تواصل النخبة الإيطالية ودوائر روما الرسمية وشبه الرسمية ضغوطها على الحكومة لإقرار عودة السفير الإيطالى لدى القاهرة ، لما تمثله العلاقات المصرية ـ الإيطالية من أهمية كبرى للتنسيق فى الملفات الإقليمية والدولية على حد سواء.
وبعد لقاء رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل مع الرئيس التنفيذى لشركة إينى الإيطالية للبترول لاوديو ديسكالزى ، والذى أكد خلاله الأخير أهمية مصر كشريك اقتصادى فى ظل رفع سقف الاستثمارات المتوقعة خلال عام 2018 لـ3.5 مليار دولار، دعا عدد من النواب وأعضاء مجلس الشيوخ الإيطالى لعودة سفير إيطاليا إلى القاهرة.
ومع دخول الشراكة الاستراتيجية بين الحكومة المصرية وشركة إينى النفطية لإدارة مشروع حقل ظهر، يتوقع مراقبون أن تكون الشركة بمثابة البوابة التى يعود من خلالها السفير الإيطالى جيامباولو كانتينى إلى القاهرة ، ذلك بخلاف اضطراب الأوضاع داخل ليبيا التى تؤثر بطبيعة الحال على إيطاليا ويجعلها فى حاجة ماسة إلى التنسيق مع القاهرة لحضورها القوى على مائدة الوساطة الليبية ـ الليبية.
وقال لورينزو ديلاى عضو بمجلس الشيوخ الإيطالى، ورئيس مقاطعة ترينتو فى تصريحات نشرتها وكالات الأنباء الإيطالية واللاتينية ، الخميس: "نحن بحاجة إلى إعادة فتح سفارتنا، وإعادة السفير جيامباولو كانتينى على الفور، لأهمية مصر الاستيراتيجية، ورعاية مصالح الإيطاليين والمصالح الأوروبية فى المنطقة".
وأكد ديلاى أن رئيس لجنة الدفاع فى مجلس الشيوخ نيكولا لاتورى ، طالب لعدة أشهر بإعادة كانتينى إلى القاهرة، مشيرا إلى أن مصر لها دور حاسم فى اللعبة الجيوسياسية فى ليبيا، وأيضا بالنسبة للهجرة، بالإضافة إلى الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابى ، واستقرار المنطقة.
واستنكر ديلاى عدم وجود تمثيل دبلوماسى منذ مارس 2016، بعد أزمة مقتل الشاب الإيطالى جوليو ريجينى، مؤكدا أن الحادث ليس له أى علاقة بغياب السفير فى مصر، نظرا لوجود مصالح آخرى مشتركة تحتاج إلى وجود السفير.
وكان الرئيس التنفيذى لشركة إينى أكد أن تنمية حقل "ظهر" تتم وفقا للبرنامج الزمنى المحدد، وأنه من المنتظر أن يتعدى إنتاج الحقل 500 مليون قدم2/يوم قبل نهاية العام الجارى، وتستكمل المراحل التالية للمشروع للوصول إلى إجمالى إنتاج يصل إلى 2700 مليون قدم2/يوم بنهاية المشروع.
وفى بداية الأسبوع الجالى، اعتراف النائبين عن تكتل "فكرة شعب وحرية" المساند للحكومة، كارلو جوفاناردى، ولويجى كومبانيا، بأن "سحب السفير من مصر العام الماضى كان له أثر فى تراجع دور إيطاليا فى ليبيا".
ونقلت صحيفة "إيطاليا تشياما إيطاليا" قول بياجو بإن "عدم وجود سفير لروما فى القاهرة، له دور كبير فى تقليص دور إيطاليا فى العديد من القضايا المهمة، ليس فقط فى مصر بل فى المنطقة بأسرها".
وقال بياجو: "على الرغم من أن قضية ريجينى مهمة، إلا أن هناك العديد من القضايا التى لها نفس القدر من الأهمية بين البلدين، كما أن وجود دبلوماسى إيطالى فى البلد ذاتها سيسهل عملية التحقيقات والبحث حول القضية، فوجود سفير فى القاهرة مهم للغاية من حيث الأمن الإقليمى والمحافظة على التدفقات الاقتصادية والتجارية".
واختتم دى بياجو تصريحاته "اعتقد أن الوقت قد حان لاستعادة العلاقات الدبلوماسية مع مصر، مع الحفاظ على الالتزامات حول قضية ريجينى ، وعدم الخلط بين مستويات العملية الدبلوماسية".
ومنذ استدعاء السفير فى أبريل 2016، وما تلا ذلك من تغييرات إقليمية ودولية تدفع روما بطبيعة الحال إلى مزيد من التنسيق على الدول التى تشاركها البحر الأبيض المتوسط، يؤكد مراقبون حاجة الحكومة الإيطالية الماسة لقنوات اتصال مفتوحة على كافة المستويات مع القاهرة فى العديد من القضايا والملفات.
وبخلاف التنسيق الاستخباراتى والأمنى الذى تفرضه الطبيعة الجغرافية لمصر وإيطاليا، يرتبط البلدين بعلاقات مصالح مشتركة يستوجب معها وجود تمثيل دبلوماسى كامل، حيث يعتبر وجود سفير إيطالى فى مصر ضرورة ملحة ومهم فى الوقت الحالى.
ومنذ زيارة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس الأخيرة للقاهرة، وحتى الأيام القليلة الماضية، تزايدت الأصوات المطالبة بعودة السفير الإيطالى لدى القاهرة من داخل روما، حيث دعا الدبلوماسى الإيطالى أنطونيو زاناردى لاندى مستشار دبلوماسى سابق للرئيس الإيطالى، ورئيس منظمة "أنترسوس"، الحكومة الإيطالية، إلى إعادة السفير الإيطالى لدى القاهرة جيامبولو كانتينى فى أسرع وقت ممكن، نظرا لخلو المنصب منذ أكثر من عام منذ مقتل الطالب ريجينى فى مصر، مضيفا: "ليس من المنطقى أن يجرى البلدان حوارا عبر وسائل الإعلام.. مصر تعد لاعبا رئيسيا فى عمليات إعمار دول منطقة المتوسط".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة