أثارت انتشار صور لبعض حجاج بيت الله الحرام على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، "السيلفى"، وانشغال بعضهم بكتابة ورقات مدون عليها أدعية أو رسائل لأصدقائهم وذويهم، حالة من الجدل بين مستخدمى مواقع التواصل ما بين رافض ومؤيد، ومن الناحية الشرعية أبدى عدد من كبار علماء الأزهر الشريف رفضهم لهذا السلوك الذى وصفوه بالمكروه بل وصل إلى حد التحريم، كونه يخل بآداب الحج وعدم تعظيم شعائر الله.
وقال الدكتور محمود مهنى، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، قال الله تعالى "وليشهدوا منافع لهم"، والإسلام بين أن الحج ركن من أركان الإسلام لا رياء فيه ولا فسوق ولا جدال ولا سمعة، وكل هذه الأمور التى تحدث إنما هى مخالفة لآداب الحج والعمرة.
وأضاف فى تصريحات لليوم السابع، أن الحج إنما جعل عبادة لله وطلبا لغفران الذنوب والتخلص من المآثم ومن سائر المنكرات وهذه الصور عليها الإفتخار لكن إن قصد بها ذكرى جميلة وأنه فى بيت الله ويؤدى الطاعة ولم يكن لأحد عليه ذنب من الناس من هتك عرض أو أخذ مال فلا شئ عليه والأفضل أن يأخذ مثل تلك الصور بعد الإنتهاء من المناسك للذكرى وهو يجوز.
ومن جانبه قال الدكتور مختار مرزوق، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط سابقا، أن ما شاع بين الحجاج من تصوير أنفسهم أمام الكعبة المشرفة أو فى الطواف وأخذ الصور التى تسمى سلفى وما إلى ذلك يدخل فى باب الكراهة، وإن كان يقصد به المباهاة والمفاخرة فإنه يدخل فى باب التحريم لقوله تعالى"إن الله لا يحب كل مختالا فخور".
وأضاف فى تصريحات لليوم السابع، أما موضوع الكراهة وهو الأصل فالكراهة تأتى من ناحية أن الإنسان بدلا من أن يشغل نفسه بالخشوع والخضوع لله عز وجل والإخلاص فى الدعاء والتوبة النصوح بالإستغفار من الذنوب التى وقع فيها العبد إذا بأصحاب هذه الصور ينسون كل ذلك وينشغلون بأخذ هذه الصور ومعظمهم لا يريد من ذلك إلا المباهاة والفخر، ونقول لهم إن كان الإنسان يريد أن يأخذ لنفسه صورا تذكارية فعليه أن يجعل هذه الأمر بعيدا عن أداء المناسك فإذا ما طاف حول البيت الحرام أو سعى بين الصفا والمروة وما إلى ذلك فليجعل هذه الأعمال خالصة لله عزوجل ولتكن هذه الصور التذكارية إن كان لا يقصد بها المباهاة والمفاخرة لتكن هذه الصور بعد أداء المناسك أمام المسجد الحرام أو نحو ذلك.
وتابع: أما الأشياء الأخرى فهى عبادة لله عزوجل ولا يجوز للعابد أن يشغل نفسه بغير عبادة الله عز وجل، ثم إن النبى صلى الله عليه وسلم فى الطواف حول الكعبة والسعى بين الصفا والمروة كان يأمر المسلمين أن يشغلوا أنفسهم بالإستغفار والنكبير والدعاء وقراءة القرآن وما إلى ذلك من الأعمال الصالحة وأن لا ينسى الإنسان إخوانه الذين هم فى بلادهم ألا ينساهم بالدعاء فيتحقق النفع للجميع فى هذه الأوقات.
وفى نفس السياق قال الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، فى تصريحات لليوم السابع، إن هذا التصرف غير جائز لأنه يتنافى مع جلال مشهد الشعائر وأية تعظيم الشعائر فى سورة الحج، بقوله تعالى "ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"، ويتنافى مع الإخلاص وروحانيات العبادة ويخل بقدسيتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة