بالصور.. تعرف على رجل الحرس الثورى فى برلمان إيران.. أمير عبد اللهيان أقصاه جواد ظريف واحتضنه لاريجانى.. وجولات مكوكية بلبنان وسوريا ولقاءات مع الأسد ونصر الله تكشف دوره الدبلوماسى فى الملفات الحساسة بالمنطقة

السبت، 05 أغسطس 2017 12:56 م
بالصور.. تعرف على رجل الحرس الثورى فى برلمان إيران.. أمير عبد اللهيان أقصاه جواد ظريف واحتضنه لاريجانى.. وجولات مكوكية بلبنان وسوريا ولقاءات مع الأسد ونصر الله تكشف دوره الدبلوماسى فى الملفات الحساسة بالمنطقة رجل الحرس الثورى فى برلمان إيران أمير حسين عبد اللهيان
محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حتى يونيو من العام 2016 كان أمير حسين عبد اللهيان رجل الحرس الثورى القوى فى وزارة الخارجية الإيرانية، ووقتها كان يشغل منصب، نائب وزير الخارجية للشئون العربية والإفريقية، وهو منصب تولاه فى العام 2011 فى زمن الرئيس (المحافظ) محمود أحمدى نجاد.

 

الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء السورى يستقبل عبد اللهيان
الدكتور وائل الحلقي رئيس مجلس الوزراء السورى يستقبل عبد اللهيان

 

عندما صعد الرئيس حسن روحانى إلى الرئاسة فى أغسطس بالعام 2013 أحدث تغييرا عميقا فى الخارجية بأن ولى صديقه (الإصلاحى) محمد جواد ظريف، الوزارة، ووقتها ظهر أمير حسين عبد اللهيان كأحد عوامل الصراع بين جناحى المحافظين والإصلاحيين بالمؤسسات الإيرانية.

 

ولد عبد اللهيان فى مدينة دامجان إحدى حواضر محافظة سمنان، وللمفارقة تقع هذه المدينة على مقربة من مدينة سرخة، تلك التى ينحدر منها الرئيس حسن روحانى وبالرغم من أن سمنان تجمع (المحافظ) عبد اللهيان و(المعتدل) روحانى؛ إلا أن التوجهات السياسية تفرقهما.

 

الرئيس السوري بشار الأسد يستقبل عبد اللهيان
الرئيس السورى بشار الأسد يستقبل عبد اللهيان

 

وفور توليه المنصب انشغل محمد جواد ظريف بمفاوضات الاتفاق النووى حتى تم الأمر فى 14 يوليو بالعام 2015م، وساعتها بدأ ظريف يشعر بالدور الخفى الذى يمثله عبد اللهيان فى الخارجية كمتحدث باسم الحرس الثورى فى الوزارة وممثلا لمصالح المحافظين وكيانهم.

 

حاول محمد جواد ظريف فى غير مرة ضم عبد اللهيان إلى معسكر الإصلاحيين وتغيير نهجه من الصدام مع العالم الخارجى إلى محاولة الاحتواء، وبالفعل أسند له عددا من المهام الحساسة منها المباحثات مع مصر، ولذلك حضر أمير حسين عبد اللهيان على رأس وفد إيرانى رفيع المستوى إلى القاهرة للمشاركة فى حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسى فى 9 يونيو 2014م.

 

أمير حسين عبد اللهيان يلعب دورا بارزا فى سوريا
أمير حسين عبد اللهيان يلعب دورا بارزا فى سوريا

 

حضر عبد اللهيان الحفل، ومكث فى القاهرة عدة أيام، بهدف إجراء لقاءات مع عدد من رموز الدولة والمجتمع وبالفعل استقبله الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، فى مكتبه الواقع على الضفة الغربية من نيل الدقى، وطمأنه على مستقبل الرئيس السورى بالقول: "حسب خبرتى فى العالم العربى، فإن الأسد لن يسقط على يد الإرهابيين وبهذه السبل، والذين يتوقعون إسقاط الأسد بهذه الطرق لا يملكون فهماً حقيقياً عن العالم العربى، والداخل السورى".

 

وهكذا سارت الأمور طبيعية فى الخارجية الإيرانية يؤدى فيها أمير حسين عبد اللهيان أدوارا بالغة الحساسية فى ملفات متعددة منها مصر واليمن والعراق والبحرين والسعودية حتى صدر قرار ظريف بعزل عبد اللهيان من منصبه وتعيينه فى منصب شرفى، مستشارا للوزير.

 

أمين عام الجامعة العربية السابق الدكتور نبيل العربى يستقبل حسين أمير عبد اللهيان
أمين عام الجامعة العربية السابق الدكتور نبيل العربى يستقبل حسين أمير عبد اللهيان

 

شهر واحد فقط هو ذلك الذى مضى، قبل أن يصدر القرار الذى يؤكد أن أمير حسين عبد اللهيان ليس رجلا عاديا فى الدولة الإيرانية، وأن هناك مؤسسات نافذة تسند له مهام ظاهرة وباطنة، وأنه شخص لا يمكن الاستغناء عنه بهذه السهولة، حتى فى أعتى مراحل الصراع بين المحافظين والإصلاحيين.

 

فى وقت باكر من صباح 18 يوليو 2016 أصدر رئيس مجلس الشورى الإسلامى (المحافظ) على لاريجانى، قرارا بتعيين عبد اللهيان، معاونا لرئيس مجلس الشورى للشئون الدولية، ما فهم منه أن هناك جهات فى إيران تريد أن يظل الرجل ممسكا بالملفات التى بين يديه وأن يواصل دوره فى السياسة الخارجية للجمهورية من دون تغيير.

 

حسن نصر الله لدى استقباله عبد اللهيان
حسن نصر الله لدى استقباله عبد اللهيان

 

بالتأكيد فقد خوّل هذا المنصب الجديد إلى أمير عبد اللهيان العودة مجددا إلى مهامه الخارجية وتجسير المسافات بين صناع السياسات بالجمهورية الإيرانية والفاعلين الرئيسيين فى الملفات الأخرى وعلى رأسها اليمن وسوريا ولبنان والعراق.

 

ولذلك نطالع فى الوكالات الإيرانية وفى صدر الصفحات الأولى للصحف الطهرانية الصباحية بشكل شبه يومى تصريحات لعبد اللهيان أو صور من جولات خارجية مكوكية يقوم بها فى لبنان أو سوريا أو غير ذلك.

 

عبد اللهيان ووليد المعلم وزير الخارجية السوري
عبد اللهيان ووليد المعلم وزير الخارجية السوري

 

ولا أدل على ذلك من لقائه خلال أمين عام حزب الله اللبنانى حسن نصر الله، ونشر ذلك فى صحف اليوم الجمعة، وقبلها بيوم واحد نشرت أمس الخميس الصحف الإيرانية صورا وأخبارا للمباحثات التى أجراها عبد اللهيان فى دمشق مع وزير الخارجية والمغتربين السورى وليد المعلم.

 

وهكذا تظهر أهمية المهام الموكلة إلى عبد اللهيان، من خلال تلك الجولات المكوكية فى عواصم النفوذ الإيرانى الحيوى لإيران، ويبدو أن الأكاديمى والدبلوماسى، الذى يجيد الإنجليزية والعربية، والبالغ من العمر 54 عاما، يعزز من مكانة المحافظين فى مؤسسات الجمهورية المنيعة، ويبقى رمز "رجل الدولة الفارسية" حاضرا بقوة فى الأذهان ومتنقلا بسلاسة بين العصور.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة