حينما جاءت رسائل المولى عز وجل لرسوله محمد "ص" فى القرآن الكريم فى صورة الضحى فى الأية الكريمة التى تحث النبى "وأما اليتيم فلا تقهر" جعلت ثواب وفضل كافل اليتيم أن يكون بصحبة النبى فى الجنة.. مأساة أم فارس بدأت عندما لم يرزقها الله بالإنجاب فهداها حب الأمومة التى حرمت منها إلى تبنى ولد وبنت من دار أيتام بمحافظة قنا، لتكون هى العائل الوحيد لهما، تحسن رعايتهما ويكونا خير عوض لها فى حياتها.
القصة بدأت منذ 10 أعوام حينما وجدت "أم فارس" نفسها غير قادرة على الإنجاب فعرضت على الزوج فكرة تبنى أطفال من دار أيتام، فى البداية كان هدفها أن تخفى على الأقارب والجيران فكرة أن الأطفال ليسوا لها، وتوجهت إلى مؤسسة لرعاية الأيتام بمحافظة قنا، وتقدمت بطلب وتم الموافقة على حصولها على بنت وولد، وتم تسميتهم بـ "فارس وبسمة"، تحركت مشاعرها حول الطفلين وزاد تعلقها بهما، حتى كبرا معها فى المنزل، ووصلت أعمارهما إلى 10 سنوات، الأمور كانت تسير بصورة طبيعية حتى وقع خلاف بين أم فارس وجارتها التى كانت ترغب فى طردها من الشقة لتتمكن من تزويج نجلها داخل الشقة التى تقيم فيها، تجد صاحبة العقار شىء لٌتدنى حسرة تلك السيدة كافلة الأيتام باختلاق ادعاءات بأنها تضربهم.
يقول الزوج ويدعى "أشرف .م" 49 سنة، أنا من محافظة قنا، وتزوجت ولم يقدر لى المولى عز وجل أن أرزق بأولاد ، فكرت أنا وزوجتى فى أن نكفل طفلين من دار الأيتام، عاش الأطفال معنا سنوات عديدة أخدناهم من دار الأيتام وهما قطعة لحم، كنت بعتبرهم زى ولادى ومعرفش أنام من غير لما يكونوا فى حضنى، الفرحة كانت تغمرنى أنا وزوجتى، خلال تلك الفترة ، حتى وصل سن الأطفال لدخول المدارس توجهت لمديرية التضامن ودرا الأيتام لأخذ شهادات ميلاد الأطفال، ومحاولاتى لأخذ شهادتهم كانت مستمرة منذ أخذهم من الدار، لكن كنت أجد مماطلة فى الحصول على شهادات الميلاد، وقتها عرض عليا أحد الأشخاص استخراج شهادات ميلاد للأطفال باسمى، وأن كنت جاهل بالحكم الدينى، وأنى مينفعش أكتبهم باسمى وده مخالف للقانون، وأنا رجل لا أجيد القراءة والكتابة.
مضيفا: "عندما فشلت فى الحصول على شهادات كتبتهما على اسمى ودخلا المدارس، وكنت بجيب مدرسين فى البيت وبعمل إللى ربنا يقدرنى عليه، والحمد لله لم أكن مقصرا معهما بشهادة الأطفال، ربنا ينتقم من إللى كان السبب وحرمنى من ولادى، حدثت مشكلة مع صاحبة العمارة كانت ترغب فى طردنا من الشقة، وعندما فشلت ذهبت إلى دار الأيتام، واختلقت الأكاذيب ضدى بأنى أعزب الأطفال وأضربهما، وهذا منافى للحقيقة لأن الأطفال ساءت حالتهم النفسية بعدما أخذوهما منى، فوجئت بلجنة تطلب منى الأولاد فى الأول رفضت وكنت مش عارف السبب فى النهاية هددونى بحبسى فقمت بتسليم الأطفال وأخذوا البنت وتم وضعها فى دار أيتام بنجع حمادى، وتم وضع فارس فى إحدى دور الأيتام بنجع حمادى، دى كانت أصعب فترة فى حياتى، مرضت زوجتى بسبب فقدان الأولاد كانوا زهرة البيت، بعد مرور شهر توجهت لنجع حمادى لزيارة ابنتى ووجدت أنها فى المدرسة ذهبت إليها وعندما شاهدتنى ظلت تبكى بكاء شديدا، وتطلب منى عدم تركها فى دار الأيتام لأنها تتعرض لتعذيب وتمر بحالة نفسية سيئة، أخذتها إلى البيت ومحدش سأل عليها".
واختتم حديثه: "أنا عاوز فارس يرجع يعيش معايا، ويعطونى شهادات ميلاد للأطفال علشان يدخلوا مدرسة، زوجتى بتذهب لزيارة فارس وأنا ليا شهرين مش قادر أروح لأنى مش متخيل أنى أشوفة وميرجعش معايا البيت، توجهت لمديرة التضامن ومحدش راضى يعبرنى، حرام الطفل يكبر وفى الآخر يترمى فى الشارع، وأنا بموت كل ساعة وفارس بعيد عنى، المجتمع مش عاوز يرحم أطفال دار الأيتام بتحدث فيها بلاوى، وأنا مش عاوز الأطفال يتكتبوا باسمى أنا مش عاوز أخالف شرع ربنا، أنا رجل لا أجيد القراءة ولا الكتابة، لكن يدونى شهادات ميلاد ويرجعوا الأطفال يعيشوا معايا تانى.
بسمة
1 صورة بسمة عندما كانت صغيرة
محرر اليوم السابع مع أصحاب المشكلة
الطفلة بصحبة والدها الذى كفلها
محرر اليوم السابع مع أسرة الاطفال الأيتام
الطفلة اليتيمة تجلس وسط أهلها
تعرض صورة الطفل فارس الموجود بدار الأيتام
صورة تذكارية للأطفال الأيتام بصحبة السيدة التى تكفلت بهما
الطفلة بصحبىة الحاج أشرف وزوجته
صورة الأم تحمل الاطفال فى مرحلة الصغر
أشرف يشير إلى سرير فارس الذى أصبح خاليا بعد مغادرته المنزل