منذ أن حضر الأرجنتينى هيكتور كوبر لقيادة المنتخب الوطنى ونحن نلحظ أن الرجل لا يمكن اختراقه! بل رصد الأغلب الأعم من روافد الإعلام أن كوبر صعب المراس، لا يتراجع عن اختياراته، وبالتالي لا يسمح لأى كائن من كان بإملاء ما يمكن وصفه بنصائح، أو مطالبات فنية وبشرية!.
كوبر الذى يعمل معه جهاز منذ قدومه كان قد أجلى علاء عبد العزيز من منصبه مع المنتخب، حين كان يدير شئونه الإدارية، مطالبا بإبعاده، وبهذا أغلق على نفسه دائرة العمل. لكن الخواجة دخل دولاب عمله دون مغادرة فلن يعتمد يوما ما رأيا بخلاف آراء الذين معه!.
بخلاف أن المهندس هانى أبو ريدة، رئيس الاتحاد، والرجل الأقرب لمنظومة المنتخبات، وفى القلب منها الفريق الأول، إذ يعتبره الكل كبيرهم، والأب الروحى للنجوم، وحلاّل المشاكل للمدربين والإداريين، تجده طوال الوقت بين الصفوف مديرا للكرة، ورئيسا للاتحاد، ومشرفا على الفريق، لكنه يسدى كوبر النصح من بعيد لأنه يعى تماما أن شخصية كوبر عنيدة، ولا تتلقى أى إشارات بسهولة!.
رغم كل هذا إلا أن كوبر وبحكم العشرة الطيبة ترك أذنه كثيرا للمقربين داخل جهازه، وهو ما جعله يغير أحيانا وجهة نظره كأجنبى فى الاختيارات، بل والاختبارات!.
الخواجة كوبر وصل به الأمر لدرجة فتح الحوار كعادة المصريين حين برر أكثر من مرة وجود نجم بعيد عن فورمته هو عبد الله السعيد داخل الملعب، رغم أن الكل يؤكد أنه مرهق، بأن السعيد يمكنه أن يحرز هدفا فى أى لحظة، ما دفع كوبر للقناعة بهذه الرؤية المصرية الخالصة، هو الهدف الذى أحرزه السعيد فى غانا فى بدء تصفيات كأس العالم 2018!.
بالتأكيد، وضمن سقوطه فى بئر "التمصير" جاءت قناعته بأن رمضان صبحى ما زال غضا صغيرا لا يصلح لبدء المباريات! ليس هذا وحسب إنما رضخ أيضا للإبقاء على محمد عبد الشافى الذى يلعب مع اتحاد جدة بنزعة هجومية دون ارتباط بأى نوع من الدفاع، لكنه زملكاوى ومحترف حتى ينأى الجهاز بنفسه عن اضطهاد الزملكاوية.
هناك أيضا أكثر من حالة من العشرة التى تحولت لقناعات، مثلما هو الحال فى الإبقاء على حسام عاشور بعيدا عن التشكيلة، وكذا صالح جمعة، تلك هى أبرز الأرقام فى معادلة تمصير "كوبر" - التى ما أن يفيق منها - حتى تعود تلك الأزمة مجددا، والكل تابع كيف يترك المحمدى بعيدا عن التشكيل رغم احترافه الإنجليزى، وعدم الاقتراب ممن بدأوا معه العمل منذ قدومه من المحترفين "داخلى"، بالإضافة لمحترفى الخارج.
كوبر لا يعطى الفرصة أبدا لـ"كوكا" الهداف مع فريقه فى الدورى البرتغالى، فلا إعلام له!.. ما نود أن نلقى عليه الضوء، هو أن الخواجة الذى يعد من الشريحة "A" فى عالم التدريب تمكن البعض من تمصيره بنسبة كبيرة، ليصل إلى مرحلة الارتباط الوثيق ببعض النجوم، فيما يشبه العشق الممنوع، والذى يتسبب ف دخول المنتخب معه إلى "حسبة برما" أكثر من مرة!.
فهل يتخلى كوبر عن عناده، ويعاود الاستماع للآراء كلها، قبل القرار النهائى فى بعض الاختيارات، وطرق اللعب، أم يظل على عناده وقناعاته بأصحاب العشرة الطيبة، باعتبار أن النوايا فى الأصل حسنة؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة