات قلق الصين، التى دعت كل الأطراف للتراجع خطوة للوراء، وانتقدت المتحدثة باسم خارجيتها موقف كوريا الشمالية، ووصفته بأنه نقطة تحول فى مسار الأزمة القائمة، وجددت دعوة بلادها لمحادثات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية.
كوريا الشمالية تتحدى.. تجربة صاروخية بعد أيام من مدح "تيلرسون"
يعد الصاروخ الذى أطلقته كوريا الشمالية صباح اليوم، الصاروخ الباليستى الخامس الذى تطلقه ليمر فوق الأراضى اليابانية، والأول منذ العام 2009، وجاء هذا التطور عقب ثلاث أيام من محاولة كوريا الشمالية إطلاق ثلاثة صواريخ من ساحلها الشرقى، بدا أن واحدا منها على الأقل قد فشل.
وكان وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون، قد أشاد بكوريا الشمالية فى تصريحات له يوم الأحد الماضى، لممارسها ضبط النفس وتراجعها عن إطلاق أى صاروخ خلال المناورات السنوية المشتركة بين جيشى الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الجنوبية، التى بدأت يوم 21 أغسطس الجارى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة