قاربت الستين .. ومضى العمر سريعا والسنين
كم أهلكت من الطرقات والخيل والميادين
أنهكتنى صحارى وجميلات وورود بساتين
لم أدر ..كيف .. وهل حقا مضت السنين؟
يقولون أدركت .. بل أدركنى من العمر الكثير
غير أنى مازلت أحبو .. والقلب موجوع بالأنين
يتقاسمنى فاصلا من الآمال والأحلام .. واليأس الدفين
لست ادرى ..أدارى دمعات عين .. قذفها القلب الحزين
أم أضحك ملء فاه .. على الدنيا وفناء يأخذنى لليقين
هل حقا قاربت من العمر... ستين؟
لاتقولوا نعم .. لاتكونوا صرحاء .. عرفتكم للكذب أهلاً .. لما فى هذا صادقين؟
أطلقونى واقذفونى فى اليم .. ربما على ظهره ينقذنى دولفين
أو حوت أبيض أو أزرق .. يركب الأمواج ويغوص فى دوامات وبراكين
أطلقونى فى السماء أبحث عن مشاعر حب ظننتها كامنة فى القلب العليل
فوق السحاب .. فى الفضاء .. تحت ضوء القمر ..وشعاع شمس يحفها الأنين
أطلقونى حتى إن كان ضوؤها نارا تحرق جسدا وتلتهم وجدانا أضناه الحنين
قلب بات خاوى .. يضخ ألماً .. سقما .. فى جسد ذابت به الشرايين
هل حقا قاربت الستين؟
بات الجسد المفتول العضلات .. القوى المتين .. رفاتا .. وبقايا تأنفها الوحوش والنساء .. والحياة فى ثوبها الجميل
ما الحياة إذا .. أن لم تكن قلبا .. وحبا .. وجسدا فائرا .. ونداء ..ونبضات تصرخ.. وأنين ..
امرأة... حبيبة ..وليل ينسج حولنا بستانا يملأه شذا الرياحين ..
نرقص على أنغام الموسيقى ..نحتسى القهوة .. نغمض أعيننا .. ونحلم .. نحلم .. نحلم .. لانفيق .. حتى تضرب وجوهنا نسمات السحور
حقا .. هل قاربت الستين ... ؟
لا أحد يقولها .. وان قالها .. ليته يترفق فى قوله .. ولا ينسى انه يخاطب قلباً عليل.
