- يجب ألا ننساق وراء أفكار تحت زعم الاختلاف والثورة والآراء الحرة فيضيع منا الوطن فى خضم أفكار دخيلة علينا
- لم يحدث فى تاريخ مصر الحديثة هذا التدهور السريع للعملة فى فترة قصيرة وهذا دليل «إن فى حاجة غلط».. و«سياساتنا المالية تحتاج المراجعة»
- مستغرب من زيادة سعر الفائدة.. ونصيحتى لمحافظ البنك المركزى «راجعوا القرار».. فكلما زادت الفائدة زاد الكسل فى الأداء والإنتاج
- روشتتى للانطلاقة الاقتصادية تبدأ بخريطة استثمارية للجمهورية تضم كل قطاعات الزراعة والصناعة والميزات التنافسية وإعادة توزيع الكثافة السكانية
- نحتاج حزمة تشريعات جديدة فى السياسات المالية والاستثمارية لأن الأداء الاقتصادى للحكومة لايلبى طموحات الشارع ولا الرئيس
- يجب أن نلتف حول القيادة وندعمها ونختار الوقت المناسب لتقديم الانتقاد والرأى الآخر
- القرارات الاقتصادية مهمة وتأخرت .. ومن يوافق على دعم بنزين السيارات الفارهة للسيارات الأجنبية فى مصر؟!
الدكتور حسن راتب فى صالة تحرير "اليوم السابع"
البداية من السؤال الذى يشغل بال المصريين.. ما الذى تحتاجه مصر الآن.. وكيف يدرك الجيل القادم التحديات الحالية.. وما هى نصيحتك للشباب فى الوضع الحالى؟
- أول نصيحة أن يكون الإنسان لده القدرة على الحلم، وعلى قدر أحلامك تنمى قدراتك، لأن أخطر شىء هو التعلق بالمستحيل فتضّيع الممكن، فلا بد أن نكوّن أنفسنا لاستقبال الحلم الكبير، وأعظم هجرة هى الهجرة داخل نفسك، واكتشاف مواطن الضعف لتقويتها.
الدكتور حسن راتب أثناء الحوار
النداء الأساسى لرئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى الآن هو تثبيت الدولة المصرية.. من وجهة نظرك.. كيف نحافظ على الدولة المصرية؟
- الحقيقة أنه أخطر ما تعرضنا إليه فى ثورة يناير هو أننا بدأنا نفقد الدولة، وهذا شىء خطير، ولذلك نحن الآن فى حاجة إلى التوحد خلف قيادة واعية، ونؤكد أن القيادة الحالية وطنية رشيدة ومخلصة وهبتها الأقدار إلى الأمة فى ظروف صعبة كانت تتخبط، كانت هناك تيارات دينية وأخرى سياسية، وأناس يعملون لحساب الآخر، وكان هناك مخطط صهيونى كبير يريد أن يقسم هذه الأمة إلى دويلات، حتى تصبح إسرائيل هى الدولة الحاكمة فى هذه المنطقة، فخريطة الشرق الأوسط كانت تقسم مصر إلى خمس دول: النوبة وبحرى وقبلى، القاهرة والدلتا، فما هذا الهراء والعبث؟
إذن ما هى الإجراءات نحو تثبيت أركان الدولة المصرية؟
- لا يجب أن ننساق وراء أفكار تحت زعم الاختلاف والثورة والآراء الحرة، أو أن يضيع منا الوطن فى خضم أفكار دخيلة علينا، فيجب أن نلتف حول القيادة وندعمها، وليس هذا يعنى عدم الانتقاد، لكن يجب أن يكون نقدا بناء يهدف الإصلاح، فعندما يعطى الراعى أذنه للرعية، فعلى الرعية أن تقول كلمة صدق أو تصمت، وهذا ليس رياقا أو تطبيلا.
الدكتور حسن راتب والكاتب الصحفى خالد صلاح
كان لدينا الدراسة الأكاديمية متمثلة فى الدكتور حازم الببلاوى والتطبيق العملى كان متجسدا فى إبراهيم محلب.. من كان الأوفق من وجهة نظرك؟
- كل واحد أدى دوره وكتر خيره، فالتحديات التى تواجهنا هى اقتصادية، وإذا كان الرئيس قال فى مؤتمر الشباب إن أكبر تحديات تواجهنا الإرهاب والزيادة السكانية، نتفق معه تماما لكنى أضيف التحدى الثالث هو الاقتصاد، فلا بد أن نتحرك فى الأيام المقبلة وبسرعة دون توقف، لأننا لا نملك رفاهية الزمن فى إعطاء معايير اقتصادية تدفع حركة الاقتصاد إلى الأمام، سواء المناخ أو المصانع المغلقة نتيجة لظروف اقتصادية صعبة أو سوء بعض النظم والقوانين، التى ينبغى أن تعالج بسرعة، فنحن لدينا بعض التشوهات التى مازالت موجودة حتى الآن، فيما يخص قوانين الاستثمار أو السياسات المالية.
بمناسبة القرارات الاقتصادية.. كيف ترى قرار زيادة الفائدة؟
- من الذى يقول إن الفائدة ترتفع إلى 20 و%22 فهذا خطأ جسيم على مناخ الاستثمار، لن يستثمر أحد مادامت الفائدة مستمرة بهذا الرقم، فهى قرارات ضارة بمناخ الاستثمار، فكلما زادت الفائدة على رأس المال زاد الكسل فى الأداء والإنتاج، الذى فكر فى هذا القرار لم يراع أشياء كثيرة.
ما رسالتك لمتخذ قرار زيادة الفائدة؟
- رسالتى لمحافظ البنك المركزى «لا بد من مراجعة هذا القرار ومعالجة الأثار السلبية المترتبة عليه».. هذا قرار لا بد فورا أن يعالج، علينا أن نرى كم تبلغ فائدة الدولار واليورو فى دول متقدمة اقتصاديا، لأن الفائدة الكبيرة أحد المخاطر الكبيرة على الاستثمار والضارة على البيئة الاستثمارية.
الكاتب الصحفى خالد صلاح أثناء تكريمه للدكتور حسن راتب
لكن تلك الدولة المتقدمة اقتصاديا كأمريكا ودول أوروبا ليس لديها هذه النسبة من التضخم الذى وصلت لدينا إلى %32، فصانع القرار اتخذ القرار لاحتواء الأثر التضخمى وتشجيع الناس على عدم الاستهلاك؟
- هذه المبررات لا تجعلك ترفع بالفائدة لتلك المعدلات، ومن أحد المعايير الاقتصادية هى الحفاظ على معدلات التضخم، فهذا خطأ اقتصادى، فلم يحدث فى تاريخ مصر الحديثة أن تدهورت العملة المصرية بهذه المعدلات فى هذه الفترة الزمنية القليلة، وهذا مؤشر على وجود شىء خطأ، وعلى المجموعة الاقتصادية أن تعيد حساباتها مرة أخرى، وتعيد ترتيب أولوياتها وتفكر بطريقة مختلفة.
هل نحتاج لتغيير أعضاء بالمجموعة الاقتصادية بشكل عام؟
- الأمر لا يخصنى، لا أقول من يتغير ومن يظل بمنصبه، أنا لست مسؤولا، ما أملكه هو تقديم النصيحة، نحن نحتاج لإعادة النظر فى السياسات المالية، لأنها أعطت نتائج لا تلبى طموحات المجتمع وطموحات التنمية الاقتصادية فى بلدنا، وطموحات الرئيس نفسه، فالنتائج واضحة أمامنا، فلدينا مريض تتدهور صحته بالعلاج، فلا بد من تغيير العلاج، ولدينا دلائل واضحة على ذلك، فهناك فرق سرعات واضح.. الرئيس يتحرك بسرعة الصاروخ، بينما الجهاز التنفيذى بسرعة السلحفاة.
ما هى النسبة العادلة للفائدة من وجهة نظرك؟
- انخفاض الفائدة لا بد أن يأتى تدريجيا وليس مرة واحدة، فالتغييرات الاقتصادية تأخذ منهجا يتناسب مع حركة السوق ودراسة الظواهر المحيطة، وبكل أمانة فى ظل ارتفاع الفائدة بالشكل الحالى، لن يستثمر أحد فى مصر، وكذلك السياسات المالية الموجودة لن تجذب الاستثمار، فلا بد أن تتغير تلك السياسات بسرعة، وأن نتوافق على ما هو موجود.
برأيك ما المخرج أو روشتة دفع حركة الاقتصاد فى مصر؟
- أولا نحتاج إلى خفض التصنيف الائتمانى، لأنه سيئ، ويتم ذلك بالمحاولة مع البنوك العالمية واتخاذ بعض القرارات، ثانيا دعم مناخ الاستثمار، فمازلنا حتى الآن وبعد القانون الجديد نتناقش حول اللائحة التنفيذية التى لم تصدر.. لماذا نتأخر كل هذا الوقت، ونحن ليس لدينا رفاهية وقت؟ الاقتصاد المصرى به «علة» لا بد أن يتم علاجها، وتأخرنا ثلاثة أشهر فى إصدار اللائحة «وده يعطل الدنيا».
جانب من الندوة
كانت هناك «خناقة» بين الوزارات بشأن تلك اللائحة.. ما رأيك؟
- لا أتمنى ذلك، روح الفريق أمر مهم جدا، سواء على مستوى الوزارات أو الدولة، لأنها أساس للنجاح، ولا بد أن تكون للحكومة خطة واضحة وخريطة استثمارية، ونحتاج أن نرى خريطة 20/30، لإيجاد خريطة حقيقة فلا بد أن يكون هناك خريطة مكانية وأخرى قطاعية، فظروف الصعيد تختلف عن ظروف سيناء، وسيناء تختلف عن الساحل الشمالى، وظروف سيناء والساحل ليست ظروف الدلتا والقاهرة، كل مكان له ميزة نسبية يجب أن نحولها لميزة تنافسية، وكل مكان له ظواهره وكثافته السكانية، فعلى سبيل المثال نقوم بتفريغ سكانى لأماكن كادت الكثافة تشل حركتها مثل القاهرة والدلتا إلى أماكن كثافة سكانية استراتيجية مثل سيناء والساحل.غدا مفاجآت جديدة عن سيناء والتنمية، فى الجزء الثانى من الندوة، يكشف فيها الدكتور حسن راتب عن خريطته الاستثمارية، ورأيه فى ملف مواجهة الإرهاب بسيناء، والدور البطولى للقوات المسلحة، وخطة التطوير فى قناة المحور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة