سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 31 أغسطس 1925..أمير الشعراء أحمد شوقى يستمع إلى محمد عبدالوهاب فيطلب مقابلته لتبدأ صداقة الأستاذ بالتلميذ

الخميس، 31 أغسطس 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 31 أغسطس 1925..أمير الشعراء أحمد شوقى يستمع إلى محمد عبدالوهاب فيطلب مقابلته لتبدأ صداقة الأستاذ بالتلميذ محمد عبدالوهاب و أحمد شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يروى الموسيقار محمد عبدالوهاب: «أقام نادى الموسيقى حفلة غنائية فى فندق «سان استيفانو» بالإسكندرية، وبصفتى من طلبة النادى المرموقين، سافرت مع إخوانى الطلبة والأعضاء للاشتراك فى الحفلة، وهناك غنيت قصيدة «جددى يا نفس حظك»، وبعد أن انتهيت من الغناء وشكرت الله على أن جنبنى الفشل فى أول حفلة حقيقية لى، صعدت إلى الغرفة التى كانت قد خصصت لنا فى الكازينو، ولم تمض بضع دقائق حتى جاءنى أحد الزملاء وقال لى متهللا: «عارف مين سمعك فى الحفلة؟.. مين.. أحمد شوقى بك.. أمير الشعراء، ده عايز يشوفك.. تعالى أعرفك عليه «راجع: محمد عبدالوهاب، سيرة ذاتية - لطفى رضوان» عن «دار الهلال - القاهرة».
 
يتذكر عبدالوهاب كيف كان رد فعله على طلب شوقى بأن يراه: «رفضت فى بادئ الأمر أن أذهب، فلما أخذ الجميع يلحون على ويغبطوننى على هذا الحظ الذى أقبل نحوى دون سابق إنذار، رحت أفكر مترددا فى قبول هذه الدعوة، إلى أن انهزمت فى النهاية تحت ضغط الزملاء، وذهبت لمقابلته»، ويصف محمود عوض فى كتابه «محمد عبدالوهاب» عن «دار المعارف - القاهرة» تلك اللحظات التى مرت على عبدالوهاب: «أحس عند سماع اسم شوقى كأنه ثعبانا قد لدغه، لقد تلعثمت كلماته واختلطت أفكاره واهتزت مشاعره».
 
يروى عبدالوهاب سبب ما جرى له حسبما يذكر «رضوان»: «كان السبب هو اعتقادى بأن شوقى بك هذا رجل مؤذ ومتعجرف، وينطبق عليه المثل القائل: ابعد عن الشر وغنى له، أما الذى بعث فى نفسى هذا الاعتقاد، فهو حادث وقع بينى وبينه وبالتحديد فى عام 1921، ودون أن نلتقى قبل ذلك، ففى ذلك العام كنت أعمل فى فرقة عبدالرحمن رشدى مغنيا بين الفصول، وجاء ذات ليلة ليشهد التمثيل، وكانت الفرقة تقدم فى ذلك المساء - على ما أذكر - رواية «الشمس المشرقة»، وتناهى إلى سمعى من حديث الممثلين أن «شوقى بك» موجود فى أحد البناوير، ولم أكن على حداثة سنى فى ذلك الوقت أجهل من يكون «شوقى بك»، فقد كنت ألاحظ اهتمام الناس بالحديث عنه، ولذلك حاولت أن أجيد الغناء حتى أحظى بإعجابه، ولكن فى اليوم التالى فوجئ عبدالرحمن رشدى بزيارة «رسل باشا» حكمدار البوليس الإنجليزى، يقدم إليه شكوى شفهية ملخصها عدم السماح لصبى صغير مثلى بالغناء على المسرح، لأن فى ذلك منافاة لقواعد الأخلاق وضرورة حماية النشء من الاتجاه الفاسد».
 
كان عبدالوهاب يبلغ من العمر وقتئذ 11 عاما فهو حسب لطفى رضوان من مواليد «13 مارس من عام 1910»، ولم يكن هناك قانون يمنع مزاولة الصغار للغناء، وطبقاً لعبدالوهاب حسبما يذكر لرضوان: «طلب رسل باشا من عبدالرحمن رشدى بصفة شخصية أن يعمل على عدم إثارة القيل والقال فى هذا الشأن بمنعى من الغناء»، وهو ما حدث بالفعل حتى عام 1924، وبالطبع فإن عبدالوهاب استعاد شريط الذكريات لحظة إبلاغه بأن «شوقى بك» يريد أن يراه، وكان ذلك حسب رجاء النقاش فى أواخر أغسطس «مثل هذا اليوم» أو أوائل سبتمبر من سنة 1925، مضيفا فى كتابه «لغز أم كلثوم وكلمات أخرى» عن «دار الهلال»: «ظن أنه سينهره مرة أخرى وسيطلب منه ألا يغنى، لكن شوقى هذه المرة استقبله بود كبير وهنأه على صوته الجميل، وطلب منه أن يلتقى به فى القاهرة عندما يعود من رحلته إلى الإسكندرية»، وحدث ذلك فى شهر أكتوبر ويؤكد النقاش أنه من هذه اللحظة لم يفترقا على الإطلاق.
 
يذكر «عوض»: «خلال أيام قليلة وضع شوقى أول أغنية من تأليفه ليغنيها عبدالوهاب، وكانت دوراً عامياً بعنوان: «شبكت قلبى يا عينى»، ويقدم «عوض» أسباباً لعمق هذه الصداقة العظيمة رغم فارق السن بينهما «شوقى من مواليد 1868»، قائلاً، إن شوقى سأله ذات مرة: «هل تعرف بأنى قدمت لك شيئاً فى حياتك؟، ويرد عبدالوهاب أنت ولى نعمتى»، فيرد شوقى: «حاشا لله أن أكون كذلك، ولكننى أعتقد أننى حاولت أن أبث فيك الثقة، وأن أوجهك نحو المجتمع بقوة، وأن أدفعك نحو المجد الذى تستحقه، وليس لى من جزاء هذا الصنيع المتواضع إلا طلب واحد، أن تغنى شعرى بعد موتى، وأن تغترف منه ما تشاء فإن خلودى فى أن يردد الشعب العربى شعرى، وأنت كفيل بأن تجعل الشعب يفهمه ويحبه ويردده».






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة