إكرامى فتحى: نجيب محفوظ باقٍ وتجاوزه أمر منطقى

الخميس، 31 أغسطس 2017 03:00 ص
إكرامى فتحى: نجيب محفوظ باقٍ وتجاوزه أمر منطقى أكرم فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أجاب الكاتب إكرامى فتحى عن سؤال هل توقفت الكتابة العربية عند "نجيب محفوظ"؟، قائلا: بداية لا بد من الاتفاق حول مفهوم "التجاوز"، هل يعنى القطيعة أم هو بمعنى التطور؟ يؤكد الواقع الروائى فضلاً عن منطقية الأشياء أن الانقطاع مستحيل، حتى مع المخالفة فالتواصل متحقق؛ انطلاقًا من أن هذه المخالفة تعنى نوعًا من التأثُّر العكسى، خاصة مع عوامل: الأسبقية الزمنية والدور الريادى واتساع التأصيل، التى حظى بها نجيب محفوظ، كل ذلك يؤكد حتمية التأثر وقوة حضور الكيان المحفوظى فى السرد الروائى الآن.

 

بقاء المتجاوَز: قيم نجيب محفوظ الإبداعية

لا بد أن نضع فى الحسبان أن نجيب محفوظ ليس فردًا مبدعًا قدم عددًا من الأعمال، لكنه مسيرة واتجاه وشريحة واسعة متميزة من خارطة الإبداع الروائى العربى والعالمي، فهو نموذج إبداعى خالد للمثابرة ودوام التميز ومقاومة النسيان، تنوَّع دوره ما بين تأسيس الفن الروائى وتأصيله فى البيئة العربية، مع تقديم إبداع سردى اتسع عبر كَمٍّ كبير من الأعمال الفنية القيِّمة، التى امتدت خلال مدى زمنى يقرب من نصف قرن، فضلاً عن تِطْواف بين تيارات روائية شتى واستخدامه تقنيات متعددة فى إبداعه، وذلك ما اتضح من خلال الحركة النقدية التى دارت حول هذا الإبداع، تلك الحركة التى سبحت فى رحلة نقدية طويلة، يظل طولها مؤشرًا على علو قيمة محورها "نجيب محفوظ".

منطقية التجاوز وعوامله:

وفى الوقت نفسه تزداد منطقية أن تتجاوز الرواية الآن ما وصل إليه الإبداع المحفوظي؛ خاصة مع التباين الكبير بين ما اشترك فيها طرفا العلاقة: محفوظ ومبدعو الرواية الآن. ففضلاً عن تباين قضايا الواقع وإشكالياته، يأتي: أولاً اختلاف المتلقي، سواء العام الذى اتسع عبر شرائح الشباب، أم الخاص المتمثل فى الناقد الذى صار أكثر مواكبة للإبداع ونظرياته الحديثة المتلاحقة. ثانيًا تطور "دنيا النشر" عبر كثرة دُورها وتغايُر رؤيتها للكاتب والقارئ، مع تنوعها وعدم اقتصارها على النشر الورقي. ثالثًا: "الجوائز" التى ازدادت وزاد دورها الفعّال فى إحداث حراك فى مدونة الرواية العربية. رابعًا: طبيعة كُتاب الرواية الآن، وخاصة من الشباب، وروحهم الأكثر توثبًا إلى التجديد وإثبات الذات، والجرأة على الدخول فى مغامرات التجريب.

 

ويبقى التساؤل ما بقيت القيمة:

لكن، يظل السؤال يطرح نفسه: هل بقى من نجيب محفوظ شيء الآن؟ أرى أن الإجابة نعم، ليس فقط عبر منجز روائى سيدوم مَعْلمًا ومدرسة ومنطلقًا، ولا من خلال مساحات من تقنيات الإبداع وإضافاته المتجاوزة وقتها، بل – وذلك هو الأهم – عبر قيم تعد الأكثر بقاء، منها: الإخلاص للإبداع والتبتُّل فى محرابه، مع الاكتراث به وتكريس الذات له، فضلاً عن الحرص على مواكبة محيطه منبعًا ومصبًا، من خلال الاستماع إلى ما تمليه شريعة الحياة.

وأخيرًا يدفعنا السؤال المطروح إلى إعادته بصورة أكثر عمقًا على مستوى الخطاب النقدي؛ وذلك من خلال الإجابة عن سؤالين محوريين، هما: ما ملامح حضور السرد المحفوظى فى الرواية العربية الآن؟ وكيف يمكن أن يستفيد الروائيون - خاصة الشباب - من السيرة الإبداعية لكاتبنا الكبير؟ 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة