لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك لبيك ..بنفوس مطمئنة وبقلوب تهفو وأبدان تحن ، بدأ حجاج بيت الله الحرام الصعود إلى جبل عرفات حيث الرحمة والبركات ، حيث الركن الأعظم للحج ، وهو خير يوم طلعت فيه الشمس ، يقف حجاج بيت الله الحرام على صعيد الجبل الطاهر بعدما قضوا يوم التروية فى منى تأسيا بسنة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم فصلوا الظهر والعصر والمغرب والعشاء قصرا ، وتضرعوا إلى الله تعالى بالدعوات ، طالبين الرحمة والغفران .. فاليوم الخميس يقف ملايين الحجاج من كل الجنسيات على جبل عرفات يؤدون الركن الأعظم ، طالبين الرحمة والمغفرة ..يقفون بعدما أتوا من كل فج عميق ، تحقيقا لقوله تعالى " وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات على مارزقهم من بهيمة الأنعام فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق".
المئات يصلون إلى عرفات
فى هذا اليوم يباهى الله تعالى أهل السماء بأهل عرفة، ففى الحديث الشريف عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يباهى بأهل عرفات أهل السماء، فيقول لهم: «انظروا إلى عبادى جاءونى شعثا غبرا»، كما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم أنه فى هذا اليوم المبارك يدنو فيه المولى عز وجل إلى السماء الدنيا، ليشهد عباده الذين لبوا نداءه فيباهى بهم الملائكة ويعيطهم ما سألوه.
وقال المهندس مصطفى مدبولى وزير الإسكان ورئيس بعثة الحج الرسمية: إنه عاين مخيمات الحجاج المصريين بعرفات، ومعه رؤساء البعثاث الثلاث القرعة والسياحة والجمعيات «واطمأن على الخدمات التى ستقدم لحجاج القرعة، سواء من مقار المخيمات أو دورات المياه، التى تم تخصيص جزء منها لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، وقدم الشكر لمسؤولى وزارة الداخلية على جهودهم، وكذا زار رئيس البعثة مخيمات حجاج السياحة، وعاين الوجبات الغذائية التى ستقدم لهم، كما زار المخيمات التى تشرف عليها وزارة التضامن الاجتماعى، وأشاد بالجهد الكبير، الذى بذلته الوزارة فى سبيل تحقيق حج ميسر لحجاجها.
آلاف المسلمين يصلون يتوافدون على صعيد عرفات
كما زار مدبولى مخيمات الحج الاقتصادى «البرى»، وأشاد بالجهد المبذول لتقديم خدمة جيدة لهؤلاء الحجاج، كما كلف الوزير بالاهتمام بتقديم الخدمات الطبية المطلوبة لهم.
وأضاف رئيس البعثة الرسمية أن الحجاج المصريين والبالغ عددهم نحو 78 ألفا و138 حاجا من حجاج «القرعة والجمعيات والسياحة» إلى جانب أكثر من 20 ألفا من حج «الفرادى»، صعدوا إلى عرفات مباشرة فى حافلات متميزة للوقوف بالركن الأعظم، مؤكدا أن الأمور تسير بشكل طبيعى وفق الخطة، التى تم وضعها لتفويج الحجيج، ومن خلال الاجتماعات المستمرة على مدار الساعة مع رؤساء البعثات الثلاث، للتجهيز للخطة ونقل الحجاج بسهولة ويسر دون مشقة لأداء الركن الأعظم، مضيفا أن جميع البعثات قامت بنقل حجاجها من بعد ظهر يوم التروية، وحتى الساعات الأولى من اليوم، ودخلوا عرفات، وتم تسكينهم فى المخيمات المعدة لهم والمجهزة بالمكيفات والمراوح والوجبات، موضحا أنه اطمأن بنفسه عليها خلال تفقده لعرفات أمس الأول، وبصحبته اللواء عمرو لطفى مساعد وزير الداخلية للشؤون الإدارية الرئيس التنفيذى لبعثة الحج ورؤساء بعثات الجمعيات والسياحة، وهم أيمن عبدالموجود رئيس بعثة التضامن ومحمد شعلان رئيس بعثة السياحة.
وأكد مدبولى أن البعثة الطبية بإشراف الدكتور أحمد الأنصارى رفعوا درجة الاستعداد القصوى فى صفوفهم، وتم نقل الحالات المرضية بسيارات مجهزة، وسط استعدادات طبية عالية، كما تم إجراء جلسات غسيل كلوى لبعض الحالات حتى يتمكنوا من الوقوف بعرفة.
الوقوف على عرفات
على جانب آخر، وصل إلى مدينة جدة مساء أمس الأول، رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل لأداء فريضة الحج، وكان فى استقباله بمطار الملك عبدالعزيز الدولى، الأمير عبدالله بن بندر بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة مكة المكرمة وأمين محافظة جدة الدكتور هانى أبوراس، ومدير شرطة محافظة جدة العميد عبدالوهاب عسيرى، ومدير مطار الملك عبدالعزيز الدولى المهندس عبدالله الريمى، ومدير مكتب المراسم الملكية بمنطقة مكة المكرمة أحمد بن ظافر، والسفير المصرى لدى المملكة ناصر حمدى.
وفى تقليد متبع كل عام، يقوم سدنة بيت الله الحرام بغسل الكعبة المشرفة بماء زمزم الطاهر، فجر عرفة، بعد تغيير الكسوة القديمة واستبدالها بأخرى جديدة، مصممة خصيصاً لبيت الله الحرام، فى أفضل بقاع الأرض «مكة المكرمة».
جانب من مناسك الحج
وتتزين الكعبة برداء جديد من الحرير مُبطن بالقطن فى يوم عرفة من كل عام، وفى مصنع كسوة الكعبة المشرفة الواقع فى منطقة أم الجود بمكة قضى أغلب العاملين بصناعة الكسوة حياتهم.
ويعود تاريخ كسوة الكعبة إلى ما قبل الإسلام، واستمر هذا التقليد على مدى الحقب الإسلامية المختلفة، وكانت مصر ترسل الكسوة إلى مكة على مدى قرون باستثناء فترات زمنية بسيطة، وتوقفت عن إرسال الكسوة نهائيا عام 1962، ومنذ ذلك الحين تصنع الكسوة فى السعودية، وبنى مصنع الكسوة الحالى فى مكة عام 1977.
وتمر عملية صناعة الكسوة بعدة مراحل بدءا من الصباغة مرورا بالنسيج الآلى والنسيج اليدوى والطباعة والتطريز وحتى حياكتها وتجميعها، وتستهلك الكسوة نحو 670 كيلوجراما من الحرير الخام، ويجرى استيراد الحرير من إيطاليا وخيوط الفضة المطلية بالذهب من ألمانيا.
حجاج يقفون على عرفات
ويستغرق تطريز الآية القرآنية المطبوعة على قطعة من الكسوة 60 يوما، ويتكون الحزام المطرز من 16 قطعة، ويحيط بالكعبة من الجهات الأربع، ويبلغ محيط الكعبة نحو 47 مترا.
وتتكلف كسوة الكعبة ما بين 20 و25 مليون ريال سعودى «5.33-6.67 مليون دولار»، وتتغير التكلفة من عام لآخر، لأنها تخضع لأسعار العملات.
وتقطع الكسوة القديمة إلى قطع صغيرة وتوزع على شخصيات بارزة ومنظمات دينية تعتبر هذه القطع تراثا نفيسا.
سيدة تجلس فجرا لتأدية الركن الأعظم فى الحج
ضيوف الرحمن خلال الوقوف على عرفات
ضيوف الرحمن يؤدون الركن الأعظم للحج على عرفات ويناجون الله
ضيوف الرحمن يؤدون الركن الأعظم للحج على عرفات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة