د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب:dr Dalia.JPG لسانك حصانك

الخميس، 31 أغسطس 2017 04:00 م
د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب:dr Dalia.JPG لسانك حصانك د.داليا مجدى عبد الغنى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدقت الحكمة القائلة: "لسانك حصانك، إن صُنْته صانك، وإن خنْته خانك"، فبالفعل، اللسان هو العدو الأول للإنسان، فهو من يُودى به إلى الهلاك، وهو المتسبب فى انهيار الكثير من علاقاته، وابتعاد الناس عنه، وقد يكون هو أعز صديق له، فقد يجعله محبوبًا بين أقرانه، ومتميزًا ومحل إعجاب الجميع، فهو من يرفع الإنسان أو من يخسف به الأرض، فاللسان، رغم أنه مجرد عضو من أعضاء جسم الإنسان، والمفترض أن يكون تحت إمرة صاحبه وسيطرته، إلا أنه فى الواقع، على النقيض من ذلك، فقد يتحكم فى الإنسان كلية، لدرجة تقلب الموازين لديه، فكم من أشخاص خسروا أقرب الناس إليهم ؛ بسبب كلامهم الغير محسوب، وكم من أشخاص خسروا مراكزهم ومكانتهم المتميزة ؛ بسبب عدم قدرتهم على التحكم فى عباراتهم، وكم أيضا من أشخاص فقدوا احترامهم لدى الآخرين ؛ بسبب افتقادهم لاختيار الألفاظ .

والعكس صحيح، فكم من أشخاص اعتلوا أرفع المراكز، وكسبوا ود وحب الآخرين ؛ بسبب معسول كلامهم، وقدرتهم على تكييف الكلمات مع المواقف، فهل نُنكر أن هذا العضو الرقيق الطبقات، الناعم الملمس، المُتوارى داخل الفم، يمكنه أن يُدخل صاحبه الجنة، أو يزجُّ به فى نار جهنم .

وكلنا نعرف "لقمان الحكيم"، فقد كان فى شبابه غلامًا لأحد أشراف بنى إسرائيل، فأمره سيده يومًا أن يذبح شاة، ويشوى له أطيب ما فيها، فذبح لقمان الشاة، وأتاه بلسانها، وفى اليوم التالى أعطاه سيده شاة أخرى، وأمره بذبحها، وإحضار أخبث ما فيها، فذبحها وأتاه بلسانها أيضا .

فتعجب سيده، وسأله عن ذلك، فقال لقمان: "يا سيدي، لا شيء أطيب من اللسان إذا طاب وازدان بالصدق، ولا شيء أخبث منه، إذا خبث وشانه الكذب" .

فليتنـا نتحكم فى ألسنتنا، فهى سبب كل عداواتنا وحروبنا، وقد تكون سبب نجاتنا فى دنيانا وآخرتنا.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة