بمؤامرات عابرة للحدود وبتمويلات مفتوحة تسللت إمارة قطر ـ الراعى الأول للإرهاب ـ إلى العديد من الدول الأوروبية ومن بينها إسبانيا وذلك عبر تمويل بناء مساجد ودور عبادة والدفع بأئمة ومنتسبين للدين الإسلامى لنشر الفكر المتطرف والإرهاب.
وفى تقرير لها ، كشفت صحيفة "إيه بى سى" الإسبانية أن هناك ما يقرب من 800 مسجد سرى، غير موجودة فى الأوراق الرسمية، تتلقى تمويلات خارجية من كيانات إسلامية مرتبطة بإمارة قطر، مشيرة إلى أن بعض تلك المساجد تكون فى الشوارع الجانبية وداخل محال تجارية مملوكة لمسلمين، وبعضها داخل مبانى سكنية، وأنها ملتقى لنشر الفكر المتطرف خارج نطاق الرقابة الحكومية وخارج إشراف الهيئات الإسلامية الرسمية فى إسبانيا ممثلة فى اتحاد الجمعيات الإسلامية الإسبانية.
وتابعت الصحيفة فى تقريرها: غالبية تلك المساجد تقع خارج دائرة الرصد لتشكل بما لا يدع مجالا للشك خطرًا جديدًا وأحد أبرز عوامل انتشار التطرف، وغرس الأفكار المتشددة"، مشيرة إلى أن أسبانيا تضم 1508 مركز للعبادة لأكثر من مليونى مسلم ، وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن مرصد التعددية الدينية، ولكن الخبراء الذين استشارتهم وكالة "إيفى" الإسبانية للأخبار حذروا من أن هناك أكثر من 800 مسجد سرى قد يكونوا محور التطرف فى البلاد.
وحذر الخبراء من أن هذه المساجد السرية يمكن استغلالها من قبل "أئمة كاذبون" لنشر رسائل متطرفة ، فهؤلاء الأئمة هم منبع التطرف والإرهاب فى العالم، فهم يزرعون الأفكار المتطرفة فى عقول الشباب والفتيات، ويستغلونهم فى شن هجمات إرهابية ليست لها أى علاقة بالإسلام، وهو ما تم مع "إمام ريبول" الذى زرع أفكاره المتطرفة لتكوين خلية مكونة من أثنى عشر شخصا وارتكبوا هجمات لاس رامبلاس وكامبريلس.
وقال رئيس المخابرات والاستشارات الأمنية الإسبانية سلفادور بوركيت، إن "الارهابى هو الذى يحمل عادة نقطة جذب للشباب لأسباب دينية، فهؤلاء القادة الدينيين يفسرون القرآن بطريقتهم الخاصة، حتى يتمكنوا من نشر رسائل راديكالية".
وقال رئيس الاتحاد الإسبانى للكيانات الدينية الإسلامية ، منير بن جلون، إن هناك 5 مساجد فقط من أصل 1100 يخدمون مليونى مسلم فى إسبانيا، وهذه المساجد السرية توجد فى مدريد فى مناطق مثل ثيوداد لينيال ، فاليكاس، أما فى برشلونة فتوجد فى تيراسا وبادالونا، وأيضا توجد فى تاراجون وفالينسيا، وفى كتالونيا يعيش حوالى 300 آلف مسلم ، ويخدمهم مسجد واحد فقط وهو أرتوريوس.
ويشدد بن جلون على أن "الإمام هو أهم شخصية موجودة فى المجتمع المسلم ، وهو مفتاح الناس التى تتشكل فى البداية، ولذلك فلابد من تدريب الأئمة بشكل جيد، واختيارهم على أسس معروفة، وأن يتم اخضاعهم لاختبارات ومراقبة مشددة، ولكن فى الحقيقة فإن الحكومة الإسبانية لا توفر الأموال اللازمة لهذا".
وتتهم العديد من وسائل الإعلام الأسبانية ودوائر صنع القرار داخل مدريد، قطر، بالوقوف وراء هجوم برشلونة الإرهابى الأخير، والذى أسفر عن مقتل وإصابة العشرات ، وذلك من خلال تمويل تنظيم داعش وتوفير الغطاء السياسى لجرائمه.
ورصدت العديد من التقارير الإعلامية والأمنية الغربية دور قطر المشبوه فى دعم وتمويل الإرهاب ونشر سيناريوهات الفوضى من خلال قناة الجزيرة، التى تعد ملتقى إعلامى لرموز وعناصر الكيانات الإرهابية ومن بينها جماعة الإخوان وقياداتها فى مختلف الدول العربية والأوروبية على حد سواء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة